حروف الإخفاء في أحكام التجويد

كتابة:
حروف الإخفاء في أحكام التجويد

حروف الإخفاء في أحكام التجويد

أحكام التجويد ممّا لا بد للإنسان من علمه، ولو بشيءٍ يسير لأهميّتها؛ فبها تصير القراءة جميلةً، وبها يحسن نطق اللسان ويقوم اعوجاجه، وبإذن الله في هذا المقال نستعرض معكم أحد الأحكام المهمّة من أحكام التجويد، وهو: الإخفاء.

أقسام الإخفاء

ينقسم الإخفاء في علم التجويد إلى قسمين؛ قسمٌ يتعلّق بأحكام النون الساكنة والتنوين، وقسمٌ يتعلّق بأحكام الميم الساكنة والتنوين، أمّا ما يتعلق بأحكام النون؛ فهو الإخفاء الحقيقيّ، وما يتعلّق بأحكام الميم، وهو الإخفاء الشفويّ، ولكلٍّ منهم تعريفٌ ومراتب وحروف.

الإخفاء الحقيقيّ

الإخفاء لغةً: الستر، وأمّا في الاصطلاح؛ فهو النطق بحرفٍ ساكنٍ عارٍ من التشديد، على صفةٍ بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنّة في الحرف الأول، أي النون الساكنة والتنوين.[١]

حروفه وأمثلةٌ عليه

  • ذكر صاحب التحفة الجمزوري حروف الإخفاء متمثِّلةً في البيت الشعري:
صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا *** دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَعْ ظَالِمَا 
  • فأول حرفٍ من كلّ كلمةٍ، هو حرفٌ من حروف الإخفاء الحقيقيّ، وهي: (ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ).[٢]
  • يقع الإخفاء بعد النون الساكنة في كلمةٍ أو في كلمتين؛ أمّا في التنوين فلا يأتي إلّا بكلمتين، ومثال ذلك قوله -تعالى-: (جُندٌ)،[٣] جاءت النون المعرَّاة من الحركة، وبعدها حرفٌ من أحرف الإخفاء، وهو: (د)؛ فالحكم إخفاءٌ حقيقيٌّ، وكذلك في قوله -تعالى-: (يَنصُرُكُم)،[٤] بعد النون (ص) ونفس الحكم، وهذين المثالين السابقين على الإخفاء الواقع في كلمةٍ واحدةٍ.
  • ما يقع في كلمتين سواءً في النون أو التنوين؛ لأنّه كما تعلمون الإخفاء بسبب التنوين لا يقع إلّا في كلمتين، ومثال ذلك في قوله -تعالى-: (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ).[٥]

سبب التسمية ومراتبها

  • سبب التسمية الإخفاء بهذا الاسم؛ لإخفاء النون الساكنة والتنوين إخفاءً حقيقيًّا، يتحقّق فيه الإخفاء أكثر من غيره، ويحصل ذلك عند ملاقاتهما بحرفٍ من هذه الحروف الخمسة عشر.[٦]
  • مراتب الإخفاء -كما قال صاحب الوجيز- على النحو الآتي:[٧]
    • العليا: عند الطاء والدال والتاء.
    • الوسطى: عند الحروف العشرة الباقية.
    • الدنيا: عند القاف والكاف. الوسطى: عند الحروف العشرة الباقية.

الإخفاء الشفوي

فيما يلي بيانٌ لتعريف الإخفاء الشفوي، وصورته وكيفيّة نطقه:

  • يعرف الإخفاء الشفويّ كنوعٍ من أنواع أحكام الميم الساكنة، خلافًا للإخفاء الحقيقيّ الذي يعدّ نوعًا من أنواع أحكام النون الساكنة.
  • الإخفاء الشفويّ: أن يقع بعد الميم الساكنة حرف باءٍ، ولا يكون إلّا في كلمتين، وسمّي شفويًّا؛ لخروج الباء والميم من الشفتين.
  • وجه الإخفاء: اشتراك الميم والباء في المخرج، وتجانسهم في صفتي الانفتاح والاستفال.[٨]
  • الإخفاء مع الغنة هو المختار لا الإطباق، ومعنى هذا الكلام أنّه وقع خلافٌ؛ هل نطبّق الشفتين، أم نترك فُرجةً، والصحيح أن نترك فرجةً، وهذا ما عليه أهل الأداء؛ في بلاد الشام وفي مصر.[٩]
  • أمثلة على الإخفاء الشفوي في قوله تعالى: (عَلَيْهِم بُنْيَانًا)،[١٠] فقد جاءت الميم المعرَّاة من الحركة في كلمة (عَلَيْهِم)، وبعدها حرف الباء في كلمة (بُنْيَانًا)، وهو الحرف الوحيد من حروف الإخفاء، فالحكم هنا إخفاءٌ شفويٌّ.

المراجع

  1. إبراهيم الجرمي، معجم علوم القرآن، صفحة 16.
  2. سليمان الجمزوري ، تحفة الأطفال، صفحة 3.
  3. سورة الملك، آية:20
  4. سورة الملك ، آية:20
  5. سورة الملك ، آية:12
  6. محمود علي بسة، العميد في علم التجويد، صفحة 30.
  7. محمود سيبويه البدوي ، الوجيز في علم التجويد، صفحة 21.
  8. على الله أبو الوفا ، القول السديد في علم التجويد، صفحة 72.
  9. عبدالفتاح المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، صفحة 195.
  10. سورة الكهف ، آية:21
3445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×