محتويات
ماء زمزم
ماء مباركة طيّبة، هيَّأها الله -سبحانه وتعالى- للناس منذ عهد نبيِّه إبراهيم -عليه السَّلام- إلى هذه الأيام، وهي بئر تقع داخل الحرم المكيّ في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية اليوم، على بعد 20 مترًا من الكعبة المشرفة خلفَ مقام إبراهيم، وتمتدّ على عمق 30 مترًا، وتتميّز ماء زمزم بصفاتٍ علميّة في تركيبتها تختلف عن مياه العالم شكل كبير فهي تحوي على كميات مضاعفة من الكالسيوم والمغنزيوم والبوتاسيوم، وفيما يلي ذكر حديث عن ماء زمزم مما جاء في السنة النبوية وشرح حديث عن ماء زمزم أيضًا.
حديث عن ماء زمزم
تأخذ ماء زمزم مكانة دينيّة تاريخيّة كبيرة عند المسلمين جميعًا، فقد جاء ذكرها في السنة النبوية الشريفة، ودعا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى ضرورة التضلع بها والدعاء عند شربها، وفيما يلي ذكر لأشهر الأحاديث التي جاءت عن رسول الله عن ماء زمزم:
- روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زمزمَ، فيه طعامٌ من الطُّعمِ، وشفاءٌ من السُّقمِ". [١] [٢]
- وجاء عن عائشة -رضي الله عنها- الآتي: "عن عائشةَ أنَّها حملَت ماءَ زمزمَ في القواريرِ وقالت: حملَهُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في الأَداوي والقِرَبِ فكان يصبُّ على المرضَى ويَسقيهِم" [٣].
- وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "إنَّ الحُمَّى مِن فَيْحِ جهنَّمَ فأبرِدوها بماءِ زَمزمَ" [٤] [٥]
شرح حديث عن ماء زمزم
كثيرةٌ هي الأحاديث التي جاءت عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في ماء زمزم، وفي فضلِ هذه الماء وأهميتها، ومن هنا أخذت ماء زمزم مكانتها الكبيرة في قلوب المسلمين، وقد جاء عن أبي ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- ما يلي: "جاء في خبر إسلام أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- عندما جاءَ مكة، ودخلَ الحرم، ومكثَ فيه ثلاثين يومًا؛ وفيه أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لأبي ذرٍّ: منذُ كم أنتَ ها هُنا؟ قال: قلتُ: منذُ ثلاثينَ يومًا وليلةً، قال: منذُ ثلاثينَ يومًا وليلةً! قال: قلتُ: نعَم، قال: فما طعامُكَ؟ قلتُ: ما كان طعامٌ ولا شرابٌ إلا ماءَ زمزمَ، ولقد سمِنتُ حتى تكسَّرَتُ عُكَنُ بَطني، وما أجِدُ على كبِدي سخفةَ جوعٍ، قال: فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: إنَّها مبارَكةٌ، وهي طعامُ طُعمٍ، وشِفاءُ سُقمٍ" [٦].
مناسبة حديث الرسول عن ماء زمزم
كانَ هذا الحديثُ النبوي الشريف في لقاء عنوانه النقاء والمحبّة، بين نبيِّ الرحمة محمّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- وبين أحد أصحابه وهو أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-، وجاء بعد سؤال النبي وجواب أبي ذرٍّ الغفاري، فردّ رسول الله على جوابه أيضًا، وهذا ما يُسمَّى بالسنة النبوية التي جاءت لفظًا عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، فالسنة هي كلَّ قاله الرسول أو فعله أو أقرَّ به أو منع عنه، وهذا الحديث كان في إحدى الحوادث التي حدثت مع رسول الله وإحدى الحوارات التربوية التي أجراها رسول الله تعليمًا لأصحابه أولًا وللناس أجمعين من بعدهم.
شرح حديث الرسول عن ماء زمزم
وفي شرح هذا الحديث، تقول القصة: إنَّ أبا ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- جاء إلى مكة المكرمة بعد أن أسلم، ودخل إلى الحرم المكي، وبقي هناك حوالَيْ الشهر، أيْ ما يقاربُ الثلاثين يومًا، وبعدَها التقى برسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فسأله النَّبي: كم مضى على قدومِك إلى مكّة يا أباذر؟، فقا أبو ذر: منذ ثلاثين يومًا، قال رسول الله: فماذا كنت تأكل في هذه المدة، فردَّ أبو ذر: لا طعامَ لي ولا شرابَ إلَّا ماء زمزم، ولم أجدْ من تأثير الجوع شيئًا على جسدي، فلم يضعف جسدي أبدًا، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: إنَّها ماءُ زمزم، ماء مباركة باركها الله -عزَّ وجلَّ- فمن شربها وهو جائع كانت له طعامًا، ومن شربها وهو مريض كان له دواءً من السقم. [٧]
المراجع
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: إزالة الدهش، الجزء أو الصفحة: 106، حكم المحدث: حسن
- ↑ فضل ماء زمزم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: التاريخ الكبير، الجزء أو الصفحة: 3/189، حكم المحدث: لا يتابع عليه
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الجزء أو الصفحة: 6068، حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
- ↑ زمزم لما شرب له, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: البوصيري، المصدر: إتحاف الخيرة المهرة، الجزء أو الصفحة: 3/246، حكم المحدث: سنده صحيح
- ↑ فضل ماء زمزم, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-02-2019، بتصرّف