حق الزوج على زوجته

كتابة:
حق الزوج على زوجته

احترامه

كيف يكون احترام الزوجة لزوجها؟

من أهم حقوق الزوج على زوجته هو الاحترام؛ وذلك لأن أي علاقة بين اثنين تكون ناجحة إذا كانت قائمة على المودة والاحترام، فيجب على الزوجة أن تُظهر احترامًا لزوجها، وذلك بالابتعاد عن أي قول أو فعل يكون فيه إساءة للزوج، أو أن تقوم بتصرفات تمس احترامه كالانفعال والغضب في وجهه أو شتمه أوغير ذلك، فحق الزوج عظيم على زوجته، والدليل على ذلك ما رواهأبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها".[١][٢]



طاعته بالمعروف

كيف تكون طاعة الزوج بالمعروف؟

لا خلاف بين الفقهاء في أنّ طاعة الزوجة لزوجها واجبة لقول الله تبارك وتعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}،[٣] غير أنّ هذه الطاعة يجب أن لا تكون فيما لا يرضاه الله تعالى، حيث روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "لا طاعةَ لمخلوقٍ في مَعصيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ".[٤][٥]


فمتى كان الزوج قد هيّأ لزوجته مسكنًا شرعيًا لا نقص فيه وآتاها مهرها الذي كتبه لها، وكانت الزوجة تأمن مالها ونفسها معه، وكان زوجًا صالحًا أمينًا على زوجته ويقوم بالحقوق التي أوجبها الله تعالى عليه، كان من الواجب على الزوجة عندها طاعة زوجها والإقامة في مسكنها الشرعي وعدم الخروج منه بغير إذنه وإلا كانت زوجةً ناشزة، فلا تبيت في مكان بغير رضاه ولا تزور أحدًا من غير استئذانه وغير ذلك من مظاهر الطاعة.[٦]


ويجب أن لا تفرط الزوجة في طاعة زوجها فلا تفعل ما حرمه الله تعالى فللطاعة حدود، ولا تكون في ما يغضب الله تعالى، فلا تطيع الزوجة زوجها في حال طلب منها نمص حاجبيها أو التبرج مثلًا، وكذلك كل ما فيه مخالفة لأوامر الله تعالى، فطاعة الزوج ينبغي أن تكون بالمعروف وكما هو معلوم فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى.[٧]



حفظ بيته والاهتمام به

ماذا يجب على المرأة تجاه بيتها؟

يجب على الزوجة أن تحافظ على بيتها، حيث يُعد هذا من حقوق الزوج على زوجته، ويكون ذلك بالإحسان في إدارة منزلها فتُحسن في تربية ابنائها وتصبر على ذلك ولا تُسيئ إليهم بالدعاء أو بالغضب والصراخ عليهم لأن ذلك يوقع الأذى في نفس الزوج، حيث روىمعاذ بن جبل عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنّه قال: "لا تُؤذي امرأةٌ زوجَها في الدنيا إلا قالت زوجتُه من الحُورِ العِينِ : لا تُؤذِيه قاتلَكِ اللهُ ، فإنما هو عندَك دخيلٌ ، يوشِك أن يُفارقَكِ إلينا".[٨][٩]



الاهتمام به

كيف تهتم الزوجة بزوجها؟

ومن حقوق الزوج على زوجته أن تهتم به ولا تهمله، فللزوج احتياجات ومتطلبات يريدها من زوجته، فالمرأة هي سكن زوجها وملاذه الآمن، فيجب على المرأة أن توازن بين احتياجات زوجها واحتياجات المنزل فلا تُقدم إحداهما على الأخرى، ولا تهمل حق الزوج وهي مشغولة بالقيام بالأعمال المنزلية أو غير ذلك فتراعي الزوجة أحوال زوجها وتحرص على توفير الراحة له عند تعبه وتداريه في مرضه، فلا تتركه من غير رعاية، وتهتم بحالته الصحية وتقوم على رعايته وتعطيه ما يكفي من وقتها وتجالسه بعد عودته من العمل، فالرجل يعود إلى منزله مجهدًا ومتعبًا من الأعباء التي يتكبدها خارج المنزل فعلى المرأة أن تهتم به حين يعود.[١٠]



