حق الوالدين على الابن المتزوج

كتابة:
حق الوالدين على الابن المتزوج

حق الوالدين

أوجب الله -تعالى- على الأبناء حقوقاً للوالدين، وهي واجبة على الابن والابنة سواء، وهذا الحق لا يسقط عنهما في أي حالٍ من الأحوال؛ سواء أكانا فقيرين أو غنيين، أو كانا صغيرين أو كبيرين.

وإذا كبر الابن وتزوّج واستقلّ بأسرته؛ فهذا لا يُسقط عنه حقّ والديه عليه؛ بل قد يكون عليه آكد وأوجب؛ لأنّ والديه يكونا قد كبرا في السنّ وتقدّما في العمر، فيكونا بحاجةٍ إلى المزيد من الرعاية والاهتمام.

حق الوالدين على الابن المتزوج

الإحسان إلى الوالدين

يكون الإحسان إلى الوالدين بالكلام اللّين اللطيف معهما، وبعدم التلفّظ بقول مسيء يُغضبهما، والإحسان إلى الوالدين كذلك يكون بالمسارعة إلى القيام بالأعمال التي يريدانها بشغف وحب، دون تذمّر وشعور بالضيق، قال الله -تعالى- في وجوب الإحسان إلى الوالدين: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).[١][٢]

ويمكن للابن بعد أن يتزوّج أن يُحسن إلى والديه بقدر استطاعته، فيسأل عنهما ويلين لهما القول الحسن، ويسعى على قضاء حوائجهما وتيسير شؤون دنياهم، ومعالجتهما إن مرضا، والإنفاق عليهما بعد أن كبرا إن لم يكن لهما دخل، ووجوه الإحسان كثيرة يُوفّق إليها من أراد الله -تعالى- به خيراً.

طاعة الوالدين وعدم معصيتهما

أوجب الله -تعالى- على الابن طاعة والديه، وتقديمها على كل ما هو سواهما إلا أن يأمرا بمعصية؛ فهنا لا يجوز طاعتهما، ولا بدّ للمتزوّج أن يعلم أن طاعة والديه مقدّمة على طاعة زوجته وأبنائه ما لم يكن في ذلك إضرار أو مخالفة شرعية، لكنّ الأمر يختلف بالنسبة للابنة المتزوجة؛ إذ إنّ المرأة قد أوجب عليها الشرع تقديم طاعة الزوج على غيره.[٣]

احترام الوالدين وإكرامهما عند الكبر

على أن يعلم الابن بعد زواجه أن والديه إذ كبرا ووصلا لهذا العمر فالبرّ بهما مؤكّد، وعليه الانتباه معهما في الكلام، وأن يراعي وصولهما لهذا السن، فقد يقولان قولاً يغضب الابن؛ والواجب عدم التأفّف ولا التفوّه بأي كلمة مهما صغرت إذا كانت تُزعِج الوالدين، قال الله -تعالى-: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).[١][٤]

البر بالوالدين بعد وفاتهما

لا يُغلق باب برّ الوالدين بمجرد وفاة أحدهما أو كلاهما، بل بر الوالدان أحد وجوه الطاعة التي قد يستمر أجرها للأبناء حتّى بعد وفاتهما، ووجوه البر بالوالدين بعد وفاتهما كثيرة، نذكر بعضاً منها فيما يأتي:[٥]

  • الاستغفار لهما والدعاء بالرحمة والمغفرة لهما

ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[٦]

  • قضاء حقوق العباد عنهما

كالديون أو الوصية، وقضاء حقوق الله -تعالى- كالكفارات والنذور وقضاء أيام الصيام الفائتة.

  • التصدق بالمال عنهما.
  • إكرام صديقهما من بعدهما.

المراجع

  1. ^ أ ب سورة الإسراء، آية:23
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 69-70. بتصرّف.
  3. محمد الحمد، عقوق الوالدين أسبابه مظاهره سبل العلاج، صفحة 31. بتصرّف.
  4. محمد أبو زهرة، أيسر التفاسير، صفحة 4362. بتصرّف.
  5. محمود الدوسري (8/1/2019)، "بر الوالدين بعد وفاتهما"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1631، صحيح.
4591 مشاهدة
للأعلى للسفل
×