حديث عن كفارة الجماع في نهار رمضان

كتابة:
حديث عن كفارة الجماع في نهار رمضان


حديث عن كفارة الجماع في نهار رمضان

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث شريف أنّ الجماع في نهار رمضان موجب للكفارة، والحديث ورد في صحيح البخاري، وهو تساؤل من أحد الصحابة إذ أخطأ وجاء يتساءل عن مكفر لذنبه.

ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَ: هَلَكْتُ! قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ -والعَرَقُ: المِكْتَلُ الضَّخْمُ- قَالَ: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به، قَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ فَضَحِكَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: أطْعِمْهُ عِيَالَكَ).[١][٢]


شرح الحديث

يتبين من الحديث الشريف أن الجماع في نهار رمضان يعد إثماً كبيراً؛ ولذلك جاء الصحابي إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- مستغيثاً ويقول "هلكت" أي وقعت في ذنب عظيم، فبيّن له النبي -صلى الله عليه وسلمّ- كفارة هذا الذنب وهي واجبة، وتكون على الترتيب الذي جاء في الحديث كما يأتي:[٣]

  • العتق أي تحرير رقبة مؤمنة: "وهو أمر لم يعد موجوداً في زماننا.
  • صوم شهرين متتابعين: وشرط الصيام أن يكون متتابعاً، أي بدون انقطاع في الأيام، ويساوي تقريباً ستون يوماً، ويشترط أن لا يكون في هذه الأيام أيام عيد ولا أيام التشريق؛ كي لا يقطع تتابعه بالإفطار فيها، وإن أفطر يوماً دون عذر يستأنف الأيام ويصوم شهرين من جديد، إلا إن نسي أو أخطأ في عدّ الأيام فلا يعيد تلك الأيام.
  • إطعام ستين مسكيناً: وقد جاء في الحديث أن من لا قدرة له على الصيام بسبب العجز أو المرض أو غيره، فكفارة صيامه هي إطعام ستين شخصاً من الفقراء والمساكين، بمقدار مدّ أو نصف صاع من القمح لكل مسكين.

والمُدّ يساوي في زماننا ستمائة غرام، وقدرته دائرة الإفتاء الأردنية بالمال ما بين الستون قرشاً إلى دينار عن كل مسكين،[٤] وقد جاء في نص الحديث أنّ هذا الرجل كان عاجزاً عن العتق وعن الإطعام وعن الصيام، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعفاه من الكفارة؛ لعدم مقدرته على إخراجها، بل ومن شدة رحمة نبينا -عليه الصلاة والسلام- أعطاه ما يتصدّق به، وكان شديد الحاجة، فأمره أن يأخذ الصدقة لأهل بيته.


شروط الجماع الموجب للكفارة

اشترط الفقهاء في وجوب الكفارة بسبب الجماع ما يأتي:[٥]

  • أن يكون قد نوى الصيام من الليل.
  • أن يكون عالماً بحرمة فعلته.
  • أن يكون في نهار رمضان.
  • أن لا يفسد صومه بشيء آخر غير الجماع.
  • أن يكون ممن يُؤثم بسبب هذا الجماع، فلا كفارة على المريض أو المسافر الذي ترخص بالإفطار.
  • أن يكون متعمداً، ولا كفارة على من نسي.
  • أن يكون واطئاً لا موطوءً.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6709، صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 59-60. بتصرّف.
  3. سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 2607. بتصرّف.
  4. "مقدار كفارة اليمين"، دار الإفتاء، 20/10/2009، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.
  5. سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 2605. بتصرّف.
2682 مشاهدة
للأعلى للسفل
×