محتويات
حُسن تربية الولد ورعايته
حسن تربية الولد ورعايته من حقوق الأبناء على آبائهم، ومن يبذل جهده في ذلك سيانل الأجر والثواب الجزيل من الله -تعالى-، فحسن التريبة والإحسان للأولاد من الأمور التي يُحبها الله -تعالى-،[١]لذلك رغّب النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا العمل الصالح وهو تربية الأبناء ورعايتهم.
ومن هنا قال -عليه الصلاة والسلام- عن حسن العاقبة لمن أنعم الله -تعالى- عليه بهذه النعمة: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[٢]
القدوة
القدوة مهمة فالأبناء ينظرون إلى تصرفات آبائهم فيقلدونها، فإذا عاش الأولاد عند أمهم يجب عليها تربيتهم وتعليمهم وإرشادهم للخير وتصبيرهم، وكذلك إن عاشوا عند الأب، فالأب هو السند لهم فإن ذهب للمسجد يأخذهم ويحرص على تعليمهم أمور دينهم.[٣]
وفي هذا قال الله -تعالى- عن لقمان في وصيته لولده: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾.[٤]
تعليمهم العلم النافع
الله -جلَّ وعلا- قد قسَّم العلم في القرآن إلى قسمين: علمٌ ضار وعلمٌ نافع،[٥] قال الله -تعالى-: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.[٦]
والعلم النافع هو الذي يُورث خشية الله -تعالى- في القلب وهو الذي يُنشئ أجيالاً تحب القرآن والعلم، والأطفال الذين ينشؤون على العلم النافع سيصبحون شباباً عابدين لله -تعالى- مُخلصين له.
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية -رضي الله تعالى عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنَّما أنا قاسِمٌ ويُعْطِي اللَّهُ).[٧] بالإضافة للعلوم الشرعية النافعة، على الوالدين متابعة أولادهم بالعلوم الأخرى التي تُفيدهم وتفيد غيرهم.
مُصاحبة الولد وغرس الفضيلة في نفسه
يؤثر هذا الحق على الأبناء تأثيراً إيجابياً كبيراً وخاصةً بعد الانفصال، فالأبناء يحتاجون إلى من يصاحبهم ويرشدهم ويواسيهم ويعطف عليهم، ولا يوجد أفضل من الأم والأب، فهذا يمنحهم الثقة بأنفسهم، فكلما كان الأب رحيماً بأبنائه ليّناً معهم لا يُعنفهم ولا يؤذيهم كلما كان الأبناء واثقين بأنفسهم.[٨]
ويخبرون آباءهم بكل ما يحصل معهم وبكل ما يجول في خواطرهم وهذا من شأنه توليد الحُب والمودة بينهم، قال الله -تعالى-: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.[٩]
المراجع
- ↑ محمد بن محمد المختار الشنقيطي ، كتاب فقه الأسرة، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1631.
- ↑ عائض القرني، كتاب دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية:17
- ↑ عائض القرني ، دروس الشيخ عائض القرني عرائض، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:102
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:1037.
- ↑ عائض القرني ، كتاب دروس الشيخ عائض، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:159