محتويات
حكم إخراج زكاة الفطر من غير الطعام
إخراج القيمة بدلًا من الطعام
كان الصحابة -رضي الله عنهم- يخرجون زكاة الفطر من القمح أو الشعير أو الزبيب أو الأقط -وهو لبن مجفف-، يقول أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن أقِطٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ).[١] وللعلماء في مسألة إخراج زكاة الفطر غير الطعام قولان وبيانهما ما يأتي:
- القول الأول
عدم جواز إخراج زكاة الفطر إلا من الطعام وهو مذهب الجمهور، فمن أعطى القيمة لم تجزئ، لأنَّ الحديث نصَّ على التمر والشعير، وهي نص في القوت، فإذا عدل عن ذلك فقد ترك المفروض.[٢]
- القول الثاني
جواز إخراج القيمة في الزكاة وهو مذهب الحنفية، وقول الأوزاعي والثوري وعمر بن عبد العزيز والحسن البصري،[٣] واختاره البخاري في صحيحه، فقال: "باب العَرَض في الزكاة"،[٤] ومن الأدلة على جواز إخراج القيمة: أنَّ معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال لأهل اليمن حين بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأخذ زكاتهم:[٥]
(ائتوني بعرض ثياب خميص، أو لبيس في الصدقة، مكان الشعير والذرة أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-)،[٦]
وقد رجَّح الدكتور وهبة الزحيلي رأي الحنفية؛ لأنَّ القصد من الزكاة سدِّ حاجة الفقير، والفقير يرغب في القيمة أكثر من رغبته في القمح والشعير، لأنَّه يستطيع أن يشتري بالمال ما يريد، لكنَّه لا يستطيع أن يشتري بالقمح والشعير اليوم شيئًا.[٧]
وفي الأخذ بهذا الرأي مساعدة حقيقية للفقير، فقد يحتاج الفقير إلى المال لشراء دواء أو لباس لأطفاله، فإعطاء الفقير المال في زكاة الفطر أنفع له وأرفق لحاله.
الحكمة من زكاة الفطر
فرض الإسلام زكاة الفطر على الذكر والأنثى والصغير والكبير، ومن يصوم رمضان ومن يعجز عن صيامه، وعلى الغني والفقير الذي يجد زائدًا عن قوته وقوت عياله ليلة العيد ويومه، فكما تساوى الفقير مع الغني في الجوع والحرمان، يتساوى الغني مع الفقير في البذل والإحسان، وإنَّ لزكاة الفطر حِكَماً عديدة، أهمها ما يأتي:[٨]
- تطهير للصائم من اللغو والرفث إذا وقع منه.
- توسعة على الفقراء والمساكين، وإدخال السرور عليهم، وفي الحديث: (فرض رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- زكاةَ الفِطرِ طُهرةً للصَّائمِ من اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمساكينِ).[٩]
- زكاة للبدن حيث أنعم الله عليه بالبقاء حتى أدرك رمضان، وشكر لله -تعالى- على العافية والنعم الكثيرة.
- شكر لله -تعالى- أن بلَّغه رمضان لينال من بركاته وخيراته.
- تعويد النفس على البذل والإنفاق.
مقدار الفطرة
جاء في الحديث تحديد مقدار زكاة الفطر: (فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى كُلِّ حُرٍّ، أوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ)،[١٠] والصاع يساوي أربع حفنات، وهذه الحفنات الأربع تساوي بالوزن (2400) غراماً تقريباً.[١١]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1506، صحيح.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1938. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 283. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، صفحة 525.
- ↑ وزارة الأوقاف الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 283. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في النكت على نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، عن طاووس بن كيسان اليماني، الصفحة أو الرقم:331، الإسناد صحيح إلى طاووس لكنه منقطع لأن طاووس لم يسمع من معاذ.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1939. بتصرّف.
- ↑ سعيد وهب القحطاني، زكاة الفطر، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:264، حسن كما قال في المقدمة.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1504، صحيح.
- ↑ مصطفى البغا، مصطفى الخن، علي الشربجي، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 230. بتصرّف.