حقائق حول مجرة درب التبانة

كتابة:
حقائق حول مجرة درب التبانة

المجرات

يقدر العلماء أنّ عدد المجرات في الكون حوالي 2 تريليون مجرة وقد يصل قطر بعض منها نحو 4 مليون سنة ضوئية حدٍ أدنى وتحتوي كل منها على نجوم يقدرعددها بين 10 آلاف مليون إلى ما يزيد عن 150 ألف مليون نجم، وللمجرات ثلاثة أنواع رئيسية تشمل: الحلزونية والبيضوية والشاذة، والتي تتحرك في الفضاء الشاسع وتتوزع في تجمعات وأشكال مختلفة على هيئة عناقيد كبيرة مؤلفة من آلاف المجرات وفي هذا المقال سيتم توضيح مجرة درب التبانة من أي نوع منها.

مجرة درب التبانة

هي المجرة التي تحتوي على النظام الشمسي، وتظهر هذه المجرة من الأرض على شكل شريط بسبب شكلها القرصي ويكون هذا الشريط مليئًا بالنجوم ولا يمكن رؤية درب التبانة أو إدراكها بالعين المجردة، وكان غاليليو غاليلي أول من حلل الضوء بتلسكوبه عام 1610م وأدرك أنّ هذه الأضواء هي نجوم، وحتى أوائل العشرينات من القرن العشرين، اعتقد علماء الفلك أنّ مجرة درب التبانة تحتوي على كل النجوم في الكون، حيث أظهرت ملاحظات إدوين هابل أنّ درب التبانة ليست سوى واحدة من العديد من المجرات[١].

للإجابة أكثر على سؤال "ما هي مجرة درب التبانة؟" لا بدّ من التعرف أكثر عليها، فهي مجرة حلزونية يبلغ قطرها ما بين 150000 و 200000 سنة ضوئية، وتشير التقديرات إلى احتوائها على 100-400 مليار نجم، وأكثر من مليار كوكب، يقع النظام الشمسي في دائرة نصف قطرها حوالي 27000 سنة ضوئية من مركز المجرة، ويعتقد العلماء أن مركز مجرة درب التبانة عبارة عن ثقب أسود هائل يبلغ وزنه أربعة ملايين ضعف كتلة الشمس وتشير قوانين كبلرإلى أن حوالي 90% من كتلة درب التبانة غير مرئي للتلسكوبات ولا ينبعث منها أو يتم امتصاص أي إشعاع كهرومغناطيسي من هذا الجزء الذي سماه العلماء بالمادة المظلمة، وتقدر سرعة هذه المجرة بحوالي 600 كيلومتر في الثانية الواحدة، وأقدم النجوم في مجرة درب التبانة قديمة قِدَم الكون نفسه، وبالتالي ربما تشكلت بعد فترة وجيزة من العصور المظلمة للانفجار الكبير[١].

تسمية درب التبانة

تسمى مجرة درب التبانة باللغة الإنجليزية باسم Milky Way ومعناه الدرب الحليبي أو درب اللبانة، وسمي بهذا الاسم لأنه قديمًا عندما لم تكن الكهرباء قد اختٌرعت بعد، كان الناس يستمتعون بمنظر ليلي أخّاذ للسماء وهي مزدحمة بالنجوم، وكان من السهل ملاحظة ظهور مجرة درب التبانة في الليالي الصافية على شكل شريط مليء بالنجوم، وأعطت مختلف الثقافات القديمة اسمًا مختلفًا لهذا الشريط، ولكن اسم الدرب الحليبي كان مستمدًا من الإغريق، حيث كان لديهم أسطورة عن هرقل الرضيع الذي تم إحضاره إلى الإلهة هيرا التي رعته أثناء نومها، وعندما استيقظت وذهبت انتثر الحليب من ثدييها على صفحة السماء، أما درب التبانة فقد استوحاه العرب من التبن حيث شبهت منظر السماء بتبن المواشي الذي يسقط على الأرض مشكلًا أذرعًا ملتوية تشبه تلك التي في السماء[٢].

مكونات درب التبانة

مجرة درب التبانة هي نظام حلزوني كبير يتكون من عدة مئات من مليارات النجوم التي تكون كنجوم مفردة كالشمس أو كنجوم مزدوجة وعلى الرغم من ذلك توجد أيضًا فيها مجموعات نجمية تم تقسيمها إلى ثلاثة أنواع تتضمن :المجموعات الكروية والمجموعات المفتوحة والمجموعات النجمية والتي تختلف عن بعضها البعض من حيث العمر وعدد النجوم، وقد جاء اسم هذه الأنواع من وجود إضاءة غير منتظمة من النجوم والغازات التي تمتد عبر السماء كما ترى من الأرض وعلى الرغم من أنّ الأرض تقع داخل مجرة ​​درب التبانة إلا أن علماء الفلك ليس لديهم فهم كامل لطبيعتها مثل بعض أنظمة النجوم الخارجية، وعن طريق التلسكوبات الضوئية شوهدت طبقة سميكة من الغبار موجودة بين النجوم تحجب جزء كبير من المجرة ويستطيع الفلكيين من تحديد هيكلها على نطاق واسع بمساعدة التلسكوبات الراديوية والأشعة تحت الحمراء.[٣]، وإنّ المجرات مهما تعددت أشكالها وأحجامها وسرعاتها وأعمارها، لا بدّ من وجود بعض العناصر والمكونات فيها، وللتفصيل أكثر في مكوناتها، تاليًا بيانُ ذلك:[٤].

