محتويات
قوة المسلمين
بعد أن ظهرت قوة المسلمين من خلال هزيمة صناديد الكفر وإخضاع اليهود، حرص النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- على أن ينشر الدين الإسلامي بكلّ ما لديه من جهد، فأرسل رسائل إلى عدد من الدول ليدعوهم إلى الدخول في الإسلام، وكان فحواها طمأنةً لهم وتأليفًا لقلوبهم، فأسلم بعضهم وجحد آخرون.[١]
وكان من جملة الدول التي قام بدعوتها الفرس والروم اللتان كانتا تشكّلان القوى العظمى في المنطقة، إلّا أنّهما لم تستجيبا للدعوة، ومن هنا بدأت سلسلة من المعارك بين المسلمين وبين هاتين الإمبراطوريتين اللتين كانتا على خلاف دائم، مما سهّل على المسلمين مواجهة الطرفين في وقت واحد.[٢]
حروب المسلمين ضد الفرس والروم
حروب المسلمين ضد الفرس
تلاحمت جيوش المسلمين مع جيوش الفرس في عدد من المعارك حتى تمّت هزيمتهم ونشر الإسلام، وفيما يأتي بيان لأهمّ هذه المعارك:
- موقعة الجسر: حدثت موقعة الجسر في العام 13 للهجرة، ففي هذه المعركة تجهّز جيش الفرس بالفيلة والعتاد، والتقَوا بجيش المسلمين وكان بينهم جسر، فعبر أبو عبيدة الجسر والتحم الجيشان فقتل الفيلة عددًا كبيرًا من المسلمين حتى ضعف أمرهم وأرادوا الرجوع فتحطّم الجسر، مما شجّع الفرس على قتل المزيد منهم إلى أن أصلحوه وعادوا بحماية المثنّى بن حارثة.[٣]
- معركة البويب: حدثت هذه المعركة بعد موقعة الجسر، فبعد أن هزم المسلمين وكان قد تولى قيادتهم المثنى بن حارثة أمدّه أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب بالمقاتلين، فالتقوا بالفرس الذين طلبوا منهم أن يعبر أحدهم الجسر إلى الناحية الأخرى، فكان الردّ من المثنّى أن يعبر الفرس إلى ناحيتهم، وعندما أقبلوا التحم الجيشان في معركة قويّة انتصر فيها المسلمون على الفرس، وقُتل قائد الفرس مهران.[٤]
- معركة القادسيّة: معركة القادسيّة من أهمّ المعارك التي حصلت بين الفرس والمسلمين، وقد دارت في عهد سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، ففي منطقة القادسيّة التحم الجيشان ودارت الحرب التي استمرّت ثلاثة أيّام ونصف وكانت نتيجتها النصر الحاسم للمسلمين، والهزيمة النكراء للفرس؛ فبعضهم قتل وبعضهم تشتت، كما انتهت بمقتل قائد الفرس رستم، وإعادة العراق إلى العرب المسلمين بعد أن دام حكم الفرس عليها قرونًا.[٥]
- معركة نهاوند: كانت معركة نهاوند الفيصل الذي أنهى حكم الفرس، فعندما جاء الخبر لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن الفرس تجمعوا حول قائدهم الهارب في جموع كبيرة في موقع نهاوند استشار كبار الصحابة فيما يجب فعله، وأخذ بمشورتهم التي كانت تقضي بتجهيز جيش كبير يتألف من نحو أربعين ألف مقاتل بقيادة النّعمان بن مقرن.[٦]
وقد دارت حرب طاحنة بين الطرفين انتهت بهزيمة منكرة للفرس، حتى أنّ الكثير من المؤرخين سمَوا هذه المعركة بفتح الفتوح لأن الفرس لم تقم لهم قائمة بعدها.[٦]
حروب المسلمين ضد الروم
تواجه المسلمون والروم في مجموعة من المعارك التي أسفرت في النّهاية عن هزيمة الروم وفتح البلاد ونشر الإسلام، وفيما يأتي بيانٌ لأهمّ المعارك بين الفرس والروم
- معركة مؤتة: كانت غزوة مؤتة مقدّمة لتبوك، وقد حصلت هذه الغزوة في منطقة مؤتة الواقعة في محافظة الكرك في الأردن، وقد استشهد في هذه المعركة من المسلمين بضعة عشر رجلًا بالإضافة إلى قادة المعركة الثلاثة الأُوَل قبل أن تعطى الراية إلى خالد بن الوليد الذي أحكم خطّته لإرهاب الروم الذين ظنّوا أنّ المسلمين يخدعونهم وانسحب هو بالجيش.[٧]
