محتويات
تعريف المفعول به
المفعول به هو اسم يدلُّ على مَن وقعَ عليهِ فعلُ الفاعل في الجملة، وهو من المنصوبات، فإذا قيل: "رمى معاذ الحجرَ"، فالحجر مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة، ويُنصب المفعول به بالفتحة إذا كان اسمًا ظاهرًا، وبالياء إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالم، وبالكسرة إذا كان جمع مؤنث سالم، وجدير بالذكر إنَّ الأفعال في اللغة العربية تختلف من حيث حاجتها للمفعول به، فبعضها لازم لا يحتاج إلى مفعول به وبعضها متعدٍ يحتاج إلى مفعول به واحد وبعضها يحتاج لاثنين وأكثر، وفيما يأتي من هذا المقال حديث عن حالات تقديم المفعول به على الفاعل في اللغة العربية.
تعريف الفاعل
قبل الحديث عن حالات تقديم المفعول به على الفاعل في اللغة العربية، جدير بالذكر إنَّ الفاعل في اللغة هو اسم يدلُّ على من قام بالفعل في الجملة، وهو اسم مرفوع دائمًا، مثل: "نامَ الناسُ"، الناسُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، أمَّا إعراب الفاعل فله ثلاث حالات في إعرابه، الأولى أن يأتي اسمًا ظاهرًا وفي هذه الحالة يكون مرفوعًا بالضمة الظاهرة، والثانية يُرفع الفاعل بالألف إذا كان مثنى، مثل: "غادرَ الطالبان القاعة"، الطالبان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنَّه مثنى، والثالثة يُرفع الفاعل بالواو إذا كان جمع مذكر سالم، مثل: "اجتمع المهاجرون"، المهاجرون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم، وتجب الإشارة أيضًا إلى أنَّ الفاعل في اللغة قد يأتي اسمًا ظاهرًا مثل: "كتب محمد المقالَ"، وقد يأتي ضميرًا مستترًا مثل: "كتبَ الرسالة"، هنا الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وقد يأتي الفاعل ضميرًا متصلًا، مثل: "صدقتُ الخبر"، هنا الفاعل هو التاء المتحركة، وقد يكون الفاعل اسمًا موصولًا، مثل: "نجى الذي سفك الدماء" وهنا الفاعل اسم موصول "الذي"، وقد يأتي الفاعل أيضًا اسم إشارةً، مثل: "زارَنا هذا قبل عشر سنوات"، والفاعل هنا هو اسم الإشارة هذا. [١]
حالات تقديم المفعول به على الفاعل
في الحديث عن حالات تقديم المفعول به على الفاعل، لا بدَّ من الإشارة بداية إلى أنَّ الأصل في الجملة العربية أن يأتي الفعل أولًا ثمَّ الفاعل ثمَّ المفعول به، ولكن اللغة العربية واسعة ومختلفة الحالات الإعرابية وهي لغة التقديم والتأخير، لذلك فقد يتقدَّم المفعول به على الفاعل في اللغة العربية جوازًا ووجوبًا في حالات مختلفة، وفيما يأتي تفصيل في حالات تقديم المفعول به على الفاعل في اللغة ما يأتي.
حالات تقديم المفعول به على الفاعل وجوبًا
لا شكَّ من أنَّ المفعول به يأتي بعد الفاعل في اللغة العربية، ولكنّ بعض الحالات في اللغة تقتضي أن يتقدم المفعول به على الفاعل وجوبًا، أيْ لا يصحُّ أن يتأخر المفعول به في ثلاث حالات وهي: [٢]
- إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به: ومثال هذه الحالة قول الله تعالى في سورة غافر: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ}[٣]، فالمفعول به هو "الظالمينَ" والفاعل "معذرتهم" وفي الفاعل ضمير "هم" يعود على المفعول به.
- إذا كان المفعول به ضميرًا متصلًا بالفعل والفاعل اسمًا ظاهرًا: ومثال هذه الحالة: "سرَّنِي قدومُكَ اليوم"، المفعول به هنا هو الياء في الفعل سرَّ، والفاعل هو الاسم الظاهر قدومُ.
- إذا كان الفاعل محصورًا: أي إذا كان الفاعل محصورًا بإحدى أداتي الحصر "إلَّا، إنَّما"، ومثال إلَّا قول الله تعالى في سورة آل عمران: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ...} [٤]، أمَّا أن تكون إنَّما أداة الحصر، فقال تعالى في سورة فاطر: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[٥]، والله أعلم.
حالات تقديم المفعول به على الفاعل جوازًا
أمَّا حالات تقديم المفعول به على الفاعل جوازًا، فهي الحالات الطبيعية التي لا تجتمع فيها إحدى الحالات الثلاث السابقة، ومقال تقديم المفعول به على الفاعل جوازًا قول الله تعالى في سورة البقرة: {فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}[٦]، وفي هذه الحالة يجوز تأخير المفعول به على الفاعل ولا يحدث أي خلل في الجملة، ومثاله أيضًا قول الله تعالى في سورة القمر: {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} [٧]، والله تعالى أعلم.[٢]
وجوب تأخير المفعول به على الفاعل
يتأخر المفعول به على الفاعل أو يتقدم الفاعل على المفعول به في اللغة العربية في الحالة الطبيعية، فالأساس في الجملة أن يأتي الفعل ثمَّ الفاعل ثمَّ المفعول به، وقد مرَّتْ بعض الحالات التي يجب أن يتقدم فيها المفعول به على الفاعل، وهناك بعض الحالات أيضًا لا يجوز أن يتقدم المفعول به على الفاعل فيها، ويكون تأخير المفعول به واجبًا حتَّى تصحَّ الجملة، وهذه الحالات هي:[٨]
- إذا كان الفاعل ضميرًا متصلًا بالفعل: مثل: شاهدتُ المباراة، وفي هذه الحالة إذا تقدَّم المفعول به سينفصل الفاعل على الفعل وهذا غير جائز.
- إذا أدى تقديم الفاعل إلى التباس في المعنى: مثل: نادَتْ سُهى مها، ففي هذه الحالة لم تظهر أي حركة إعراب، لذلك يكون الفاعل سُهى وجوبًا والمفعول به مها وجوبًا، دفعًا للالتباس بين الفاعل والمفعول.
حالات تقديم المفعول به على الفعل والفاعل
يجوز في اللغة العربية تقديم المفعول به على الفعل والفاعل، مثل جملة: سربًا من الطيور شاهدتُ، ويكون إعراب المفعول به سربًا: مفعول به منصوب مقدم على عامله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، هذا التقديم جائز، وفي بعض الحالات يكون تقديم المفعول به على الفاعل والفعل واجبًا، كأن يأتي المفعول به اسمًا من أسماء الصدارة، أي اسم استفهام أو اسم شرط، مثل: منْ رأيتَ؟، ويكون إعراب اسم الاستفهام "منْ"، هُنا: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، ومثال أيضًا قول الله تعالى: {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ}[٩]، والله تعالى أعلم.[٨]
المراجع
- ↑ "فاعل"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 26"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 52.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 135.
- ↑ سورة فاطر، آية: 28.
- ↑ سورة البقرة، آية: 87.
- ↑ سورة القمر، آية: 41.
- ^ أ ب "تقديم الفاعل على المفعول به"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 81.