حكايات من التراث

كتابة:
حكايات من التراث

قصة جحا والمُهر

في يومٍ من الأيام كان جحا يسير في طريقٍ طويلٍ ومُشمس، وعندما تعب توجه للجلوس أسفل شجرةٍ ليستظل بها، وتمنى لو أنه كان يملك حمارًا ليركبه، ويريحه من تعب الطرق، وفجأة مر من جانبه فارسٌ وبيده سوط ومعه مهرٌ صغير يبدو عليه متعبًا، وعندما رأى جحا طلب منه أن يقوم، ويحمل المهر على الظهر ليريحه، ولكن جحا رفض ذلك، فقام الفارس وضربه ضربًا مبرحًا بالسوط، ومن الخوف حمل جحا المهر وركض به حتى وصل المدينة في أقل وقتٍ ممكن، ووقع على وجهه، وقال: يا رب تمنيت أن يكون لدى حمارٌ أركبه عندما أتعب، ولكنك أرسلت لي حمارًا يركبني![١]

قصة الحصان القوي

في إحدى الجلسات كان جحا جالسًا مع أناسٍ يقصون الحكايات عن فروسيتهم وبطولاتهم في القدم، وأرد جحا تقليدهم وأن يريهم أنه كان بطلًا وشجاعًا مثلهم، فبدأ يقص عليهم قصة حصانٍ لا يستطيع أن يركبه أحد، حيث أخبرهم كيف أن أشجع الشجعان في قريته لم يستطع الاقتراب منه، وبطلٌ مغواٌر هجم على الحصان وقفز على ظهره فأوقعه الحصان أرضًا، وبدأ يسرد عدد شجعان القرية، وكيف كان يهزمهم الحصان ويوقعهم أرضًا دون أن يتمكن منه أحد.

عندما أرد أن يقص عليهم كيف تمكن من ركوب الحصان وهزيمتها، فأخذ يخبرهم كيف أنه رفع ثيابه، وأمسك الحصان من عرفه وقفز فوقه، حتى دخل صديق جحا فجأةً؛ مما جعل جحا يُغيّر مسار الحكاية على الفور، ويقول لهم ولكنني لم أستطع أن أركبه أنا أيضًا.[٢]

قصة جحا والذهب

في يومٍ من الأيام باع جحا حماره في السوق مقابل مبلغٍ كبيرٍ من الذهب وخوفًا من أن تأخذ زوجته الذهب وتصرفه من غير تفكير، بدأ بالبحث عن مكانٍ يخفي فيه الذهب بعيدًا عن يد زوجته، وبعد طول تفكيرٍ وتخطيط خطر على بال جحا مكانٌ لن تستطيع زوجته اكتشافه فتوجه إلى الصحراء، ودفن الذهب في الرمل أسفل غيمة، معتبرها إشارةً لمخبأ الذهب، وترك جحا الذهب في ذلك المكان، وعاد لمنزله مسرعًا وواثقًا بذكائه، وبعد أسبوع عاد لكي يُحضر الذهب، فبحث عنه وعن الغيمة طويلًا ولكن لم يجدها، فقد اختفت الغيمة واختفى مكان مخبأ الذهب.[٣]

قصة جحا وبائع اللبن الغشاش

في كلّ مرةٍ يبتاع فيها جحا اللبن يجده مغشوشًا بالماء، وفي يومٍ من الأيام عزم أن يذهب إلى السوق، ويشتري اللبن دون أن يستطيع الباعة غشه، وفي هذه المرة أخذ جحا معه وعاءين فارغين، وتوجه لبائع اللبن، وطلب منه أن يملأ اللبن في وعاء، وقال للبائع عندما استغرب من حمل جحا وعاءين وهو يريد تعبئة وعاءٍ، هذان الوعاءان لكي تضع اللبن في وعاء، والماء الذي ستغش به اللبن في الوعاء الآخر.[٤]

المراجع

  1. منصور علي عرابي، حكايات جحا والحمار، صفحة 3. بتصرّف.
  2. منصور علي عرابي، حكايات جحا والحمار، صفحة 8. بتصرّف.
  3. مولاي بن عبد الدايم بن أنداه، موسوعة القصص والأقوال المأثورة، صفحة 167. بتصرّف.
  4. سعد رفعت، نكت في نكت، صفحة 34. بتصرّف.
5353 مشاهدة
للأعلى للسفل
×