محتويات
الأخلاق في الإسلام
الأخلاق ليست وليدة زمنٍ ما إنّما وُجدت منذ القِدم؛ إذ إنّها لا ترتبط بدينٍ أو ثقافةٍ محددةٍ وإنما يتنامى ظهورها في مجتمعٍ ما كلما ازداد نُضج الفرد ووعيه مع دورٍ بارزٍ للأديان في تسامي أخلاق أتباعها وعلى رأس هذه الأديان الدين الإسلامي متمثلًا في حامل الرسالة الذي جاء متممًا لمكارم الأخلاق التي عُرفت في الجاهلية منذ أقدم العصور، فجمع الإسلام في أفراده ما بين المبادئ والقِيم والتعاليم الدينية وبين القِيم السلوكية والأخلاقية في التعامل مع الآخرين من منطلق تعاظم الحاجة إلى الأخلاق كلما تطورت الحضارة وكثُرت الفِتن والمغريات الحياتية، وهذا المقال يسلط الضوء على حديث عن الأخلاق.
أخلاق الرسول -عليه الصلاة والسلام-
مثّل الرسول -عليه الصلاة والسلام- الأخلاق الإسلامية أحسن تمثيلٍ حتى أصبح القدوة التي يُحتذى بها من خلال أسلوب التعامل مع الآخرين من المسلمين وغيرهم وِقف التعاليم الإسلامية ابتغاءً لمرضاة الله تعالى حتى قال عنه أصحابه: "كان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أحسنُ الناسِ خُلُقًا" [١]، وقد عُرف عنه -عليه الصلاة والسلام- بحُسن الخلق في الجاهلية قبل الإسلام إذ كان يُلقب بالصادق الأمين وعندما نزل عليه الوحي أصبح خُلقه القرآن الكريم كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة أي امتثل بأخلاق القرآن مع الله سبحانه ابتداءً بالقيام بكافة أعباء الرسالة والعبادة دون مللٍ أو ضجرٍ، ومع الناس بالالتزام بالأخلاق التي تعارف الناس على فضيلتها وأيدها الشّرع الحنيف كإغاثة الملهوف وحماية الذِّمار والعدل والوفاء بالعهد والصدق والكرم والشجاعة والصبر ودماثة الخلق وإكرام الضيف ورعاية الأرملة واليتيم والمسكين والرحمة والرأفة بالضعفاء والنساء والأطفال والخدم والتواضع والعفو عند المقدرة والتعاون وتقديم المساعدة لأهل بيته وغيرهم والعديد العديد من الأخلاق الفاضلة التي ميزت النبي -عليه الصلاة والسلام- وجعلته نبراسًا يُهتدى به. [٢][٣]
حديث عن الأخلاق
امتدح الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [٤] لذلك أولى النبي الكريم الأخلاق أهميةً كبرى في أقواله وأفعاله التي ترجمها إلى أحاديث صحيحة وُثِقت في كتب الأحاديث كي تكون منبرًا توجيهيًّا وتعليميًّا للبشرية من بعده، وتعددت الأحاديث التي أتت على ذِكر الأخلاق بصورةٍ عامةٍ أو ذِكر خُلقٍ بعينه، وقال النبي الكريم في حديث عن الأخلاق: "سألتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن البِرِّ والإثمِ؟ فقال: "البِرُّ حُسنُ الخُلُقِ والإثمُ ما حاك في صدرِك وكرهتَ أن يطَّلِعَ عليه الناسُ" [٥][٦][٧]
مناسبة حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الأخلاق
حديث عن الأخلاق المروي عن النواس بن سِمعان -رضي الله عنه- واحدٌ من الأحاديث التي أتت في الحث عن حُسن الخلق وكان جوابًا لسؤال الراوي للنبي -صلى الله عليه وسلم- حيث أقام معه سنةً كاملةً من أجل الاستزادة من نفحات النبوة دون أن يُعلن هجرته إلى المدينة من أجل الاستمرار في سؤال الرسول عن أمور الدِّين إذ كان الرسول يعطي الأولوية بالأسئلة للطارئين على المدينة وزوارها من الأعراب.
شرح حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الأخلاق
أجاب الرسول الكريم عن سؤال الصحابي -رضي الله عنه- بإيجازٍ بليغٍ فكيف لا وهو من أوتي جوامع الكلم حين سأله عن تعريف أو معنى البِر، فأجابه الرسول الكريم بأنّ البِر يتمثل في حُسن الخلق أي أن البِر وحسن الخلق سيان، وتكون الأخلاق من البِر وأعظم الخصال عن طريق التخلُّق بأخلاق النبي الكريم في مجالات الحياة كافة، والقيام بالأفعال كافة التي ترضي الله تعالى من كف الأذى والإحسان إلى الجار وقلة الغضب والانتصار للحق والعدل والورع وغيرها من مكارم الأخلاق التي بُعث النبي -عليه الصلاة والسلام- لإتمامها، وعلى النقيض سوء الخلق أو الإثم هو كل فعلٍ أو قول صدر من العبد أو راودته به نفسه وخاف من إطلاع الناس على ما يدور في خلده ففي ذلك إيماءةٌ إلى قُبح ذلك الخُلق.
المراجع
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6203، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 06-12-2018، بتصرف
- ↑ الأخلاق الإسلامية،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 06-12-2018، بتصرف
- ↑ {القلم: الآية 4}
- ↑ الراوي: النواس بن سمعان، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2553، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ أحاديث نبوية تدعو إلى حسن الخلق،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-12-2018، بتصرف
- ↑ شرح حديث: البر حسن الخلق،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 07-12-2018، بتصرف