تبعات عدم حضور المدعى عليه الجلسة

كتابة:
تبعات عدم حضور المدعى عليه الجلسة


تبعات عدم حضور المدعى عليه الجلسة

ما هي الآثار القانونية المترتبة على عدم حضور المدعى عليه جلسات المحاكمة؟

يُعدّ حضور المدّعى عليه جلسات المحاكمة أمام المحكمة بمثابة وسيلة للدفاع عن حقه، والأصل أن يكون حضور المدعي بنفسه أو من يخوله هذا الحق، إذ من خلال حضوره الجلسات يستطيع قاضي المحكمة الاستماع إلى أقواله في الدفاع الذي يقدمه بشأن التهم الموجّهة إليه، فمن دواعي سير العدالة وتحقيق العدل أنه لا يجوز الحكم على شخص ما دون الاستماع إلى أقواله أو دفاعه بشأن التهم المنسوبة إليه[١]، إنّ غياب المدعى عليه عن الجلسة وعدم حضورها وفقًا لأغلب قوانين أصول المحاكمات المدنية يترتّب عليه الكثير من الآثار منها ما يتعلق بإجراءات المحاكمة ومنها ما يتعلق بالإثبات في الدعوى، والتي سنبينها على النحو الآتي: [٢]


تبعات الغياب عن إجراءات المحاكمة

ما هي الحقوق التي يفقدها المدعى عليه في حال تخلفه وغيابه عن حضور جلسات المحاكمة؟

تبدأ الخصومة بقيد الدعوى وتُصبح صالحة للانعقاد أو للمواجهة بعد تبليغ أطرافها والمباشرة بالحضور أمام المحكمة في جلسات المحاكمة، وعليه فإنّ حضور أطراف الدعوى أمر غاية في الأهمية سواء للمدعي أم للمدعى عليه أم من ينوب عنهما قانونًا، ويترتب على غياب المدعى عليه أثناء إجراءات هذه المحاكمة.فقدانه لحقّه في الدفاع عن نفسه ونفي أو تفنيد جميع ما تم توجيهه له من تهم، ويفقد حق الرد عند انعقاد الخصومة[٢]

تبعات الغياب خلال مرحلة المحاكمة

يترتب على الغياب خلال مرحلة المحاكمة أمور مهمة منها: [١]

  • يترتب على غياب المدعى عليه المحاكمة وجاهية حتى وإن غاب المدعى عليه، حيث يتم متابعة إجراءات الخصومة كما لو أن المدعى عليه حاضر الجلسات جميعها، ولا تلتزم المحكمة بتبليغه بالإجراءات المتخذة من قبلها بحقه ويتم إهمال جميع حقوق الدفاع، والسبب في ذلك يعود إلى أن المدعى عليه قصر بحقه والمقصر هو الأولى بخسارة الحقوق.
  • يترتب على غياب المدعى عليه أثناء المحاكمة أيضًا أنّ المحكمة غير ملزمة بالنداء على الخصم الغائب بل تثبّت غيابه بشكل تلقائي بتاريخ سابق للجلسة الجاري النظر فيها بالدعوى المرفوعة أمامها، والتي تتم بحضور الخصوم الذين لم يسبق غيابهم من قبل.
  • يترتب على غياب المدعى عليه وعدم حضوره لأية جلسة من جلسات المحاكمة أمام محكمة الدرجة الأولى عدم سماع دعواه المتقابلة أمام محكمة الاستئناف.


تبعات الغياب عن الإثبات في الدعوى

هل يصح اعتماد قرينة الغياب كسبب رئيس للحكم على المدعى عليه من قبل المحكمة؟

يعد الغياب عن حضور جلسات المحاكمة على الرغم من التبليغ الأصولي للمدعى عليه قرينة قانونية لمصلحة المدعي، حيث تمكن القاضي من الفصل في الدعوى وفق الطلبات الواردة فيها، إذ يمكن أن تتخذ المحكمة من غياب المدعى عليه وسيلة لإجازة المدعي بإثبات دعواه بغير الطرق القانونية المحددة للإثبات، ولكن في جميع الأحوال لا يصح اعتماد قرينة الغياب كسبب رئيس في الحكم على المدعى عليه، خاصة إذا ما حضر فيما بعد وأنكر الدعوى أو ما هو منسوب إليه من تهم ثم تغيب بعد ذلك.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد واصل (2018)، أصول المحاكمات المدنية الجزء الأول، سوريا:الجامعة الافتراضية السورية، صفحة 188. بتصرّف.
  2. ^ أ ب بربارة عبد الرحمن (2009)، شرح قانون الإجراءات المدنية والإدارية (الطبعة 2)، الجزائر:منشورات بغدادي، صفحة 188. بتصرّف.
  3. علي بن محمد بن أحمد أل دهمان (2012)، المعارضة على الحكم الغيابي في نظام المرافعات الشرعية السعودي، الرياض:جامعة نايف للعلوم الأمنية، صفحة 29. بتصرّف.
5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×