محتويات
حديث عن الرفق بالحيوان
حث النبي الكريم على الرفق بالحيوان في أحاديث كثيرة، فقد ثبت عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أنه قال: (ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).[١]
يُبين الحديث النبوي الشريف حرص النبي الكريم على تعليمنا الرفق بالحيوان حين ذبحه، فكيف هو الحال في تعاملنا مع الحيوان في حال حياته؟ سيكون الرفق والعطف عليه وحفظ حقوقه من باب الأولى والأعظم أجراً عند الله -تعالى-.
حديث النهي عن الإساءة للحيوان
نهى النبي الكريم عن الإساءة للحيوان؛ بحبسه، أو تعذيبه، أو منعه عن الشراب والطعام، وذكرّ النبي الكريم بالعذاب الذي ينتظر من يقوم بالإساءة للحيوان، فقد ثبت عن النبي الكريم أنه قال: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ، لَمْ تُطْعِمْها، ولَمْ تَسْقِها، ولَمْ تَتْرُكْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ).[٢]
وثبت عن سعيد بن جبير -رضي الله عنه- أنه قال: (مَرَّ ابنُ عُمَرَ بفِتْيَانٍ مِن قُرَيْشٍ قدْ نَصَبُوا طَيْرًا، وَهُمْ يَرْمُونَهُ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِن نَبْلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، فَقالَ ابنُ عُمَرَ: مَن فَعَلَ هذا لَعَنِ اللَّهُ، مَن فَعَلَ هذا؟ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شيئًا فيه الرُّوحُ غَرَضًا).[٣]
حديث عن أجر الإحسان للحيوان
إن الإحسان للحيوان بتقديم الشراب والطعام، ومعاملته بالرفق واللين، والابتعاد عن تعذيبه، وحفظ حقوقه يعود على المسلم بالأجر العظيم، فقد ثبت في الحديث الشريف أن الله -تعالى- غفر لمن سقى كلباً الماء ووعده بالأجر العظيم في اليوم الآخر.
قال النبي الكريم: (بيْنَا رَجُلٌ بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ له فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسُولَ اللهِ، وإنَّ لَنَا في البَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقالَ: في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ).[٤]
حديث النهي عن قتل الحيوانات
أمر الإسلام بالابتعاد عن قتل الحيوانات من غير وجه حق؛ لأن قتل الحيوان من غير سبب مشروع لا يجوز، فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن قَتَلَ عُصفُورًا عَبَثًا عَجَّ إلى اللهِ يَومَ القِيامَةِ يَقولُ يا رَبِّ إنَّ فُلانًا قَتَلَنِي عَبَثًا ولَمْ يَقتُلْنِي مَنْفَعةً).[٥][٦]
وأما ما يقع من بعض الناس من قتل بعض الحيوانات عن طريق الخطأ؛ فلا حرج على من صدر منه ذلك، لقول الله -تعالى-: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)؛[٧] إذ إن الإنسان لا يؤاخذ على ما يصدر منه عن طريق الخطأ والنسيان.[٦]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:1955، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2243 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعيد بن جبير، الصفحة أو الرقم:1958، صحيح.
- ↑ رواه بخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2466، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن الشريد، الصفحة أو الرقم:5894 ، أخرجه في صحيحه..
- ^ أ ب "حكم قتل الحيوان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:5