حق المسلم على المسلم ست

كتابة:
حق المسلم على المسلم ست

حق المسلم على المسلم ست

جاءَ بيانُ حقوق المسلمِ على أخيه المسلم في صحيحِ السّنة النبوية الشّريفة، إذ جاءَ في صحيح مسلم قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ)،[١] وفيما يأتي بيان هذه الحقوق وشرحها.


إذا لقيته فسلم عليه

أوّل ما ذُكر في الحديث من الحقوق هو إلقاءُ السّلامِ، وإلقاءُ السّلامِ سنّةٌ مؤكدةٌ، أمّا ردّه فهو فرضُ عينٍ على من قصدَ السّلامَ عليهِ، أمّا لو ألقى السّلامَ على مجموعةٍ من النّاس، فإنّ ردَّ السّلامِ في حقّهم يُعتبرُ فرضاً على الكفاية -أي متى ما قامَ به أحدهمُ سقطَ عن الباقي-، والسّلامُ في حقّ الماشي أولى من القاعِدِ، وكذلك تكون أولى من الصّغيرِ للكبيرِ، ومن الرّاكبِ للماشي، ويكون إلقاءُ السّلامُ بقول المسلمِ لأخيه المسلم: (السّلام عليكم)، ليأتيَ ردّه بقوله (وعليكم السّلام)، وممّا لا شكَ فيه أن السّلامَ عملٌ صالحُ يَكسب المسلم الحسناتِ بفعله.[٢]


إنّ لإلقاءِ السّلامِ وردّه ثمراتٌ كثيرة يلتمسها المسلمُ في دنياه وآخرته، نذكرُ منها ما يأتي:[٣]

  • الثّمرة الأولى: أنّه سببٌ في انتشارِ المحبة والمودّةِ بين النّاس، ولا شكّ أن حبَّ المسلمين لبعضهم البعض جزءٌ لا يتجزأَ من إيمانهم وعقيدتهم الرّاسخة التي يبتغونَ منها أن توصلهم إلى الجنّة -بإذن الله-، إذ وردَ هذا صراحةً في صحيح السّنة النبويّة الشّريفة، إذ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).[٤]
  • الثّمرة الثانية: إفشاء السلام وردّه من محاسنِ الإسلامِ، إذ ينطوي على معانٍ عميقة من إعلانِ الأمانِ، والسّلامةَ من الأذى، ونوايا الشّرِ التي قد يضمرها بعض النّاس.
  • الثّمرة الثالثة: إنّه يدعو إلى التآلف والتّقارب، ونبذ الفرقة والمُخاصمة.


إذا دعاك فأجبه

الحقّ الثاني من حقوق المسلم على أخيه المسلم هو حقّ إجابة الدّعوة، سواء كانت دعوةً لتناولِ طعامٍ، أو حضورِ مناسبةٍ ما، جبراً لخاطِر الدّاعي وتقديراً له،[٣] وقد أكَّد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على هذا المعنى في مواطِنَ أخرى غير هذا الحديثِ، ومنها قوله -عليه السّلام-: (من دعاكمْ فأجيبوهُ)،[٥] وأيضاً في قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ)،[٦] ويجدر التّنبيه إلى أنّ إجابة الدّعوة ليست عامّة على الإطلاق، إذ يُستثنى من حالاتِ إجابة الدّعوة أن يكون فيها منكرٌ؛ كاختلاطٍ مُحرّم، أو إذا عُلِمَ أنّ مالَ الدّاعي هو مالٌ حرام؛ كأن يكونَ مالاً مغصوباً، ففي مثل هذه الحالات يكون درء المفاسد أولى من جلبِ المصالح، فيعتذرُ المسلم عن إجابة هذه الدّعوة، كما له أن يعتذرَ عنها لعذرٍ خاصٍّ مُعتبرٍ شرعاً.[٧]


إذا طلب النصح فقدمه له

الحقّ الثّالث من حقوق المسلم على أخيه المسلم هو حقّ تقديم النّصيحة، والنّصيحةُ هي طلبُ العِظةِ، والرّأي السّديد ممّن يُريد له الخير،[٨] فإذا طلب المسلم النّصيحة من أخيه مسلم توجّب على الثاني أن ينصحه بما يُحبّه لنفسه، فيُبيّنُ له ما قد ينفعُه وما قد يضرّه، ويحثّهُ على الخير، وينهاهُ عن الشّر، ومن أهمّ النّصائح ما كانَ في الدّين، كما لا يتوانى في نصحه عن أشخاصٍ معنيّين لبناءِ روابط معهم كالزّواجِ وغيره، فيكون المسلم صادقاً موضوعيّاً يُبيّنُ لغيره حقيقة ما يعرفه دونَ أن يغشهم لأنّ الغش حرامٌ.[٩]