الاستمتاع بالزوجة

ماذا يترتب على المرأة في حال تركها فراش الزوج؟

جعل الله تعالى الاستمتاع بالزوجة من حقوق الزوج التي استحقها في العقد عليها، وذلك لأن الزوج استحق ذلك مقابل المهر الذي يقدمه لها وهو العوض للمرأة عن تسليمها نفسها لزوجها وتمكينه منها، ويجب على المرأة طاعة زوجها ومسايرته عند رغبته بها؛ إلا إذا كان عند الزوجة أحد الموانع الشرعية لذلككالحيض والنفاس، أو في حال وجود موانع نفسية لديها كمرضها أو عدم قدرتها على ذلك.[١١]


وبطاعة الزوجة لزوجها بالمعروف تنال الأجر والثواب من الله تعالى، ولها كذلك من الإثم أيضًا في مخالفتها له ورفضها فراشه، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ"،[١٢] ولا شك أن هناك قيودًا ومحرمات وضعها الشارع لتقييد هذه الطاعة فينبغي عدم تجاوزهذه القيود ومن ذلك تحريم وطء الزوجة في أوقات مخصوصة ومحل مخصوص.[١١]


كما يجب على الزوجة أن لا تُخرج أسرار بيتها ولا تفشيها وخاصةً أسرار الفراش، فيجب عليها كتمانها وعدم التهاون بذلك؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد نهى عن ذلك حيث روت أسماءَ بنتِ يزيدَ رضي الله عنها: "أنَّها كانَت عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، والرِّجالُ والنِّساءُ قُعودٌ، فقالَ: لعلَّ رجُلًا يقولُ ما يفعَلُ بأَهْلِهِ، ولعلَّ امرأةً تخبِرُ بما فعلَت معَ زَوجِها؟! فأرمَّ القومُ، فقلتُ: إي واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ! إنَّهنَّ ليفعَلنَ، وإنَّهم ليفعَلونَ. قالَ: فلا تفعَلوا، فإنَّما ذلِكَ مَثَلُ الشَّيطانِ لقيَ شيطانةً في طَريقٍ فغَشيَها والنَّاسُ ينظُرونَ".[١٣][٩]


أخذ الإذن منه عند الخروج

هل يجوز للمرأة أن تخرج من غير إذن زوجها؟

لا يجوز للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذن الزوج ورضاه حتى إنّ كانت ستخرج لأداء عبادة كالحج أو الخروج للمسجد لأداء صلاة أو غير ذلك لأن حق الزوج يُعد واجبًا على زوجته فلا يجوز ترك الواجب بغيره، وأما خروج المرأة في حال مرض أبيها أو أمها فهو مكروه عند الشافعية وجائز عند الحنفية.[١٤]


عدم إدخال من لا يرضاه إلى بيته

هل يجوز للمرأة أن تُدخل أحدًا إلى بيتها بغير إذن الزوج؟

ومن حق الزوج على زوجته عدم إدخال من لا يرضاه إلى بيته، فلا يحل للزوجة أن تُدخل أي شخص يكرهه إلى منزله بغير إذن زوجها وذلك لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنّه قال: "لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ"،[١٥] فيدل الحديث على أنّه لا يحل للمرأة أن تُدخل أحد يكرهه زوجها إلى بيته.[١١]


معاشرته بالمعروف

كيف تكون معاشرة الزوج بالمعروف؟

تكون معاشرة الزوجة لزوجها بالمعروف عن طريق عدم إيذائه أو إيقاعه فيما حرّم الله تعالى، وبحسن صحبته في الدنيا وقد جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأحاديث التي تحثّ المرأة على معاشرة زوجها بالمعروف ومن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تُؤذي امرأةٌ زوجَها".[٨][١٦]


خدمته بالمعروف

ما هو حكم خدمة الزوج؟

ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة وبعضٌ من المالكية إلى عدم وجوب خدمة الزوجة لزوجها، حيث تخدمه بما جرت به عادة النّاس، وأما الحنفية فقد ذهبوا إلى انّ خدمة الزوج واجبة على الزوجة ديانة لا قضاء، وأما ما تبقى من المالكية فقد ذهبوا إلى وجوب خدمة المرأة لزوجها في الأعمال الباطنة التي اعتادت الزوجات القيام بها.[١٧]


