محتويات
حديث: أفي الوضوء سرفٌ
متن الحديث
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بسعدٍ وهو يتوضأُ فقال ما هذا السَّرفُ يا سعدُ قال أفي الوضوءِ سرفٌ قال نعم وإن كنتَ على نهَرِ جارٍ".[١]
صحة الحديث
أخرجه الألباني في الإرواء والمشكاة وفي صحيح وضعيف سنن ابن ماجة وقال بأنّه حديث ضعيف،[٢] وأخرجه ابن حجر العسقلاني في التلخيص الحبير وقال بأنّ في إسناده ضعف،[٣] وقال البوصيري بأنّه إسناده ضعيف لوجود عبد الله بن لهيعة وحيّ بن عبد الله،[٤] وقد تراجع الألباني عن تضعيّف هذا الحديث وقال بأن إسناده حسن لأنّ حيّ بن عبد الله هناك خلافٌ فيه، وقد صحح له ابن حبان والحاكم والذهبي، وحسّن له الترمذي، وغيرهم من المحدثين.[٥]
شرح الحديث
يبين الحديث الشريف كيف كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ينهى أصحابه عن الإسراف في الماء وذكر رسول الله النهر الجاري للمبالغة في النهي عن الإسراف، وهو يريد بذلك أنّ الإسراف في الماء حتى في المواضع التي لا يخطر للإنسان أن فيها تبذير وإسراف غير جائزة فكيف تكون بالموارد المحدودة وقيل أنّه يُقصد بالإسراف الإثم.[٦]
حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضّأ بالمدّ
متن الحديث
عنأنس بن مالك رضي الله عنه: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ بالمُدِّ، ويَغْتَسِلُ بالصَّاعِ، إلى خَمْسَةِ أمْدادٍ".[٧]
صحة الحديث
حديث صحيح متفق عليه أخرجه الشيخان الإمام البخاري ومسلم في صحيحهما.[٨] وأخرجه أبو داود وابن ماجة في سننهما وقال الإمام الألباني في تحقيقه لسنن ابن ماجة بأنّه حديث صحيح.[٩]
شرح الحديث
يهدف الحديث إلى بيان مشروعية الاقتصاد وعدم الإسراف في الماء ويوضح كيف كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقتصد فيها، فقد كان يتوضأ بالمدِّ هو يُقدّر بما يملئ كفي رجل متوسط اليدين إذا مد يديه؛ وهذا هو سبب تسميته بالمد، أو بمقدار حفنة وأما الصاع فيُقدر بأربعة أمداد أي أربع حفنات، وكان رسول الله حريصًا على الاقتصاد في الماء وجاءت شواهد أخرى تدل على ذلك منها أنّه توضأ بثلث المد واغتسل هو وزوجته في إناء ليس فيه من الماء إلا ثلاثة آصع.[١٠]
حديث: كلوا واشربوا وتصدّقوا في غير مخيلة ولا سرف
متن الحديث
روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "كلُوا واشربوا وتصدَّقوا في غيرِ مخيلةٍ ولا سرفٍ فإنَّ اللَّهَ يحبُّ أن يَرى أثرَ نعمتِه على عبادِهِ".[١١]
صحة الحديث
رواه الإمام أحمد في المسند والبيهقي والطيالسي والحاكم وقال بأنّ إسناده صحيح.[١٢]
شرح الحديث
يبين النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث ضوابط للأمور المباحة وهي الأكل والشرب فحثَّ المسلمَ على أن يكونَ مدبرًا في أمره كله، فلا يجوز الإسراف فيها أو المخيلة، ومعنى الإسراف هو مجاوزة الحد، والمخيلة هي التكبر فهناك فضلُ لمن يقوم بتدبير أمره من غير إسراف أو تجاوز فيه؛ لأن الإسراف يضر بالإنسان ويؤثر في نفسه وجسده، وهو ما تفعله الخيلاء أيضًا فللإنسان أن يأكل ويشرب ويتصدق لكن دون تجاوز الحد والتبذير.[١٣]
ولقراءة المزيد حول الأحاديث النبوية الشريفة فيما يخص الماء يمكنك الاطلاع على هذا المقال: حديث عن الماء
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في السلسة الصحيحة، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:7/860، إسناده حسن.
- ↑ ناصر الدين الألباني، صحيح وضعيف سنن ابن ماجة، صفحة 497. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، التلخيص الحبير، صفحة 255. بتصرّف.
- ↑ البوصيري، مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة، صفحة 62. بتصرّف.
- ↑ ناصر الدين الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، صفحة 860. بتصرّف.
- ↑ الطيبي، شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن، صفحة 806. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:325، حديث صحيح.
- ↑ أبو عبد الله التبريزي، مشكاة المصابيح، صفحة 137. بتصرّف.
- ↑ ناصر الدين الألباني، صحيح وضعيف سنن ابن ماجة، صفحة 341. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الراجحي، شرح سنن أبي داود، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني ، في الأمالي المطلقة، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:32، حديث حسن.
- ↑ السيوطي، جامع الحديث، صفحة 395. بتصرّف.
- ↑ المناوي، فيض القدير، صفحة 46. بتصرّف.