محتويات
حديث نبوي عن اختيار الزوجة
اختيار الزوجة هي اللبنة الأولى التي يضعها الزوج في طريقه لبناء أسرة مسلمة، وقد أخبرنا النبي الكريم إلى الأوصاف التي تُنكح المرأة لأجلها فقال: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ).[١]
وثبت في رواية أخرى عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنه قال: (تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً في عَهْدِ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَلَقِيتُ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: يا جَابِرُ تَزَوَّجْتَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: بكْرٌ، أَمْ ثَيِّبٌ؟ قُلتُ: ثَيِّبٌ، قالَ: فَهَلَّا بكْرًا تُلَاعِبُهَا؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، : إنَّ لي أَخَوَاتٍ، فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وبيْنَهُنَّ، قالَ: فَذَاكَ إذَنْ، إنَّ المَرْأَةَ تُنْكَحُ علَى دِينِهَا، وَمَالِهَا، وَجَمَالِهَا، فَعَلَيْكَ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).[٢]
تخريج الحديث
أخرج الحديث البخاري ومسلم والإمام أحمد وابن ماجه والدارمي والبيهقي عن أبي هريرة بلفظ: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)؛ وأخرجه أكثرهم بقول: (تنكح النساء) إلا البخاري ومسلم أخرجوه بقول: (تنكح المرأة)، وجميعهم نقلوه بلفظ (تربت يداك)، ولم ينقل أحدّ منهم رواية (تربت يمينك).[٣]
ورواه الإمام أحمد من طريق أبي سعيد الخدري بلفظ: (تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاث: تنكح المرأة على مالها، وتنكح المرأة على جمالها، وتنكح المرأة على دينها، فخذ ذات الدين والخلق تربت يمينك)، وروى الحديث مسلم وأحمد والنسائي والترمذي من طريق جابر بن عبد الله بلفظ: (إن المرأة تُنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك).[٣]
شرح الحديث
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- الأوصاف التي ينظر إليها الرجال عند إرادة خطبة النساء؛ فينظر الرجل إلى المال أو الجمال أو الحسب أو الدين أو لجميعها؛ فإن اجتمعت كلها فهو خير وزيادة، وإن تخيّر الرجل بين كل هذه الأوصاف فالأولى به اختيار ذات الدين والخُلق الحسن،[٤] وسنذكر أوصاف اختيار الزوجة بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:
المال
يبحث بعض الرجال عن المرأة صاحبة المال؛ وذلك لأنها تكفي نفسها، ولا تُلزم الزوج بما لا يُطيق من تكاليف ومصاريف، ولا تضغط عليه بالأمور الخاصة بالإنفاق ولا تكلّفه فوق استطاعته وقدرته المادية.[٥]
الحسب
يرغب بعض الرجال بالمرأة صاحبة النسب والشرف بآبائها وأقاربها، فالحسب والنسب يضيف للمرء المكانة العالية والسمعة الطيبة بين الناس، فإن تزوج الرجل بامرأة حسيبة نال من ذلك الشرف والحسب بقدر تقربه ومصاهرته لتلك العائلة.[٥]
الجمال
يبحث الناس عن الجمال في كل أمر؛ فكيف هو الحال بالزوجة التي ستكون شريكة الزوج وصاحبته؟ والجمال أمرٌ نسبيّ تختلف معايره من شخص لآخر؛ فالبعض يبحث عن مواصفات معيّنة قد تختلف عن مواصفات غيره في الجمال.[٥]
الدين
أخبر النبي الكريم عن الأمور التي تدفع الرجل للزواج من المرأة؛ فإما يتزوج بدافع الجمال أو الحسب أو المال، والأمر المهم الذي حثّ النبي الكريم على البحث عنه عند طلب الزواج هو الدين؛ فإذا وُجد الدين في المرأة وانضاف إليه بعض الخصال السابقة أو كلها فهو إضافة خيرٍ إلى خير.[٦]
وإن فُقد الدين فإن باقي الأمور قد لا تدوم ولا تصلح؛ لأن الدين هو الحصن المنيع من الوقوع في أمور محرمة، فاظفر أيه المسلم بصاحبة الدين والخُلق وابحث عنها، واجتهد في سبيل الوصول إليها.[٦]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5090، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:715، صحيح.
- ^ أ ب أحمد الغماري، الهداية في تخريج أحاديث البداية (الطبعة 6)، صفحة 394. بتصرّف.
- ↑ أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 8، جزء 19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، صفحة 86، جزء 20. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 11، جزء 236. بتصرّف.