محتويات
حديث وصية الرسول الكريم بالجار
امتلأت السنة النبوية الشريفة بمجموعة من الأحاديث التي تخصّ الجار بالذكر وتوصي له بالخير والإحسان، فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ).[١]
وفي الحديث دلالة قوية على مكانة الجار في الإسلام؛ حيث أوصى جبريل -عليه السلام- النبي الكريم بالجار في أكثر من موضع حتى ظن النبي الأمين أنه سيطلب منه توريث الجار لمكانته وعظيم شأنه في الدين الإسلامي.
حديث الإحسان للجار
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيَسْكُتْ).[٢]
يدّل الحديث بدلالة صريحة على حث النبي الكريم على الإحسان للجار في كل أحواله، وجعله من مستلزمات الإيمان بالله -تعالى- واليوم الآخر، والإحسان يتطلب العفو وتقديم الخير إلى الجار، ومعاملته باللطف واللين.
حديث عن حق الجوار
صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يَمْنَعْ جَارٌ جَارَهُ أنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ في جِدَارِهِ، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: ما لي أرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، واللَّهِ لَأَرْمِيَنَّ بهَا بيْنَ أكْتَافِكُمْ)؛[٣] والحديث يحث المسلمين على حفظ حق الجوار وتقديم المساعدة للجار عند حاجته لها.
وإذا قام الجار بالاستئذان من جاره ليضع خشبة في الجدار، أو استأذنه بفعل أمر لا يضره بشيء؛ يجب تلبيته والسماح له بفعل ما يرجو؛ وذلك تحقيقاً لسنة النبي الكريم في حفظ حق الجوار.
حديث تقديم الخير للجار
حث الإسلام على تقديم الخير للبعيد، فكيف بالجار القريب؟ فقد ثبت عن أبي ذر الغفاري أنه قال: (إنَّ خَلِيلِي -صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ- أَوْصَانِي: إذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فأكْثِرْ مَاءَهُ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِن جِيرَانِكَ، فأصِبْهُمْ منها بمَعروفٍ).[٤]
ويحرص المسلم على تقديم كافة أنواع الخير لجاره؛ فمثلاً يزيد من طعام بيته، لتقديمه لجاره بالكلمة الطيبة والمعروف، فمن أفضل الأعمال عند الله -تعالى- إطعام الطعام وتقديم الخير والمساعدة للجار عند حاجته إليها، والسؤال عنه عند مرضه وغيابه.
حديث للتحذير من الإساءة للجار
حذرت الشريعة الإسلامية من الإساءة للجار؛ فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا).[٥]
والمؤمن بالله -تعالى- واليوم الآخر يبتعد عن الإساءة للجار، ويقابل الإساءة بالإحسان؛ لأنه يعلم علماً تاماً بالأجر والثواب العظيم الذي ينتظره في الآخرة عند الصبر على جاره، ومعاملته بالمعاملة الطيبة الحسنة، وتقديم يد العون له عند حاجته لها.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6015، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي شريح العدوي خويلد بن عمرو، الصفحة أو الرقم:48، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2463، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2625، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5185، صحيح.