محتويات
هل لماء المطر فوائد صحية؟
تلجأ بعض البلدان الموجودة في قارتي أفريقيا وآسيا إلى استخدام ماء المطر لغرض الشرب، إذْ تُجمع هذه المياه في الآبار والخزانات لاستخدامها لاحقًا، وفي هذا السياق، وُجد أنّ ماء المطر يعدّ من أكثر المياه أمانًا ونقاءً إذا ما جُمع ورُشِّح بالشكل الصحيح، إلّا أنّه يفتقر للعديد من المعادن المهمة للجسم التي يجب إضافتها للماء في حالة اعتماده للشرب.[١] وعمومًا، يوجد اعتقاد بأنَّ لمياه الأمطار عدد من الفوائد الصحية للجسم، ومنها:
معادلة حموضة الدم
يُعتقد بأنّ الماء القلوي مفيد للصحة؛ إذ أنّه يساهم في التحسين من وظائف الجهاز الهضمي، والتخلص من سموم الجسم التي تتسبب في ارتفاع حموضة الدم، لذلك قد يساهم شرب ماء المطر القلوي في معادلة PH الدم وإعادته لمستوياته الطبيعية التي تضمن عمل وظائف الجسم على أكمل وجه.[١]
ماء للشرب يخلو من الكلور والفلورايد
تتم إضافة مادتيّ الكلور والفلورايد لمياه الشرب الصحية قبل ضخها للأفراد في المجتمع، خاصةً وأنَّ الكلور منخفض التكلفة وتتمكن الدول النامية من تحمل أعباء استخدامه بهدف تعقيم مياه الشرب، إذْ يُمكن تمييز احتواء الماء على الكلور من رائحته القوية التي تدل على وجوده بكميات كبيرة.[١]
ولكن للأسف لا يُعد الكلور أو الفلور من المعادن الصحية والتي من الآمن استهلاكها على نحوٍ مُطلق، وذلك لما قد تُسببه من آثار جانبية في الجسم، مثل التهاب المعدة، وربما الصداع، وتلف في الأعضاء الداخلية للجسم، لذلك يعتبر شرب ماء المطر النقي الخالي من هذه المعادن صحيًا أكثر من المياه التي يتم ضخها إلى المنازل.[١]
يحمل خصائص مضادة للسرطان
بسبب قلوية ماء المطر، ربما يساهم في معادلة حموضة الدم لدى مرضى السرطان، والتخلص من الخلايا السرطانية ومحاربة السموم وتأثير الجذور الحرة في الجسم، إذ يمكن اعتباره من مضادات للأكسدة، لذلك يُنصح مرضى السرطان بشرب ماء المطر بكميات كبيرة، أو شرب مياه الينابيع في حال لم تتوفر مياه الأمطار في المنطقة المقيم بها المصاب، مع الحرص على استشارة الطبيب المختصّ قبل القيام بذلك، والتأكد من مصادر شرب مياه المطر.[١]
ومع ذلك، لا يوجد أدلة علمية حتى الآن تُبت فعالية شرب المياه القلوية للوقاية من السرطان وعلاجه، خاصةً وأنَّ الأطعمة والمشروبات ذات تأثير ضئيل على درجة حموضة (PH) الدم.[٢]
تخفيف بعض مشاكل المعدة
وفقًا لطب الأيورفيدا الشائع لدى دولة الهند يُنصح بأخذ 2-3 ملعقة يوميًا من ماء المطر النقي للتخلص من مشاكل المعدة، إذ يوجد اعتقاد بأنّ شربهِ صباحًا على معدة فارغة قد يُساهم في تهدئة الغشاء المخاطي المبطّن للمعدة، ومعادلة حموضتها، وهو ما قد يساعد على علاج مشاكل المعدة.[١]
تعزيز قوة الشعر
يحتاج الشعر لماء نظيف ومعتدل الحموضة حتى ينمو بالشكل السليم والصحي، إذْ يتسبب الماء الحمضي في تكسر بصيلات الشعر وإلحاق الضرر بمادة الكيراتين المكوّنه له وظهور الشعر رقيقًا ومتقصِّفًا، لذلك فإنّ غسل الشعر بماء المطر القلوي قد يزيد من قوة الشعر وحيويته.[١]
تعزيز صحة الجلد
يُنصح بأخذ حمام أسفل ماء المطر بعد يوم مرهق وشاق، فلا تقتصر فائدة هذا الفعل على المساعدة في تهدئة المزاج والابتهاج فقط، بل تهدئة البشرة أيضًا؛ إذ يوجد اعتقاد بأنّ ماء المطر القاعدي قد يساهم في الحفاظ على ترطيب البشرة لفترة أطول ممَّا يجعلها تتمتع بصحة ومرونة أكثر، وظهور الجلد ناعمًا وحيويًّا ومشرقًا.[١]
المساعدة على منع حب الشباب والدمامل
يمكن أيضًا للاستحمام بماء المطر أن يعالج البشرة بطريقة أخرى، فقد تساعد طبيعة ماء المطر القاعدية على تهدئة البشرة المرهقة والملتهبة، مما يساهم في تعقيمها والتقليل من نمو حب الشباب المزعج أو حتى الدمامل.[١]