وقد تكون النّصيحة موجّهةً إلى الأفرادِ بعينهم، كما قد توجّه إلى مجتمعٍ بأسره، أو حتّى لمجتمعات، كما يُوجِّهُها الرّاعي إلى رعيته، والعكس صحيح، من الكبيرِ للصغير وفي حالاتٍ يكون العكسُ صحيح أيضاً، كما يُوجّه الأنبياءُ -عليهم السّلام- النّصائحَ إلى أقوامهم في أمورِ دينهم، والنّصيحة تنطوي على معانٍ كثيرةٍ تتجلّى في فكرة الدّعاءِ إلى الخيرِ والصّلاح، وتركُ الفسادِ والشّر، وفي صحيح السنّة النبويّة الشّريفة أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ).[١٠][١١]


إذا عطس فحمد الله فشمته

الحقّ الرّابع من حقوق المسلم على أخيه المسلم أن يشمتهُ إذا عطس وحمد الله -تعالى-، إذ يُعدُّ العُطاسُ نعمةً تستوجبُ الحمدَ عليها، فَشُرِعَ قول العاطِس (الحمد لله)، كما شُرِعَ لأخيه المسلم إذا سمعه يحمد الله -تعالى- بعد العُطاسِ أن يُشمّته، وذلك بأن يقولَ له: (يرحمكمُ الله)، وهو من قبيلِ الدّعاءِ له، فيردُ العاطِسُ على مُشمِّته قائلاً: (يهديكمُ الله ويُصلِح بالكم)، وهذا ينشر المودة والرّحمة بين المسلمين،[١٢] كما ينالُ العاطس نعمةَ الدّعاءِ له من قبل صاحبه، وينالُ المشمّتُ الدّعاءَ بالهداية وصلاحِ الحال، ونُشيرُ إلى أنّ العاطِس لا يستحقُ شيئاً من هذا إذا لم يحمدِ الله -تعالى- ابتداءً بعد العُطاسِ.[١٣]


إذا مرض فعده

الحقّ الخامس من حقوق المسلم على أخيه المسلم هو حقّ عيادته إذا مَرِضَ، وعيادته أي زيارته للاطمئنانِ عليه ومواساته فيما أصابه، وعيادةُ المرضى من الأقارِبُ والأصحابُ أحقُّ من غيرهم، وعيادةَ المريضِ سنّةٌ مؤكدةٌ، ولعلَ من أفضل ما قد يفعلهُ المسلمُ في زيارته للمريضُ هو تبشيرهُ بالعافيةِ، ومواساته بالأجر والثّوابِ على صبره، والدّعاءُ له وحثّهُ على ذكر الله -عزّ وجل- وكثرةِ الاستغفارِ، ولا يُحبَّبُ في الزّيارةِ أن يُطيلَ المسلمُ في زيارةِ المريضِ، إلّا إذا طلبَ المريضُ منه ذلكَ أو اعتادَ عليه وأحبَّ بقاءه،[١٤] ومِنَ الجديرِ بالذّكرِ أنّ زيارةَ المريضِ لا تعودُ بالنّفعِ على المريضِ وحده، فالزّائرُ يستشعرُ بزيارتهِ نعمة الصّحة والعافية ويحمدُ الله -تعالى- عليها، إذ يعلمُ أنّها زائلة وأنّ الفناءَ لا بدَّ منه.[١٥]


إذا مات فاتبع جنازته

الحقّ السّادس من حقوق المسلم على أخيه المسلم هو حقّ اتّباعُ جنازته، وحقّ اتّباعُ الجنازةِ يشملُ الصّلاةَ على الميّتِ والدّعاءُ لهُ، وتشييعُهُ إكراماً منهم للميّتِ، وذلك حقّاً للميّتِ ولأهله ولله -عزّ وجل-، وقد صحَّ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حديثهُ عن أجرِ اتّباعِ الجنازة، وفي اتّباعِ الجنازةِ مُشاركةً لأهلِ الميّت في همّهمِ،[١٦] إذ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن شَهِدَ الجَنازَةَ حتَّى يُصَلَّى عليها فَلَهُ قِيراطٌ، ومَن شَهِدَها حتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ).[١٧][١٨]


حقوق أخرى للمسلم

جاءت الشّريعة السّمحاءُ مُسطِّرةً جُملةً من الحقوقِ المعتبرةُ للمسلمِ على أخيهِ المسلم، ذكرنا ستةً منها فيما سبق، ونذكرُ حقوقاً أخرى فيما يأتي:

