حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة للأطفال

كتابة:
حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة للأطفال

حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة للأطفال

حكايات ألف ليلة وليلة قصصٌ كثيرة روتها شهرزاد لزوجها شهريار وهي قصص وحكايات شعبية قديمة، جُمِعت وتُرجت إلى لغات كثيرة، وفي هذه اليوم سيتمّ سرد حكاية التاجر مع العفريت من حكايات ألف ليلة وليلة.

كان ياما كان في قديم الزمان، كان هناك تاجر من أفضل وأثرى التجار، وفي يوم من الأيام خرج هذا التاجر مسافرًا إلى بلد من البلدان المجاورة، وبينما هو في الطريق إذ التقى في طريقه بعفريت أو جنِّي، واتهمَ العفريت التاجر أنَّه قتل ابنه وحكم على التاجر بالموت، فما كان من التاجر إلَّا أن طلب من العفريت أن يمهله عامًا كاملًا قبل أن يقتله؛ ليودع أهله ويفي دينه،  وبعد عام رجع التاجر إلى العفريت وهو يبكي ويرتعد لأنه ذاهب إلى الموت بدميه، فينما هو في الطريق قابله ثلاثة شيوخ وسألوه عن سبب بكائه وحزنه الشديد، فروى للشيوخ قصته، فقرر الشيوخ الثلاثة أن يذهبوا مع التاجر ويطلبوا من العفريت أن يعفوَ عن التاجر مقابل أن يسرد كلُّ شيخ من الشيوخ الثلاثة قصة للعفريت ليعفو عن التاجر المسكين.

وبالفعل ذهب الشيوخ الثلاثة وقابلوا العفريت وطلبوا منه العفو عن التاجر مقابل أن يحكوا له ثلاث حكايات، وقبل العفريت، فبدأ الشيخ الأول بالحديث فقال: سأحكي لك أيّها العفريت قصتي مع الغزالة التي كانت زوجتي وابنة عمي التي بقيت معها ثلاثين عامًا ولم أنجب منها أيّ ولدٍ أبدًا، فقررت أن أتزوج لأنجب ولدًا فتزوجت وأنجبت ولدًا في غاية الجمال، وكبر حتَّى أصبح عمره خمسة عشر عامًا، فقررت أن أخرج في سفر وكانت زوجتي الأولى قد تعلَّمت السحر، فسحرت ابني الوحيد وحولته إلى عجل وسحرت أمه أيضًا وحولتها إلى بقرة وباعتها إلى راعي البقر، وعندما رجعت من السفر وسألت عن باني قالت زوجتي الأولى إنَّ زوجتي الثانية ماتت وابني هرب، وبعد مرور عام كامل في الحزن والكمد ذهبت إلى أحد الأشخاص لأشتري بقرة لأضحي بها في عيد الأضحى فاشتريت بقرة وإذ هي زوجتي التي حولتها زوجتي الأولى إلى بقرة وأنا لا أعلم.

وجاء الشيخ الثاني فقال: سأحكي لك قصتي مع أخوي الكلبتين، فقد كنت أعمل مع أخي في التجارة ونقتسم الربح على ثلاثة بيننا، ثم وبعد مدة تحسنت تجارتي وأصبحت ذا مال وأُكرمتُ بزوجة تحبُّني جدًّا، فأصابت الغيرة والحسد قلب أخوي وقررا قتلي ورميي في البحر، فأخذاني وألقيا بي في البحر ولكنَّ زوجتي التي كانت جنيَّة وأنا لا أعلم أنقذتني وحوَّلت أخوي إلى كلبتين عقابًا لهما على فعلتهما. أمَّا الشيخ الثالث فقال: لقد كان لي زوجة من العفاريت سحرتني وحولتني إلى كلب بعد أن علمت أ،ي قد خنتها، وبينما أنا كلب آكل العظام من عند الجزار رأتني ابنتي التي تعلَّمت السحر وعرفت أني والدها فأبطلت مفعول السحر وأرجعتني إلى طبيعتي وذهبت إلى زوجتي وحوَّلتها إلى بغلة، فما كان من العفريت إلَّا أن تعجب من حكايات الشيوخ الثلاثة وعفا عن التاجر وأطلق سراحه من جديد، فهنَّأ الشيوخ التاجر بالسلامة وشكرهم شكرًا كبيرًا.

ولعلَّ أكثر ما يُستفاد من هذه القصة هو حبُّ الخير للناس ومساعدتهم في أمور حياتهم؛ لأنَّ من يساعد الناس في وقت ضيقهم يهيئ له الله من يساعده في ضيقه.

3604 مشاهدة
للأعلى للسفل
×