الوطن
هو جزء جغرافي من الكرة الأرضيّة، والذي يعد واقعة ماديّة يَقطنها الإنسان، ليتمتّع بحقوقه وواجباته، من مأكل وملبَس وتعليم، وهو ينشأ عن طريق الزواج ومن ثمّ التّكاثر والتّوارث، ويتكوّن الوطن من: إنسان، وظواهر مادّية وجغرافيّة وإقليميّة، وعادات وتقاليد وأعراف وغيرها، والعامل الرئيس الذي يكوّنه هو حبّ الوطن في الإسلام، وهذا يعني اندماج الوطن مع الدّين وتأثيره على الفرد والمُجتمع، وصولًا إلى وطن يسوده الانتماء والولاء، وفي هذا المَقال سيتمّ الحديث عن حب الوطن في الإسلام، والتّربية الإسلاميّة على حبّ الوطن، والفرق بين الوطنيّة والوطن.
حب الوطن في الإسلام
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "ما أطيبَك من بلدٍ، وما أحبَّك إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك"[١]، هذا ما قاله الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما ودّع وطنه مكّة، وعندما وصل إلى المدينة دعا ربّه أن يحببه بوطنه الجديد، فاستجاب له ربّه وأصبح يحبّه حبًّا شديدًا، وهذا دليل يكشف حبّ الوطن في الإسلام والانتماء إليه، وثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربّنا"[٢]، ، وممّا يدلّ أيضًا على حبّ الوطن في الإسلام، وصف الله -سبحانه وتعالى- الصّحابة بالمُهاجرين، لقوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادقون}[٣][٤]
التربية الإسلامية وحب الوطن
تنطلق التّربية الإسلامية لحب الوطن في غرس المبادئ والقيَم منذ نعومة الأظفار، فحب الوطن في الإسلام فطرة جُبِل عليها الإنسان، ودور التّربية في حبّ الوطن يتلخّص فيما يأتي:[٥]
- التربية على استشعار ما في الوطن من فضائل سابقة.
- أن تكون التّربية على أساس الحب والتآزر مع أبناء الوطن، ممّا يجعل الوطن أكثر تماسكًا في مواجهة الظّروف المُختلفة.
- تعزيز حب الانتماء الإيجابي للوطن، وذلك عن طريق التّعامل مع المؤسسات المختلفة، كالمساجد، والمدارس، وغيرها.
- أن يُدرك الفرد ما عليه من الواجبات، على أن يُقدّمها بأكمل وجه.
- الدّفاع عن الوطن، سواء بالقول أو الفعل.
الفرق بين الوطن والوطنية
إنّ لفظ الوطنيّة استحدثه المُشركون، عندما احتلّوا بلاد المُسلمين، وكان الغرض من ذلك؛ نزع القيم والمبادئ الإسلاميّة، ومن زاوية أخرى يُعدّ لفظ الوطنيّة لفظ سياسي؛ يعني الانتماء إلى وطن محدّد، والارتباط به ارتباطًا وثيقًا دون الارتباط بغيره، أمّا بالنّسبة للوطن، هو المنطقة الجغرافيّة المُحدّدة التي يعيشها الشّعب وتربطه قيم مُشتركة، ومنها: الحب والدّفاع عن الوطن، سواء الوطن الذي وُلِد فيه، أو الذي لم يُولد فيه، إضافة إلى العرق، أو الدّين، أو اللغة والتّاريخ، أو ربّما تكون كلّها مُجتمعة، وهذه القيم لا بدّ من وجودها، كونها من مقتضيات الولاء والبراء في الإسلام، وهذا من واجب المُسلم أن يعقد الولاء والبراء للوطن من أجل الإسلام فقط، لقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُون}[٦][٧]
المراجع
- ↑ رواه عبد الله بن عباس، في سنن الترمذي، عن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3926، حسن.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة -رضي الله عنها-، الصفحة أو الرقم: 2973، صحيح.
- ↑ سورة الحشر، آية: 8.
- ↑ "حب الوطن: معنى ومبنى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "التربية الإسلامية وحب الوطن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 55-56.
- ↑ "الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.