محتويات
حديث: اتّقوا اللعّانين
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: "اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ".[١]
شرح الحديث
ينهى رسول الله المسلمين في هذا الحديث عن التغوط في طريق المسلمين، أو في مكان الظل الذي يجلسون فيه، وقال اللعّانين لأنهم يجلبون اللّعن ويتسببون به؛ فالناس تلعن من يتغوط في الأماكن التي يجلسون بها أو يستظلون بها، فجاء تأكيد من رسول الله على عدم التخلي في الطريق الذي يمشي به الناس، أو في أماكن الظل التي يجلسون فيها، وكذلك المكان الذي يكون مشمسًا في فصل الشتاء فالقصد هو الابتعاد عن التغوّط في الأماكن التي يرتادها الناس.[٢]
حديث: اتقوا الملاعن الثلاثة
متن الحديث
عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: "اتّقوا الملاعنَ الثلاثةَ: البرازُ في المواردِ، وقارعةِ الطريقِ، والظلِّ".[٣]
شرح الحديث
أطلق النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- على الأماكن الواردة في الحديث الملاعن؛ وذلك لأنّها إذا وقع فيها ما نهى عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان سببًا في لعن الناس لها، وينهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن قضاء الحاجة في الموارد؛ ويُقصد بالموارد أماكن الماء التي يرد الناس فيها أو الطرق التي توصل إليها، لأنّ في هذا الفعل تلوث بيئي، إضافة لما يتعرض له الناس من النجاسة والأذى، كما جاء النهي عن فعل ذلك في الطريق الذي يمشي به الناس أو المكان الذي يستظل به الناس لما فيه إيذاء للبيئة والناس.[٤]
حديث: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: "لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ".[٥]
شرح الحديث
ينهى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الجمع بين البول والاغتسال من نفس الماء، وجاء في أحاديث أخرى النهي عن كل واحد من الأمرين وحده، فلا يجوز لأحد أن يبول في الماء الراكد أو أن يغتسل فيه، وقد خصّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الماء الدائم دون غيره؛ لأنّ الماء الذي لا يتجدد ولا يتحرك تؤثر به النجاسة بصورةً كبيرة، وهذا لا يكون في الماء الجاري الذي تمر به الماء وتغطي ما به من نجاسة، وينبغي التنبيه إلى أن النهي عن التبول في الماء يشمل الماء الدائم والماء الجاري إلا أن الماء الدائم خُصَّ بالذكر لتأثير النجاسة به.[٦]
حديث: وجدت في مساوئ أعمالها النّخاغة
متن الحديث
عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: "عُرِضَتْ عَلَيَّ أعْمالُ أُمَّتي حَسَنُها وسَيِّئُها، فَوَجَدْتُ في مَحاسِنِ أعْمالِها الأذَى يُماطُ عَنِ الطَّرِيقِ، ووَجَدْتُ في مَساوِي أعْمالِها النُّخاعَةَ تَكُونُ في المَسْجِدِ، لا تُدْفَنُ".[٧]
شرح الحديث
في هذا الحديث يخبر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمته بأفضل أعمالها وأحسنها كما عرضها عليه الله -تعالى- وبينها له، فوجد أن أفضلها إزالة الأذى من طريق المارة، وقد أخبر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث آخر أن إماطته صدقة لفاعلها وأجر، وهذا تحفيزٌ للناس للمحافظة على البيئة، وأقبح الأعمال هي النخامة أو النخاعة يبصقها الإنسان دون أن يدفنها وقيّدها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالمسجد، لأنّه كان يُفرش بالحصى، فلا يجوز أن يبصقها الإنسان في مكان دون أن يزيلها أو يغطيها؛ لأنّ فيها إيذاءً للناس.[٨]
ولقراءة المزيد حول الأحاديث التي تخص البيئة يمكنك الاطلاع على هذا المقال: أحاديث عن النظافة البيئية
المراجع
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:269، حديث صحيح.
- ↑ عبد العزيز الراجحي، شرح صحيح ابن خزيمة، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:2/86، حديث إسناده جيد.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:239، حديث صحيح.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري ، الصفحة أو الرقم:553، حديث صحيح.
- ↑ ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 157. بتصرّف.