حديث في الاعتكاف في العشر الأواخر

كتابة:
حديث في الاعتكاف في العشر الأواخر

تعريف الاعتكاف

والاعتكاف في اللغة مأخوذة من عكف يعكف عكوفًا، بمعنى لبث وأقام فيه، وفيه معنى الدوران حول المكان، ويأتي الاعتكاف بمعنى الحبس، قال-تعالى-: (وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ)،[١]أي محبوسًا، أمّا تعريفه في الاصطلاح هو المكوث في المسجد؛ بهدف أداء العبادة في العشر الأواخر من رمضان.[٢]

حديث في الاعتكاف في العشر الأواخر

ورد عدة أحاديث عن اعتكاف النبي -صلى الله عليه وسلم- في العشر الأواخر:

  • (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوْسَطِ مِن رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا، حتَّى إذَا كانَ لَيْلَةَ إحْدَى وعِشْرِينَ، وهي اللَّيْلَةُ الَّتي يَخْرُجُ مِن صَبِيحَتِهَا مِنَ اعْتِكَافِهِ، قَالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ).[٣]
  • (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ).[٤]
  • (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ).[٥]

أقسام الاعتكاف

ويقسم الاعتكاف إلى قسمين كما يأتي:[٦]

اعتكاف مسنون

وهو الأصل، ومعنى المسنون: أي التطوع، بحيث يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، ولكن يستحب فعله وذلك لإصابة سنة الرسول- صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به، فمن خلال الأحاديث السابقة نتأكد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يداوم على الاعتكاف.

الاعتكاف الواجب

وهذا لا يكون إلّا بالنذر؛ بحيث يوجب العبد على نفسه الاعتكاف، سواء نذر لإلزام نفسه على الاعتكاف، أو نذر لتحقق شيء فإذا تحقق النذر اعتكف، فقد ورد (أنَّ عُمَرَ، قَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي نَذَرْتُ في الجَاهِلِيَّةِ أنْ أعْتَكِفَ لَيْلَةً في المَسْجِدِ الحَرَامِ، قَالَ: أوْفِ بنَذْرِكَ).[٧]

أركان الاعتكاف

وعند جمهور الفقهاء، والقول الراجح، والذي عليه العمل، أنّ للاعتكاف أربعة أركان:[٨]

  • المعتكف

ولا فرق في المعتكف بين الرجل أو المرأة فكلاهما يجوز لهما الاعتكاف، ويجوز للصبي المميز أن يعتكف، ولكن يشترط فيهم عدة شروط، كالإسلام، والعقل؛ فلا يجوز الاعتكاف للمجنون، أو السكران، والتمييز.

وبهذا القيد نخرج الصبي غير المميز؛ فلا يجوز له الاعتكاف، والطهارة من الجنابة، وهذه الشروط خاصة بالرجل والمرأة، ويوجد شرط خاص بالمرأة، وهو الطهر من الحيض والنفاس.

  • النية

وهذا الركن واجب بكل عبادة، وذلك لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ).[٩]

  • مكان الاعتكاف

وأمّا مكان الاعتكاف فيكون بالمسجد، فلا يصح الاعتكاف في أي مكان آخر، ويجب أن يكون مسجد يُصلى فيه صلاة الجماعة، والجمعة، فبالتالي المصلى الذي لا يُصلى فيه الجماعة لا يجوز الاعتكاف فيه، وأفضل المساجد للاعتكاف والذي اتفق عليه الفقهاء، هو المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم الأقصى.

  • المكوث في المسجد

اختلف الفقهاء في أقل مدة يجب أن يمكثها العبد في المسجد حتى يطلق عليه معتكفًا، والرأي الراجح من أقوال الفقهاء؛ أنّ أقل مدة للمعتكف يجب أن لا تقل عن يوم واحد.

المراجع

  1. سورة الفتح، آية:25
  2. مجموعة من المؤلفين، المعجم الوسيط، صفحة 619. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2027.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2026.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1171.
  6. سيد سابق، فقه السنة، صفحة 475. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6697.
  8. عبدالله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 101-103. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1.
4079 مشاهدة
للأعلى للسفل
×