- غزوة تبوك: كانت غزوة تبوك الغزوة الأخيرة التي يقودها النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد جهّز لها جيشًا يتكوّن من 30 ألف مقاتل عرف بجيش العسرة، وعندما وصل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- إلى تبوك إذ بجيش الروم قد فرّ مذعورًا خائفًا؛ على الرغم من إعداداته وتجهيزاته القويّة، فمكث -صلى الله عليه وسلّم- ثلاثة أسابيع في المنطقة أظهر فيها هيبة الإسلام، وهرعت إليه بعض القبائل تكتب معه المعاهدات.[٨]
- معركة اليرموك: تعدّ معركة اليرموك من أهمّ المعارك التي خاضها المسلمون ضدّ الروم، وقد دارت في عهد الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي جعل أمر المسلمين في النهاية لخالد بن الوليد الذي اتجّه من العراق بسبعة آلاف جندي، وسحق جيش الروم وقتل منهم 120 ألف مقاتل، وعندما علم هرقل بالهزيمة غادر المنطقة نهائيًا.[٩]
- معركة ذات الصواري: معركة الصواري معركة بحرية دارت عام 35 للهجرة في خلافة عثمان بن عفّان، وكان عبد الله بن سعد بن أبي السرح -رضي الله عنه- هو القائد الذي تولّى أمر المسلمين فيها، وانتهت بنصر المسلمين على البيزنطيين بعد أن أبلو بلاءً حسنًا.[١٠]
- فتح القسطنطينية: كان فتح القسطنطينيّة حلمًا يراود المسلمين إلى أن جاء السلطان العثماني محمّد الفاتح وحقّق هذا الحلم من خلال الخطّة المحكمة التي اتبعها، فقد قام ببناء سور يمتنع فيه المسلمين خلال مدّة قياسيّة بالاستعانة بعدد كبير من العمال، كما أعدّ مدافع قويّةً، واستخدم قضبانًا من الخشب المدهون بالزيت لتسهيل حركة السفن،[١١] وانطلق محمد الفاتح نحو القسطنطينيّة مع الجنود الذين كان قد شحذ هممهم، وشنّ هجومًا كاسحًا من كلّ جانب وفتح القسطنطينيّة.[١٢]
المراجع
- ↑ "رسائل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الملوك والأمراء"، إسلام ويب، 29/8/2010، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2022. بتصرّف.
- ↑ عبد الشافى محمد عبد اللطيف، كتاب موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 197. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، كتاب الموسوعة التاريخية، الدرر السنية/ الجزء 1، صفحة 127. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة التاريخية، الدرر السنية/ الجزء 1، صفحة 128. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي/ الجزء 13، صفحة 69. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي/ الجزء 13، صفحة 75.
- ↑ بريك العمري، كتاب غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية، صفحة 235. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين ، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي/ الجزء 13، صفحة 20. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي/ الجزء 13، صفحة 76. بتصرّف.
- ↑ "موقعة " ذات الصواري ""، إسلام سؤال وجواب، 5/6/2016، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "السلطنة والإعداد لفتح القسطنطينية"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "فتح القسطنطينية"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2022. بتصرّف.