محتويات
انشقاق القمر
انشقاق القمر أيْ انقسامُه إلى نصفيْن واحدةٌ من الحوادث الكونية التي جاء القرآن الكريم والسنة النبوية على ذكرها، وحدثت في مكة المكرمة قبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وهي واحدةٌ من معجزات النبي -عليه الصلاة والسلام- الدّالة على صدقه وأنّه مُرسلٌ من عند الله تعالى مع تكذيب العديد من المستشرقين والعلماء في العالم الغربي لهذه الحادثة واعتبارها نسجًا من الخيال الوارد في الكتب الإسلامية، وهذا المقال يسلط الضوء على حديث انشقاق القمر الدال على صدق ما جاء في القرآن الكريم وأنّها كانت كرامةً لنبي الله تعالى لإظهاره على معاديه من الكفار والمشركين.
حديث انشقاق القمر
حديث انشقاق القمر الوارد في كتب الحديث الصحيحة رواه عددٌ من الصحابة الثّقاة وهما أنس بن مالك وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، وقد جاءت روايات الحديث على النحو الآتي: "أن أهلَ مكةَ سألوا رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يُرِيَهم آيةً، فأراهمُ انشِقاقَ القمر" [١]، وأيضًا: "أنَّ أهلَ مكَّةَ سألُوا رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنْ يُريَهُم آيَةً، فأراهُمُ القمَرَ شِقَّينِ، حتى رأوْا حِراءً بَينهُما" [٢]، وأيضًا: "أنَّ أهلَ مكةَ سألوا رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أن يُريَهم آيةً، فأراهم انشقاقَ القمرِ، مرتَينِ" [٣]، وأيضًا: "انشَقَّ القمرُ على عهدِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- شِقَّينِ، فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: اشهَدوا" [٤].
هذه الأحاديث جميعها تدلّ دلالةً قاطعةً على أنّ انشقاق القمر في عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان انشقاقًا حقيقيًّا شُوهِدَ بالأعين المجرّدة وقد أجمعَ على ذلك جمهور علماء المسلمين وإن شذّ قومٌ عنهم معتقدين أنّ الانشقاق سيكون يوم القيامة، وهذا قولٌ لا إجماع عليه من عدة أوجهٍ منها أنّ النص القرآني للحادثة بصيغة الماضي "انشقّ" قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [٥] وفي اللغة العربية لا يجوز حمل صيغة الفعل الماضي على المستقبل إلا إذا وُجِد قرينةٌ تنقله من الماضي إلى المستقبل، وهذه الحادثة واحدةٌ من العلامات الدالة على اقتراب الساعة. [٦][٧]
تفسير حديث انشقاق القمر
انشقاق القمر معجزةٌ من المعجزات الربانية التي أكدها القرآن الكريم، وكل من أنكرها فقد أنكر وكفر بالقرآن الكريم وكل من شكك فيها عليه إعمال العقل والفكر لاستيضاح الحقيقة ومنها: أنّ القمر مخلوقٌ من مخلوقات الله فمن البديهي أن يخضع لأمره بالانشقاق، كما أنّ وقوع هذه الحادثة في الليل بحيث كان الناس نيامًا لم يشهدوا عليها إذ من المستبعد أنْ يبقى المرء راصدًا للسماء طوال الليل يوميًّا، وغيرها من الشبهات التي يُمكن دحضها علميًّا وفلكيًّا، وجاء في حديث انشقاق القمر:"أن أهلَ مكةَ سألوا رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يُرِيَهم آيةً، فأراهمُ انشِقاقَ القمرِ" [١][٨][٩]
مناسبة حديث رسول الله عن انشقاق القمر
ذَكَر أهل العلم أنّ مناسبة هذا الحديث عندما اجتمع نفرٌ من مشركي قريشٍ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم: أبو جهل والعاص بن هشام والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والنضر بن الحارث وزمعة بن الأسود وطلبوا منه أن يريهم آيةً تدلّ على صدق نبوته ورسالاته، فآراهم انشقاق القمر إلى نصفيْن.
شرح حديث رسول الله عن انشقاق القمر
شرح المفسّرون من أهل العلم هذا الحديث بقولهم أنّ نفرًا من سادات قريشٍ وكبرائها اجتمعوا عند رسول الله وطلبوا منه آيةً أي علامة أو معجزةً دالةً على صدق النبوة والرسالة كما فعل من سبقه من الأنبياء الذين بُعثوا إلى أممهم، فقدر الله -سبحانه وتعالى- أن تكون الآية الدالة على صدق نبوة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ظاهرةً فلكيةً لأُمةٍ فيها المهرة من الفلكيين بالفطرة إذْ كان العرب يهتدون بالنجوم ومهرة في قراءتها والاستدلال بها، فكانت معجزة انشقاق القمر إلى نصفين شُوهِدَ غار حراءٍ من بينهما.
المراجع
- ^ أ ب الراوي: أنس بن مالك، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3637، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3868، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2802، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3636، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {القمر: الآية 1}
- ↑ لماذا لم يصلنا خبر آية انشقاق القمر من قبل الأمم الأخرى؟،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-02-2019، بتصرف
- ↑ معجزة انشقاق القمر،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-02-2019، بتصرف
- ↑ تفسير القرطبي سورة القمر،, "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-02-2019، بتصرف
- ↑ انشقاق القمر،, "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-02-2019، بتصرف