  • أن يفي المسلمُ بقَسمِ أخيه المسلم إذا أقسمَ عليه لغرضٍ ما.[١٩]
  • أن يحفَظَ المسلمُ غيبةَ أخيهِ المُسلم إذا غابَ عنه، فلا يغتابهُ بحديثِ سوءٍ من وراءِ ظهره.[١٩]
  • أن يُحبَّ المسلمُ لأخيهِ المسلمُ ما يُحبُّه لنفسه، ويكرهَ لأخيهِ المسلمُ ما يكرهُ لنفسه.[١٩]
  • أن يَستُرَ المسلمُ ما رأى من أخيهِ المسلم ولا يفضحه بينَ النّاس، وقد جاءَ في صحيحِ مسلم عِظمُ فضلِ السّتر في الدّنيا، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا في الدُّنْيا، إلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ).[٢٠][٢١]
  • أن ينصُرَ المسلمُ أخاهُ المسلم، فقد صحَّ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)،[٢٢] ويكونُ نصرُ المظلومُ بالأخذِ بيدهِ ومساعدتهِ، بينما يكونُ نصره ظالماً بردعه وإيقافه عن ظلمه.[٢١]
  • أن لا يؤذي المسلمُ إخوتهُ المسلمينَ بأيِّ شكلٍ من الأشكال، ومثال ذلك ما ورد في صحيحِ السنّة النبويّةِ الشّريفة، إذ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا مَرَّ أحَدُكُمْ في مَسْجِدِنا، أوْ في سُوقِنا، ومعهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ علَى نِصالِها بكَفِّهِ، أنْ يُصِيبَ أحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْها بشيءٍ)،[٢٣] فالحديثُ يُحذّرُ المسلمينَ المُجاهدينَ في دخولهم للمسجد أو الأماكنِ العامّة من أذيّةِ المسلمينَ بأسلحتهم ولو عن غيرِ قصدٍ.[٢٤]
  • أن لا يبيع المسلمُ على بيعةِ أخيه المسلم، ويكونُ البيعُ على بيعةِ الغير إذا تدخل طرفٌ ثالثٌ بين المشتري والبائِع، وعَرَض نفس السّلعة على المشتري بثمنٍ أقلّ أو ما شابه، فيفسدَ بذلكَ بيعةَ البائع الأوّل، ممّا يدعو إلى التّخاصمِ بينِ المسلمين، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تَهَجَّرُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا).[٢٥][٢٦]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، صحيح.
  2. ابن عثيمين (1426هـ)، شرح رياض الصالحين، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 591-592، جزء 2. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبد الرحمن السعدي (1423هـ)، بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار (الطبعة الرابعة)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 71-72. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 54، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 5109، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1431، صحيح.
  7. عبد الكريم الخضير، شرح جوامع الأخبار، دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير، صفحة 21، جزء 5. بتصرّف.
  8. مظهر الدين الزيداني (2012م)، المفاتيح في شرح المصابيح (الطبعة الأولى)، الكويت: دار النوادر، صفحة 386، جزء 2. بتصرّف.
  9. عبد الرحمن السعدي (1423هـ)، بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار (الطبعة الثالثة)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 72. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن تميم الداري، الصفحة أو الرقم: 55، صحيح.
  11. محمد التويجري، موسوعة فقه القلوب، عمان: بيت الأفكار الدولية، صفحة 2351، جزء 3. بتصرّف.
  12. عبد الله آل جار الله (1418هـ)، كمال الدين الإسلامي وحقيقته ومزاياه (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 78، جزء 2. بتصرّف.
  13. عبد الكريم الخضير، شرح جوامع الأخبار، دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير، صفحة 22، جزء 5. بتصرّف.
  14. عبد الله آل جار الله (1418هـ)، كمال الدين الإسلامي وحقيقته ومزاياه (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 79، جزء 2. بتصرّف.
  15. عبد الكريم الخضير، شرح جوامع الأخبار، دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير، صفحة 23، جزء 5. بتصرّف.
  16. جامعة المدينة العالمية، الحديث الموضوعي، المدينة المنورة: جامعة المدينة العالمية، صفحة 392. بتصرّف.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 945، صحيح.
  18. بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار (الطبعة الرابعة)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 73. بتصرّف.
  19. ^ أ ب ت كمال الدين المرسي (1998م)، كتاب من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي (الطبعة الأولى)، مصر: دار المعرفة الجامعية، صفحة 117-118. بتصرّف.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2590، صحيح.
  21. ^ أ ب جامعة المدينة العالمية، الحديث الموضوعي، المدينة المنورة: جامعة المدينة العالمية، صفحة 397. بتصرّف.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2443، صحيح.
  23. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 2615،صحيح.
  24. جامعة المدينة العالمية، الحديث الموضوعي، المدينة المنورة: جامعة المدينة العالمية، صفحة 399. بتصرّف.
  25. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2563، صحيح.
  26. سعيد بن وهف القحطاني، سلامة الصدر، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 22. بتصرّف.
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×