محتويات
حق الصلة
تتحقق صلة الرحم بزيارتهم، وتفقّد أحوالهم، وتقديم المساعدة لهم، ونصرتهم، والدعاء لهم، وحسن استقبالهم، وإعلاء شأنهم، وعيادة مرضاهم، وإجابة دعوتهم، وصلة القاطع منهم، وتفريج كرباتهم ومصائبهم، وجزء من ذلك أيضاً يتحقّق عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ كالمراسلة للاطمئنان، والاتصال الهاتفي.[١]
حق الميراث
تعدّدت آراء الفقهاء في حكم توريث ذوي الرحم على قولين:[٢]
- القول الأول: ذهب المالكية والشافعية إلى القول بعدم توريث ذوي الأرحام، فإذا لم يوجد للميت ورثة فإن ماله يوضع في بيت مال المسلمين.
- القول الثاني: ذهب الحنفية إلى القول بتوريث ذوي الأرحام إذا لم يترك الميت أحد من ذوي الفروض أو العصبات.
حق النفقة
ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب الإنفاق على كل ذي رحم فقير لا مال له وغير قادر على الكسب؛[٣] لقول الله -سبحانه تعالى- في كتابه العزيز: (وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ).[٤]
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ابدأْ بنفسك فتصدَّق عليها، فإن فضَل شيءٌ فلأهلِك فإن فضَل شيءٌ عن أهلِك فلذى قرابتِك، فإن فضَل عن ذي قرابتِك شيءٌ فهكذا و هكذا).[٥]
حق الإحسان
أمر الله -سبحانه وتعالى- بالإحسان إلى ذوي الأرحام، ويتحقق ذلك بمودتهم، والوقوف إلى جانبهم بالشدائد والمحن، والدعاء لهم بالخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم.[٦]
حق إصلاح ذات البين
أمر الله -سبحانه وتعالى- بالإصلاح بين الناس في حال وقوع الشقاق والخلاف بينهم، وبثّ الطمأنينة والسكينة في قلوبهم، قال الله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)،[٧] وقد حث النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على إصلاح ذات البين.
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: (ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى. قال: صلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ)،[٨] والحالقة تعني القاطعة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الإصلاح يكون آكد في حال كان بين الأرحام؛ لأنه يقوي مشاعر الإخوة والمحبة بينهم.[٩]
من هم ذوي الأرحام؟
عرّف الفقهاء ذوي الأرحام بأنهم: كل قريبٍ ليس بصاحب فرض ولا عصبة، مثل: الخالة، والعمة، وابن البنت، وبنات الإخوة، وأب الأم، والعصبة هم قرابة الرجل لأبيه، وعصبة الرجل هو الذكر الذي يدلي إلى الميت؛ أي أقرباء الميّت من الذّكور.[١٠]
فضائل صلة الرحم
صلة الرحم من أعظم القُربات والعبادات التي أمر الله -سبحانه وتعالى- بها، ولصلة الرحم فضائل كثيرة تعود على صاحبها بالنفع في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي ذكر لأهم تلك الفضائل:[١١]
- صلة الرحم تجلب صلة الله -تعالى- ومحبّته للواصل
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ حتَّى إذا فَرَغَ منهمْ قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فَذاكِ لَكِ).[١٢]
- صلة الرحم سبب من أسباب دخول الجنة
عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: (جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْنِينِي مِنَ الجَنَّةِ، ويُباعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزَّكاةَ، وتَصِلُ ذا رَحِمِكَ، فَلَمَّا أدْبَرَ، قالَ رَسولُ اللَّهَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: إنْ تَمَسَّكَ بما أُمِرَ به دَخَلَ الجَنَّةَ).[١٣]
- صلة الرحم علامة من علامات الإيمان بالله -تعالى- واليوم الآخر
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).[١٢]
- صلة الرحم سبب في بركة العمر وكثرة الأرزاق
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سرَّهُ أن يُبسَطَ علَيهِ في رزقِهِ، ويُنسَأَ في أثرِهِ، فليَصِلْ رحمَهُ).[١٣]
المراجع
- ↑ محمد الحمد، قطيعة الرحم: المظاهر الأسباب سبل العلاج، صفحة 21.
- ↑ السيد سابق (1977)، فقه السنة (الطبعة 3)، بيروت:دار الكتاب العربي، صفحة 640، جزء 3.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، صفحة 85، جزء 41. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنفال، آية:75
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:28، حديث صحيح.
- ↑ الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 319. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنفال، آية:1
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:2509، صحيح.
- ↑ ماهر الفحل، حرمة المسلم على المسلم، صفحة 82.
- ↑ محمد آل بورنو (2003)، موسوعة القواعد الفقهية (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 172، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد الحمد، قطيعة الرحم: المظاهر الأسباب سبل العلاج، صفحة 24.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6138، صحيح.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2557، صحيح.