النجوم

على الرغم من أن معظم النجوم في المجرة موجودة إما كنجوم مفردة مثل الشمس، أو كنجوم مزدوجة، إلا أن هناك العديد من المجموعات البارزة التي تتكون من عشرات الآلاف من النجوم، وهذه المجموعات يمكن أن تقسم إلى ثلاثة أقسام، المجموعات الكروية، المجموعات المفتوحة والمجموعات النجمية، وهي تختلف في العمر وفي عدد النجوم المكونة لها.

السُدم الانبعاثية

هذا المكون أساسي في جميع المجرات والذي ينتشر عبرها، فهو أكبر وألمع جزء فيها وأكثرها انتشارًا، فهي تشبه الغيوم، وهي عبارة عن مجمعات كبيرة للغازات والغبار الكوني وتكون فيها الغازات متأينة وبحالة ونشطة جدًا، وسبب هذا النشاط هو الأشعة فوق البنفسجية، القوية المنبعثة من النجوم الساخنة والمضيئة.

السُدم الكوكبية

الغيوم الغازية المعروفة باسم السدم الكوكبية تشبه بشكل عام الأنواع الأخرى من السدم، لكن سبب تسميتها بهذا الاسم لأن تعد من الأصناف الأصغر حجمًا، وتشبه الأقراص الكوكبية تقريبًا عند مشاهدتها من خلال التلسكوب، وتمثل السدم الكوكبية المرحلة النهائية من دورة حياة النجوم بدلًا من بداية تشكلها، ويوجد حوالي 1000 سديم كوكبي في مجرة درب التبانة وقد يكون أكثر من ذلك بكثير نظرًا لغموض مجرة درب التبانة.

تصادم مجرة درب التبانة مع المجرات

بعد الإجابة على سؤال "ما هي مجرة درب التبانة؟"، لا بد من معرفة بعض الحقائق المثيرة عن مجرة درب التبانة، حيث يقول العلماء أن جميع المجرات تتأثر بجاراتها من المجرات الأخرى، وغالبًا ما تصطدم بها، ويقدر العلماء سرعة مجرة درب التبانة حاليًا باتجاه جارتها مجرة أندروميدا بحوالي 250000 ميل/الساعة أي ما يعادل 400000 كم/ساعة، وقد يستغرق الأمر 4 مليارات سنة لحدوثه[٢]، وأشارت معظم الأبحاث أن مجرة أندروميدا الأكثر ضخامة ستبتلع مجرة درب التبانة وتستمر بالعيش، وتقول بعض الدراسات أنها أصغر عمرًا من مجرة درب التبانة، وأنها بالفعل قد ابتعلت على الأقل مجرة واحدة أثناء مسيرها، لكن أشارت بعض الدراسات الحديثة أن كتلة مجرة أندروميدا تعادل 800 مليار شمس، وهذا يجعلها بقدم المساواة مع كتلة مجرة درب التبانة، فبالتالي يشير العلماء إلى أن تحديد مَن مِن هاتين المجرتين ستبتلع الأخرى، ستبقى مسألةً مفتوحة[٥].

حقائق عن مجرة درب التبانة

تحمل مجرة درب التبانة التي نعيش فيها جوانب كثيرة وحقائق غامضة حتى للعلماء الذين يسعون إلى معرفة مكانهم في الكون بشكل أفضل وسيتم توضيح بعض من هذه الحقائق عنها فيما يلي:[٦]

