محتويات
الصبر في الإسلام
تتقلّب حياة الإنسان ما بين أوقاتِ الخير المُتطلِّبة للشُّكر والحمد وأوقات الشر والابتلاء والمحنة المتطلبة للصبر وقوّة البأس والثبات، لذا كانت صفة الصبر واحدةً من أعظم وأجلِّ الصفات التي امتُدح أصحابها في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وقد عرّف الشّرع الصبر على أنّه المقدرة على التحمّل وضبط النفس عن السخط والجزع وضبط اللسان عن الاعتراض والشكوى والتلفظ بما يتنافى مع تعاليم الإسلام والتحكم في الجوارح عند الابتلاء كالامتناع عن لطم الخدود أو شقِّ الجيوب، وهذا المقال يسلط الضوء على حديث عن الصبر كواحدةٍ من صفات الأنبياء والصالحين.
جزاء الصابرين في الدنيا والآخرة
أمر الله -سبحانه وتعالى- أنبيائه بالصبر ثمّ جاء الأمر للمؤمنين بالصبر والمصابرة -والمصابرة هي المبالغة وتجاوز الحد الطبيعي في الصبر والتحمل-، ومن البَدَهيّ أنّه كلما تعاظم الأمر بشيءٍ ما تعاظم أجره في الدنيا والآخرة فقد جعل الله تعالى عاقبة الصبر في الدنيا محبّة الله ورضاه عن عبده الصبور وتأييده بنصر الله ومعية الله في كل شؤون حياته وصلاة الله على الصابرين والسبب في إنزال الرحمة عليهم والشهادة الربانية لهم بالهداية، وحُسن العاقبة في الدنيا بالنصر والتمكين جزاء الصبر، وإضافةً إلى ذلك البشرى الإلهية للصابرين بالعاقبة الحميدة في الآخرة جزاء صبرهم على ما يكرهون في الدنيا إذ جعل الجنان جزاءهم جزاءً موفورًا بعد استيفاء أجرهم على صبرهم دون حسابٍ. [١][٢][٣]
حديث عن الصبر
تنوّعت وتعدّدت الأحاديث النبوية الشريفة التي تطرّقت إلى موضوع الصبر من عدّة جوانب، كأهميّة الصبر وثوابه في الدنيا والآخرة ومكانة الصابرين عند الله والحثّ على الصبر والمصابرة ابتغاء وجه الله تعالى ومن تلك الأحاديث الصحيحة قال -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ عِظمَ الجزاءِ معَ عظمِ البلاءِ و إنّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم فمن رضِيَ فله الرِّضا و من سخِطَ فلَهُ السُّخطُ" [٤]، وجاء في حديث عن الصبر قوله -عليه الصلاة والسلام-: "ما من شيءٍ يُصيبُ المؤمن من نَصَبٍ، و لا حَزَنٍ و لا وصَبٍ حتى الهَمَّ يَهُمُّهُ إلَّا يُكفِّرُ اللهُ بهِ عنهُ من سَيئاتِهِ" [٥]. [١]
تفسير حديث عن الصبر
روى الصحابة -رضوان الله عليهم- العديد من الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي تتحدث على فضل الصبر على الابتلاء سواءً أكان في النفس أم المال أم الولد أم فيما سواها من طيبات الحياة الدنيا، ومن تلك الأحاديث الصحيحة قوله -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّما الصَّبرُ عندَ الصَّدمةِ الأُولَى أو: عندَ أوَّلِ صدمةٍ" [٦]. [٧]
مناسبة حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن فضل الصبر
قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حديث عن الصبر هذا للمرأة التي أتت إليه تعتذرُ عما بدر منها حينما مرّ بها الرسول الكريم وهي تبكي على ابنٍ تُوفي لها فقال لها عليه -عليه الصلاة والسلام-: "اتَّقي اللَّهَ واصبِري فقالت: وما تُبالي أنتَ بمصيبَتي، فقيلَ لَها: هذا النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-" [٦].
تفسير حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن فضل الصبر
يؤكّد النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الشريف على أنّ الصبر المقتضي للأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة والمُثبتة في كتاب الله وسنة رسوله هو الحاصل من المسلم لحظة تلقي الخبر السيء من موتٍ أو خسارةٍ أو مرضٍ وما شابه بحيث يُفاجأ العبد بوقوع المصيبة به، وتكون ردة فعله الأُولى بالصبر والمصابرة عن طريق الاسترجاع أي قول إنا لله وإنا إليه راجعون وعدم الاعتراض أو السخط والجزع والتلفظ بما يُخرج المرء عن المِلة أو يدفعه لاقتراف مظهرٍ من مظاهر الشِّرك، وم فعل ذلك استحق العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة وهذا من أعظم فضائل الصبر.
المراجع
- ^ أ ب الصبر: تعريفه ومجالاته والثواب عليه،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 09-12-2018، بتصرف
- ↑ أجر الصابرين في الدنيا والآخرة،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 09-12-2018، بتصرف
- ↑ الصبر في القرآن،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 09-12-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 146، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
- ↑ الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 5725، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ^ أ ب الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 3124، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ معنى حديث: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 09-12-2018، بتصرف