القمر
القمر هو جسم فلكي يدور حول الأرض، وهو خامس أكبر أقمار المجموعة الشمسية، ويُعتقد أن القمر تشكّل قبل حوالي 4.51 مليار عام، ولم يكن حينها قد مضى وقت طويل على تكوّن الأرض، والقمر في تناوب متزامن مع حركة الأرض، ويتميز الجانب القريب منه بمرايا مُظلمة تملأ الفراغات بين المرتفعات القشرية التي تملأ القمر، وهو يعد ثاني الأجرام السماوية المرئية بانتظام من سماء الأرض بعد الشمس، وسطحه داكن بالفعل على الرغم من أنّه يبدو ساطعًا للغاية مقارنةً بضوئه في الليل، وينتج عن الجاذبية التي يمتلكها القمر ظاهرة المد والجزر في البحار والمحيطات، وسيتناول هذا المقال توضيح حقيقة الهبوط على سطح القمر.[١]
تكوين القمر
تشكّل القمر منذ أزمنة سحيقة، وقد تم اقتراح العديد من آليات تكوين القمر بما في ذلك انشطاره من قشرة الأرض من خلال قوة الطرد المركزي، ويمكن توضيح الكثير عن تكوين القمر فيما يأتي:[٢]
- الفرضية السائدة هي أن القمر قد تشكّل بسبب تأثير جسم بحجم المريخ، وتسبب في ذلك تأثير المواد والعناصر المختلفة التي كانت تدور في مدار الأرض والتي تراكمت بشكلٍ ما وشكّلت القمر.
- يحتوي الجانب البعيد للقمر على قشرة يبلغ سمكها 50 كيلو متر.
- يُعتقد أن التأثيرات العملاقة للقمر على الأرض كانت شائعة في النظام الشمسي المبكر، وتشير عمليات المحاكاة الحديثة إلى وجود جزء أكبر من القمر مشتق من الأرض الأوّلية بخلاف الأجسام الأخرى في النظام الشمسي الداخلي والتي تحتوي على تراكيز نظيرية مختلفة من الأكسجين وغيره.
- لدى الأرض والقمر تركيبة نظائرية متطابقة تقريبًا، ويمكن تفسير تكوين القمر عن طريق الخلط اللاحق للمادة المتبخرة التي شكلت الاثنين.
- أدى كل ذلك إلى إطلاق الكثير من الطاقة عبر القمر ثم إعادة تراكم المواد المنبعثة في أجزاء مختلفة من القمر، وقد كان للقمر محيط صهارة يُقدّر عُمقها من حوالي 500 كيلو متر إلى 1737 كيلو متر.
حركة القمر
قبل توضيح حقيقة الهبوط على سطح القمر تجدر الإشارة إلى أن دراسة حركة القمر كانت أساسية لزيادة المعرفة ليس فقط بالقمر نفسه ولكن أيضًا حول أساسيات الميكانيكا والفيزياء المتعلقة بالأجرام السماوية، وبينما تبدو النجوم وهي تتحرك غربًا بسبب دوران الأرض اليومي وحركتها السنوية حول الشمس فإن القمر يتحرك ببطء شرقًا ويرتفع لاحقًا كل يوم، وقد كانت التقاويم الصينية تعتمد على التوفيق بين هذه الحركات المتكررة للقمر، وقد استخدم الفيزيائي الإنجليزي إسحاق نيوتن ملاحظاته عن حركة القمر في تطوير نظريته عن الجاذبية في أواخر القرن السابع عشر، واستطاع إظهار دور بعض آثار الجاذبية الشمسية في تعطيل حركة القمر، وبحلول القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت الدراسة الرياضية لحركات القمر المدارية والدورانية تتقدم وتتطور بشكل كبير، وفي العصور الحديثة تم استخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة لعلم الفلك لقياس حركة القمر بما ساعد العلماء في قياس التغيرات في سرعة القمر الناتجة عن تبادل زخم المد والجزر الأرضي، وأدى ذلك إلى تحسين المعرفة الجيوفيزيائية بالقمر وبحركته.[٣]
حقيقة الهبوط على سطح القمر
لتوضيح حقيقة الهبوط على سطح القمر تجدر الإشارة إلى أن مشروع أبوللو للسفر إلى القمر يعد من أشهر المشروعات الفضائية التي يتداول الكثير من الناس الحديث عنها والشكوك حولها بنفس الوقت، وتجدر الإشارة إلى أن مشروع ضخم بحجم أبولو كان يتطلب أعدادًا كبيرة من المهندسين ورواد الفضاء، ولم يكن يتم تمرير أي أمر في مشروع أبوللو إلى المرحلة التالية من التطوير حتى يتم الموافقة عليه من قِبل هؤلاء المهندسين ويتم اعتماده لاكتمال مراحل الوصول إلى القمر، ورغم التشكيك بين حين وآخر في حقيقة الهبوط على سطح القمر إلا أن ذلك يتعارض مع كل هؤلاء الآلاف من المهندسين الذين أسهموا في مشروع أبوللو وغيره، فلو كان الأمر مجرد خدعة كان يتعين عليهم جميعًا أن يكونوا سريين، لقد كان هناك ما يقرب من نصف مليون شخص يعملون في مشروع أبوللو وهؤلاء بمثابة حجر الزاوية في أي حديث علمي جاد عن حقيقة الهبوط على سطح القمر، وفي حقيقة الأمر أن تطوير أول مركبات استكشاف القمر كان في الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي.[٤]