فمن حق الزوج على زوجته أن تعينه في بيته في حال قدرتها على ذلك، وليست بمعنى الخدمة التي تنقص من قيمة الزوجة بقدر ما هي مشاركة، ودليله ما جاء عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قسّم الأعمال بين ابنته فاطمة الزهراء وزوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- فالأعمال خارج المنزل يقوم بها علي -رضي الله عنه- والأعمال داخل المنزل تقوم بها فاطمة رضي الله عنها.[١١]



حفظ ماله

كيف تحفظ المرأة زوجها في ماله؟

يجب على الزوجة أن تحفظ مال زوجها ويكون ذلك بالحفاظ على ماله الذي يُبقيه في منزله وعدم تصرفها في شيئ من المال إلا بإذن الزوج ورضاه، وأن تحافظ على ما له قيمة مادية في المنزل كالأثاث وغيرة فالمرأة مسؤولة في بيتها كما أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد روى أبو هريرة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال أنّ خير النساء: "التي تسرُّهُ إذا نَظَرَ وتُطيعُهُ إذا أمرَ ولا تُخالفُه في نفسِها ولا في مالِهِ بما يكرهُ".[١٨][١٩]


ومن حقوق الزوج أيضًا على زوجته حسن التدبير في المنزل أي معرفتها إنزال الأمور منازلها وحرصها على الاقتصاد في بيتها وعدم التبذير والإسراف والاعتدال في إدارة المنزل ونفقته، فإذا كان من الواجب على الرجل أن يأتي بمستلزمات المنزل فإن من الواجب على المرأة أن لا تسرف فيها ولا تؤذي زوجها وترهقه في التبذير وعدم القدرة على إدارة بيتها.[٢٠]


اهتمام الزوجة بنفسها

كيف يكون اهتمام المرأة بنفسها بحيث لا تُقصر في حق زوجها؟

يُعد اهتمام المرأة بنفسها واجبًا من واجبات الزوج ويكون ذلك بحرص المرأة على النظافة الشخصية واهتمامها بمظهرها ولباسها والتَّجمل للزوج والتزين له، كما يجب عليها أن تُحسن استقباله ووداعه وأن تُكثر التبسم في وجهه ولا تظهر أمامه في مظهر لا يريده وقد جاء عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "خيرُ النِّساءِ مَن تَسُرُّكَ إذا أبْصَرْتَ، و تُطِيعُكَ إذا أمَرْتَ، وتَحْفَظُ غَيْبَتَكَ في نفسِها ومالِكَ".[٢١][٢٢]


كما يترتب للزوج حقوق على زوجته، كما رتب الإسلام حقوقًا للزوجة، للتعرف عليها قم بالاطلاع على هذا المقال: حقوق الزوجة على زوجها

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1159، حديث صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 202. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:34
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1095، إسناده صحيح على شرط الشيخين .
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 313. بتصرّف.
  6. عبد الوهاب خلاف، أحكام الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية، صفحة 123. بتصرّف.
  7. عبد العظيم بدوي، الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز، صفحة 306. بتصرّف.
  8. ^ أ ب رواه الألباني، في السلسة الصحيحة، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 173، إسناده صحيح.
  9. ^ أ ب عبد العظيم بدوي، الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز، صفحة 308. بتصرّف.
  10. سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 13. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8103. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1436، حديث صحيح.
  13. رواه الألباني، في آداب الزفاف، عن أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 71، صحيح أو حسن على الأقل بشواهده.
  14. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 6852. بتصرّف.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5195، حديث صحيح.
  16. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 6854. بتصرّف.
  17. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 316. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1786، حديث حسن.
  19. سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 21. بتصرّف.
  20. سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 23. بتصرّف.
  21. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن سلام، الصفحة أو الرقم:3299 ، حديث صحيح.
  22. عبد العظيم بدوي، الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز، صفحة 307. بتصرّف.
4710 مشاهدة
للأعلى للسفل
×