محتويات
حديث: مثل المؤمنِين في توادّهم وتراحمهم
متن الحديث
عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه قال: "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".[١]
شرح الحديث
يشبِه النبي -صلى الله عليه وسلم- المجتمع الإسلامي والذي يتكون من مجموعة من الأفراد المؤمنين بالجسد، فالإنسان مهما بلغ من الاكتفاء يبقى محتاجًا لغيره كما أنَّ غيره يحتاجه، فكلَّما تعاون هذا المجتمع وتكاتف المؤمنين فيما بينهم كلَّما صار أقوى وأكثر متانة، فعلى المؤمنين أن يتعاونوا فيما بينهم ويحسُّوا بألم بعضهم البعض ليصبح المجتمع الإسلامي أكثر قوة وحصانة.[٢]
فقد كانت من أساسات الدين الإسلامي وركائزه إبطال التفكك والقَبَلية، وغرس مفاهيم التعاون والتكافل وهذا لا يكون إلا عن طريق التراحم والتعاطف بين المسلمين وقد جاءت شواهد كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية تبين ذلك ومنها قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}،[٣] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن لا يَرْحَمِ الناسَ ، لا يَرْحَمْهُ اللهُ"،[٤] وغيرها من النصوص.[٢]
العبرة المستفادة
إن التراحم والتعاطف والشعور بالآخرين هي من مظاهر التعاون ومن أساسيات الإيمان التي دعا إليها الله ورسوله.[٢]
حديث: المسلم أخو المسلم
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ".[٥]
شرح الحديث
يؤكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على ضرورة التآخي فيما بين المسلمين، ووجود هذه الأخوة بينهم يقتضي أن تنتفي البغضاء من بينهم فلا يسيئون لبعضهم ولا يحسد أحدهم الآخر، فالمسلمون هم أخوةٌ فيما بينهم وإن كان المسلم أخو المسلم فيجب عليه أن لا يظلمه ولا يدعه مظلومًا عند أحد إن كان يقدر على تخليصه، ولا يحتقهر ولا يؤذيه في رزقه ويساعده في قضاء حاجته وتفريج كربته، كما يحرم على المسلم أن يؤذي أخيه المسلم في عرضه أو ماله أو دمه.[٦]
العبرة المستفادة
المسلمون فيما بينهم إخوة وهذا يقتضي عليهم أن تنتفي من بينهم كلُّ مظاهر الإيذاء أو الظلم أو غيرها.[٦]
حديث: لتلبسها أختها من جلبابها
متن الحديث
عَنْ أمِّ عطِيّةَ -رضي الله عنها قالتْ: "أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا".[٧]
شرح الحديث
لما سألت هذه الصحابية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن غطاء تستر به عندما تدخل المسجد كيلا تدخل بلا ساتر، فكان جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن من لا جلباب لها تلبسها أختها وقال أختها لأنَّها أختها في الدين وهذه صورة من صور التعاون بين المسلمين، وهو قضاء حوائج بعضهم.[٨]
العبرة المستفادة
يجب على المسلمين أن يتعاونوا فيما بينهم بقيامهم بحوائج بعضهم البعض لأنهم إخوة في الإسلام.[٨]
حديث: المؤمن للمؤمن كالبنيان
متن الحديث
عنأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه قال: "المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ. وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسًا، إذْ جاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، أوْ طالِبُ حاجَةٍ، أقْبَلَ عليْنا بوَجْهِهِ فقالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، ولْيَقْضِ اللَّهُ علَى لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ".[٩]
شرح الحديث
يؤكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على ضرورة تماسك المسلمين، فشبهَهم بالبنيان، بقربه وتراصه من بعضه وقد شبك بين أصابعه ليبين لهم ضرورة ترابطهم وتعاونهم، فلا يمكن للبنيان إذا انفصلت منه لبنة أن تبقى قوية ومتماسكة، وكذلك المسلم يجب عليه أن يكون فردًا نافعًا في مجتمعه الإسلامي، فينفع نفسه وغيره.[١٠]
العبرة المستفادة
ما هي العبرة المستفادة من حديث: المؤمن للمؤمن كالبنيان؟
يجب على المسلمين أن يكونوا متكاتفين فيما بينهم قريبين من بعضهم.[١٠]
حديث: كل سلامى عليه صدقة
متن الحديث
عنأبي هريرة -رضي الله عنه- - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "كُلُّ سُلامَى عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ، يُحامِلُهُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ودَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ".[١١]
شرح الحديث
يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن كل مفصل في جسم الإنسان عليه صدقة، فيجب على المسلم أن يخرج في كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة بعدد مفاصل جسده شكرًا لله تعالى على نعمه، وبما أنَّ الصدقة بالمال لا يستطيع الناس جميعهم إخراجها جعل الإسلام الصدقة بأمر أسهل من المال، فجعل العدل والصُلح بين الناس صدقة.[١٢]
فمن حرص الإسلام على وجود التعاون والتآخي بين المسلمين جعل صلح المسلم بين إخوانه صدقةً يؤجر عليها، وإعانة الرجل أخيه في حمل متاعه صدقة، وحتى التبسم والكلمة الطيبة صدقة، وذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل من ضمن ذلك، فالتعاون بين المسلمين ومساعدتهم لبعضهم صدقات يؤجر عليها المسلم.[١٢]
العبرة المستفادة
ما هي العبرة المستفادة من حديث: كل سلامى عليه صدقة؟
أن الإسلام حثَ على التعاون بين المسلمين عن طريق جعل مظاهر التكافل والتعاون بينهم صدقات يؤجرون عليها.[١٢]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:2586، حديث صحيح .
- ^ أ ب ت موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:2
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جرير بن عبدالله وأبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:6597، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2564، حديث صحيح.
- ^ أ ب عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:883، حديث صحيح.
- ^ أ ب محمد الأمين الهرري، الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم، صفحة 405. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6026، حديث صحيح.
- ^ أ ب عبد الرحيم، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2891، حديث صحيح.
- ^ أ ب ت أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 4. بتصرّف.