لتوضيح المزيد عن حقيقة الهبوط على سطح القمر تجدر الإشارة إلى أن لونا 1 هي أول مركبة فضائية هربت من جاذبية الأرض كانت في يناير 1959، ويعد هذا إنجازًا ضخمًا على الرغم من أن لونا 1 لم تصل إلى سطح القمر كما كان مُتوقعًا، وفي وقت لاحق من عام 1959 أصبحت لونا 2 هي أول مركبة فضاء تهبط على سطح القمر، وفي عام 1966 تغلبت المركبة الفضائية السوفيتيية لونا 9 على العقبات الطبوغرافية للقمر وأصبحت أول مركبة تهبط بأمان على سطح القمر، وفي سنوات 1966- 1968 هبطت مركبة فضائية تابعة لناسا على سطح القمر، وقد حملت شركة سيرفيور كاميرات لاستكشاف التضاريس السطحية للقمر وأخذ عيّنات من التربة التي حللت خصائص الصخور والتربة القمرية، وفي عامي 1966 و 1967 أطلقت ناسا خمس بعثات فضائية تدور حول القمر وصوّرت هذه البعثات حوالي 99 % من سطح القمر وقدمت صورًا لمواقع هبوط محتملة على سطح القمر، وهذه إجمالًا هي حقيقة الهبوط على سطح القمر.[٥]
حقيقة الحياة على القمر
بعد توضيح حقيقة الهبوط على سطح القمر ينبغي توضيح أنه لا يوجد حياة على سطح القمر لأنه لا يمكن للقمر توفير الظروف الأساسية لتطور الحياة، وعلى الرغم من أن بعض العناصر الموجودة على القمر هي نفسها على الأرض إلا أن الاختلاف في التكوين يعني أن القمر لا يمكن أن يكون له مناخ لأنه غير نشط من الناحية الجيولوجية، وبدون إطلاق أو إنتاج الغازات في أي كوكب أو جُرم سماوي فإن الغلاف الجوي لن يكون قادرًا على التكوّن، ولكي يتم إطلاق جزيء في فراغ القمر يجب أن تتجاوز سرعة القمر سرعته الحقيقية، وعندما تُطلق الشمس هذه الجزيئات فإنها تنشطها، وإذا كانت تلك الجزيئات تتحرك بسرعة كافية للتغلب على شد الجاذبية فإنها ستهرب، وفي حالة قمر الأرض يتم تنشيط أي جزيئات ضوئية موجودة بواسطة الشمس مما يجعل تلك الجزيئات تهرب إلى فراغ الفضاء مما يجعل تكوين المناخ في القمر شبه مستحيل.[٦]
ومع ذلك توجد بعض الجزيئات الثقيلة على سطح القمر وتُشكّل ما يعرف باسم الغلاف الخارجي، وهي منخفضة للغاية في الكثافة، لكن بدون وجود الغلاف الجوي لا توجد فرصة لتكوين جزيئات أكثر تعقيدًا، وعندما يستكشف علماء الفلك الكواكب الخارجية والأقمار البعيدة فإنهم يبحثون في المقام الأول عن علامات وجود الماء، وفهم البشر للحياة على الأرض ينطلق من اعتبار أن الماء كان جزءًا لا يتجزأ من تطور الحياة، لكن استنادًا إلى تاريخ تكوين القمر وافتقاره إلى الغلاف الجوي وتصنيفه على أنه صخرة ميتة فلا توجد طريقة ممكنة لتطور الحياة وازدهارها على سطح القمر وهذا ما وصل إليه الكثير من العلماء حتى الآن على الأقل.[٦]
المراجع
- ↑ "Moon", en.wikipedia.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ "Moon", www.wikiwand.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ "Moon", www.britannica.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ "Did man really land on the moon?", www.quora.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ "A brief history of moon exploration", www.nationalgeographic.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Is there life on the moon?", www.quora.com, Retrieved 24-12-2019. Edited.