  • لا يزال الفلكيون إلى هذا اليوم غير متأكدين من وزن المجرة، حيث أن وزنها قُدر ما بين 700 بليون إلى 2 تريليون ضعف كتلة الشمس.
  • يعتقد أن هذه المجرة موجودة في مكان كبير فارغ في الكون، ويوجد في قلب المجرة ثقب أسود ضخم يبلغ وزنه 4 ملايين وزن شمس وحيث أن العلماء يعلمون بوجوده ويحاولون تصويره وقد قاموا في الأونة الأخيرة من جمع ملاحظات عن طريق التلسكوبات الراديوية متعددة للحصول على معلومات عن البيئة المحيطة بالثقب الأسود.
  • تدور المجرات الصغيرة في مجرة ​​درب التبانة وأحيانًا تصطدم بها، وكان ذلك وفقًا للمرصد الأوروبي الجنوبي، وهي في الحقيقة مجرات صغيرة قزمية تدور حول درب التبانة مثل ما تدور الكواكب حول النجوم وتم تسميتها بالغيوم الصغيرة والكبيرة.
  • يتم إنتاج المركبات العضوية الزيتية المعروفة باسم مركبات الكربون الأليفاتية في أنواع معينة من النجوم التي يتم تسريبها في الفضاء بين النجوم وقد وجدت دراسة حديثة أنّ هذه المواد يمكن أن تمثل ما بين ربع ونصف الكربون بين النجوم والتي تتركز في مجرة درب التبانة وعلى الرغم من هذا الشيء الغريب فهي تعد سببًا للتفاؤل؛ لأن الكربون هو عنصر أساسي في الكائنات الحية فإن وجوده بوفرة في جميع أنحاء المجرة قد يوحي بأن أنظمة النجوم الأخرى يمكن أن تكون بها حياة وذلك وفقًا لما صرح به الباحثين.
  • مجرة درب التبانة لن تظل للأبد سوف تنهار هي ومن حولها خلال 4 مليار سنة ولذلك قام علماء الفلك بالبحث عن مجرة أخرى للعيش فيها تسمى مجرة ​​المرأة المسلسلة تقع على بعد حوالي 400،000 كم / ساعة.
  • في عام 2010 اكتشف العلماء وجود فقاعات عبارة عن هياكل عملاقة لا يوجد لها مثيل تمتد على مدى 25000 سنة ضوئية وتوجد تحت مجرة درب التبانة وهذه الأجسام تنبعث منها أشعة غاما وتسمى بفقاعات فيرمي.

فرضيات تشكل مجرة درب التبانة

توضح آلية تشكل مجرة درب التبانة من خلال نظريتان، حيث أن هذه المجرة تحتوي على ثلاثة مكونات أساسية هي: القرص الذي يحتوي على أذرع لولبية والهالة والنواة والتي تسمى أيضًا بالانتفاخ المركزي ويجدر بالذكر بأن النجوم القديمة قد تكون فقيرة بالمعادن الموجودة في الهالة والانتفاخ المركزي أما عن النجوم الأصغر، حيث أنها تكون غنية بالمعادن وتكون موجودة في القرص، وهذه الحقائق ساعدت علماء الفلك على تطويرالنظريات القديمة كنظرية الانهيار أو الفرضية من أعلى إلى أسفل التي تتضمن أنّ المجرات الكبيرة مثل مجرة ​​درب التبانة تتشكل عن طريق انهيار الجاذبية من سحابة غازية واحدة مضطربة كبيرة، ووضحت النظرية ذلك من خلال نصها على أن: سحابة غازية كبيرة واحدة نشأت قبل أكثر من 13 مليار عام وهو ما نقدره بعصر مجرة ​​درب التبانة، ولكنّ هذه السحابة لم تكن قوية بما يكفي لمقاومة قوة الجاذبية التي تسحب الغاز إلى الداخل وعندما تم سحب الغاز إلى الداخل تم تجزئة السحابة إلى سحب أصغر، وهذه الفرضية توضح أيضًا أنه بما أن الهالة تكونت أولًا، فيجب أن تحتوي على نجوم من نفس العمر تقريبًا وكما أنه من الضروري أن تكون الأقدم منها الأقدم وأن تكون خالية من المعادن، ولكن الأدلة والملاحظات الحديثة ألقت بعض العقبات لهذه الفرضية ويبدو ذلك بأن بعض النجوم القديمة تعد فقيرة بالمعادن ولكنها ليست بالضرورة خالية تمامًا منها، ونظرًا لذلك تم تطوير فرضية جديدة تسمى بفرضية من أسفل إلى أعلى تنص على أن المجرات الكبيرة مثل مجرة ​​درب التبانة تشكلت من مجموعات من المجرات الصغيرة والمجموعات النجمية.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب "Milky Way", www.wikiwand.com, Retrieved 1-1-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "11 Fascinating Facts About Our Milky Way Galaxy", www.livescience.com, Retrieved 1-1-2020. Edited.
  3. "Milky Way Galaxy", www.britannica.com, Retrieved 8-6-2019. Edited.
  4. "Milky-Way-Galaxy", www.britannica.com, Retrieved 3-1-2020. Edited.
  5. "Milky Way", exoplanets.nasa.gov, Retrieved 3-1-2020. Edited.
  6. " 11Fascinating Facts About Our Milky Way Galaxy", www.livescience.com, Retrieved 8-6-2019. Edited.
  7. "The Formation of the Milky Way Galaxy", study.com, Retrieved 8-6-2019. Edited.
4327 مشاهدة
للأعلى للسفل
×