محتويات
حذيفة بن اليمان
هو حذيفة بن اليمان العبسي الطقاني القيسي، أحد صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكاتم سرِّه، وُلِدَ حذيفة بن اليمان في مكة المكرمة وأمضى حياته في المدينة المنورة، فقد هرب من مكة إلى المدينة لأنه كان ملاحقًا لحادثة ثأرٍ قديمة، وعندما هاجر رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- إلى المدينة المنورة، جاء حذيفة ومن معه من الأوس والخزرج فبايعوا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأسلم حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- فأصبح كاتم سرِّ النبيِّ فيما بعد فأخبره عن الفتنة وعن أسماء المنافقين، وهذا المقال سيتناول حديث حذيفة بن اليمان وتفسير حديث حذيفة بن اليمان ومناسبته. [١]
حديث عن حذيفة بن اليمان
بعد ما جاء من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- ونبذة عن حياته، سيتم المرور على ما جاء في السنة النبوية الشريفة من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، وجاء ما يأتي:
روى أبو الدرداء -رضي الله عنه- في الحديث ما يأتي: "قَدِمْتُ الشامَ فصَلَّيْتُ ركعتين، ثم قُلْتُ: اللهمَّ، يَسِّرْ لي جليسًا صالحًا، فأَتَيْتُ قومًا فجَلَسْتُ إليهم، فإذا شيخٌ قد جاء حتى جلَسَ إلى جنبي، قلتُ: مَن هذا؟ قالوا: أبو الدرداءِ، فقُلْتُ: إني دعوتُ اللهَ أن يُيَسِّرَ لي جليسًا صالحًا، فيَسَّرَكَ لي، قال: ممَن أنت؟ قلتُ: مِن أهلِ الكوفةِ، قال: أو ليس عندَكم ابنُ أمِّ عبدٍ، صاحبُ النعلين والوِسادِ والمِطْهَرَةِ، وفيكم الذي أجارَه اللهُ مِن الشيطانِ يعني: على لسانِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم-، أو ليس فيكم صاحبُ سرِّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يَعْلَمُه أحدٌ غيرُه، ثم قال: كيف يقرأُ عبدُ اللهِ: والليل إذا يغشى، فقَرَأْتُ عليه: والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * والذكر والأنثى، قال: واللهِ لقد أَقَرَأَنِيها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلَّم- مِن فِيه إلى فِي" [٢]، وفي هذا الحديث الشريف إشارة إلى المكانة الرفيعة التي تحلَّى بها الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- بين المسلمين فهو صاحب سرِّ رسول الله، يعلَّم من النَّبيِّ ما لا يعلمه إلَّا هو، والله أعلم. [٣]
تفسير حديث عن حذيفة بن اليمان
بعد ما جاء من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- لا بدَّ من تفسير أحد الأحاديث التي جاءت في السنة النبوية الشريفة، وممّا جاء في غزوة الخندق، روى يزيد بن شريك -رضي الله عنه- قال: "كنا عند حذيفةَ، فقال رجلٌ: لو أدركتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قاتلتُ معَه وأبليتُ، فقال حذيفةُ: أنت كنتَ تفعلُ ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ليلةَ الأحزابِ، وأخذتنا ريحٌ شديدةٌ وقَرٌّ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ألا رجلٌ يأتيني بخبرِ القومِ، جعلَه اللهُ معي يومَ القيامةِ؟ فسكتنا، فلم يُجبْه منا أحدٌ، ثم قال: ألا برجلٍ يأتينا بخبرِ القومِ، جعلَه اللهُ معي يومَ القيامةِ؟ فسكتنا، فلم يُجبْه منا أحدٌ، ثم قال: ألا برجلٍ يأتينا بخبرِ القومِ، جعلَه اللهُ معي يومَ القيامةِ؟ فسكتنا، فلم يُجبْه منا أحدٌ، فقال: قم، يا حذيفةُ! فأْتِنَا بخبرِ القومِ، فلم أجد بُدًّا، إذ دعاني باسمي، أن أقومَ، قال: اذهب، فأْتني بخبرِ القومِ، ولا تُذعرهم عليَّ، فلما وليتُ من عندِه جعلتُ كأنما أمشي في حمامٍ، حتى أتيتهم، فرأيتُ أبا سفيانَ يُصلي ظهرَه بالنارِ، فوضعتُ سهمًا في كبدِ القوسِ، فأردتُ أن أرميهُ، فذكرتُ قولَ رسولِ اللهِ: ولا تُذعرهم عليَّ، ولو رميتُه لأصبتُه، فرجعتُ وأنا أمشي في مثلِ الحمامِ، فلما أتيتُه فأخبرتُه بخبرِ القومِ، وفرغتُ، قررتُ، فألبسني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- من فضلِ عباءةٍ كانت عليهِ يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحتُ، فلما أصبحتُ قال: قم، يا نومانُ!" [٤].
مناسبة حديث عن حذيفة بن اليمان
في حديث حذيفة بن اليمان هذا مناسبة عظيمة من المناسبات الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، فقد كان هذا الحوار في إحدى ليالي غزوة الأحزاب الذي قال فيها الله تعالى في سورة الأحزاب: {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [٥]، حيث كان الخوف يلفُّ قلوب المسلمين بعد حصار الأحزاب للمدينة المنورة، حين طلب رسول الله أن يذهب أحد الصحابة ليأتي بخبر الأحزاب فكان حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- هو من كسب صحبة رسول الرحمة -رضي الله عنه- يوم القيامة، والله أعلم.
تفسير حديث عن حذيفة بن اليمان
عندما اشتدَّ الخوف بلغت قلوب المسلمين الحناجر وبدأ الشك والظن بنصر الله -سبحانه وتعالى- في موقف تسيَّده الخوف واليأس في قلوب المسلمين، وحين دعا رسول الله أحد أصحابه ليأتيه بخبر القوم وضمن له الصحبة يوم القيامة، لم يجرؤ أحد من الصحابة على الذهاب إلى ما خلف الخندق ليلًا متسللًا ليأتي بخبر الأحزاب وأحواله، فلم ينبس أحد من الصحابة ببنت شفة حتّى قام حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- بأمر من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فذهب وحفظ وصية رسول الله حين قال: لا تذعر القوم علي، أي لا تُشعر أحدًا بوجودك ولا تحدث خللًا في سكونهم وهدوئهم، فذهب حذيفة بن اليمان وأتيحت له الفرصة أن يقتل أبا سفيان ولكنَّه سمع وصية رسول الله ولم يفعل ما يُحدث ضجيجًا وصخبًا في صفوف الأحزاب، فتحسس أخبارهم وعاد إلى المسلمين في المدينة سالمًا بفضل الله سبحانه، وعندما رجع ألبسه رسول الله عباءته من شدَّة البرد في تلك الليلة، فكسب حذيفة صحبة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يوم القيامة، والله أعلم. [٦]
المراجع
- ↑ حذيفة بن اليمان, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو الدرداء، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 3742، حكم المحدث: صحيح
- ↑ صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: يزيد بن شريك، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 1788، حكم المحدث: صحيح
- ↑ {الأحزاب: الآية 10}
- ↑ غزوة الأحزاب (1), ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-01-2019، بتصرّف