هل فوائد ماء المطر السابقة مثبتة علميًا بالقدر الكافي؟
ومع ذلك، يفتقر كل ما سبق للأدلة العلمية القوية والكافية لإثباته، حيث لا يمكن تغيير النظام الحمضي للجسم عن طريق الشرب أو الأكل لما يحتويه الجسم من نظام صارم يحافظ على درجة الحموضة لديه، وبالنسبة لخصائص تحسين الهضم ونعومة البشرة فهذه خصائص للماء النظيف بشكل عام.[٣]
محاذير وأضرار شرب ماء المطر
يُعد جمع ماء المطر من أروع الطرق التي يمكن من خلالها تجنب نضوب الموارد المائية، حيث يمكن استخدامه لأغراضٍ عديدة؛ كري الأشجار، والاستحمام، والتنظيف، وحتى الشرب، ولكن يجب الانتباه إلى ضرورة جمع الماء بالشكل السليم، واستخدامه فقط في حال تناسبت جودة الماء مع الغرض المستخدم له، فبالرغم من فوائد ماء المطر السابقة، إلّا أنّ محاذير وأضرار استخدامه للشرب في حالة عدم تنقيته بالشكل الكافي متعدّدة، ومن أهمها:[٤]
- احتمالية اختلاط مياه الأمطار مع الغبار والدخان وجزيئات الهواء الملوثة أثناء هطوله، وقبل وصوله الخزان الذي يُجمع فيه.
- تلوث مياه المطر بمواد سامة، كالأسبست، النحاس، والرصاص، وذلك أثناء عبوره المزاريب والأنابيب، أو تخزينه في الخزانات.
- احتواء بعض مياه الأمطار على ملوثات حية من بكتيريا، أو فطريات، أو فيروسات، تُساهم في تفشي الأمراض بين مستخدميها.
- إمكانية احتواء ماء المطر على ملوثات عديدة عند تجميعه على أسطح المباني؛ كبراز الطيور على سبيل الذكر لا الحصر.
نصائح لتحسين سلامة ماء المطر
يجب التنبيه إلى أنّ بعض الدول تضع قيود قانونية تتعلق بتجميع ماء المطر، لذلك يُنصح باتباع قوانين البلد حول الكمية المسموح تجميعها من هذه المياه، والطريقة المتبعة في ذلك، كما قد تؤثر عوامل عديدة على سلامة ماء المطر، مثل:[٣]
- المنطقة الجغرافية.
- مدى تلوث الماء.
- الأدوات والسبل المستخدمة لتجميع الماء، تخزينه، ومعالجته.
وبشكلٍ عام، يجب اتباع بعض الخطوات بعد تجميع ماء المطر للتأكد من سلامته قبل البدء باستخدامه لغرض الشرب أو لأغراضٍ أخرى، وفيما يأتي أبرز هذه النصائح:[٣]
- غلي الماء؛ والذي بدوره يقضي على أنواع محددة من الفيروسات، والبكتيريا، والطفيليات.
- اتباع طريقة المعالجة الكيميائية للتخلص من باقي الملوثات الحية في الماء.
- إمكانية استخدام نظام التنقية بالفلتر للتخلص من المعادن الثقيلة.
- تصفية ماء المطر وتعقيمه واختباره بانتظام في حال تجميعه لغرض الشرب، ويكون ذلك تبعًا لتوصيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
- تجنب استخدام الماء المجمع للشرب في حال عدم القدرة على تنقيته بالشكل الأمثل، واستخدامه للزراعة أو غسيل الملابس، أو حتى للاستحمام بدلًا من ذلك.
ملخص المقال
توجد العديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من ماء المطر ولكنها تفتقر للأدلة العلمية التي تُثبت صحتها، وبكل الأحوال، يجب الاهتمام بتنقية مياه الأمطار وتعقيمها قبل الشرب بناءً على توصيات مراكز مكافحة الأمراض واتقاءها، إذْ توجد العديد من الأضرار الصحية التي قد تنجم عن شرب مياه الأمطار التي لم تخضع للتنقية والتعقيم بالشكل الأمثل، والتي يُنصح في هذه الحالة باستغلالها لأغراضٍ أُخرى غير الشرب.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Health Benefits of Drinking Rainwater", livinginwellbeing, Retrieved 19/6/2021. Edited.
- ↑ "Can Alkaline Water Treat Cancer?", healthline, Retrieved 29/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Can You Drink Rainwater, and Should You?", healthline, Retrieved 19/6/2021. Edited.
- ↑ "Rainwater Collection", cdc, Retrieved 19/6/2021. Edited.