محتويات
حكم استخدام المغذي في نهار رمضان
اعتمد مجمع الفقه الإسلامي القول بأن استعمال المغذي من المفطرات بعد مناقشة مجموعة من الأبحاث العلمية الخاصة بهذا الموضوع،[١] ومن المرجّحات التي تدعم هذا القول ما يأتي:[٢]
- تمد حقن التغذية الجسم بالطاقة وبالمواد الغذائية اللازمة
إذْ يستغني الجسم بها عن الطعام والشراب لمدة زمنية طويلة؛ لذلك فلا فرق بينها وبين الطعام والشراب، والمعنى الذي من أجله كان الطعام والشراب من المفطرات موجود في هذه الحقن الغذائية، والشرع لا يفرّق بين المتماثلات؛ فلا معنى لإباحة تناول الغذاء عن طريق هذه الحقن للصائم، وفي الوقت نفسه يمنع من تناول الغذاء عن طريق الفم.
- تعليق الفطر بما يدخل الجوف فقط أمر غير منصوص عليه من قبل الشرع
وإنما هو اجتهاد من الفقهاء في عصر سابق كان ما يدخل إلى الجوف من الفم هو الطريق الوحيد لتناول الغذاء فيه.
- ما توصّل له العلم
توصل العلم في العصر الحديث إلى طرق أخرى لتوصيل الغذاء إلى الجسم من غير الفم والمعدة، وبما أن العبرة في الصوم الامتناع عن الغذاء تحقيقا لركن الصوم ومقصده؛ فالواجب القول بأن تغذية الجسم بأي طريقة مفسد للصيام بقطع النظر عن وصول الغذاء إلى المعدة أو عدم وصوله.
- هناك فرق بين المراهم والمغذّيات
فرق بين استفادة الجسم بالتبرد بسبب الاغتسال أو استعمال المراهم الجلدية وبين الحقن الغذائية، حيث تدخل هذه المواد -أي المراهم أو التبرد بالماء- إلى الجسم عن طريق مسام الجلد، فالجسم لا يحصل على المواد الغذائية بمجرد الاغتسال ولا المراهم الجلدية خلافاً للحقن التغذوية.
وبناء على ذلك ذهب أكثر الفقهاء المعاصرين[٣]إلى أن هذا المغذي يفسد الصيام،[٣] وهو الحكم الذي ذهب إليه مجمع الفقه الإسلامي،[١] وذهب فقهاء آخرون منهم الشيخ محمد بخيت المطيعي والشيخ محمود شلتوت والشيخ سيد سابق والشيخ يوسف القرضاوي إلى أنها لا تفطر،[٤] لكن الشيخ القرضاوي أفتى بعدم أخذ المغذي في نهار رمضان احتياطاً للصوم.[٥]
تعريف المغذّي
المغذّي هو إيصال المواد الغذائية التي يحتاج إليها المريض عن طريق حقنة في الوريد، فيتقوى الجسم بهذه المواد الغذائية من خلال حقنها في الدم مباشرة دون المرور بالمعدة.[٦]
الأدلة على حكم استعمال المغذّي في نهار رمضان
إن استعمال المغذي من الأمور المستجدّة، وقد استنبط كل فريق من العلماء أدلة على ما ذهب إليه، وهذه أهمها:
- دليل من ذهب إلى أنّه مفطر
استدل الفقهاء المعاصرون على عدّ استعمال المغذّي من المفطرات إذ إن الحقن المغذية تعدّ بديلاً للأكل والشرب، فالجسم يحصل على كفايته من الغذاء بوساطتها، فيستغني عن الطعام والشراب، فالامتناع عن حقن الغذاء هو امتناع عن الغذاء، وهذه حقيقة الصوم.[٣]
- دليل من ذهب إلى أنّه ليس من المفطّرات
استدل من قال بأن المغذّي ليس مفطراً بأن هذا الغذاء لا يصل إلى المعدة ولا يُشعر الإنسان بالشبع والري، والمقصود من الصيام حرمان الجسم من شهوة البطن كي يشعر بالجوع والعطش.[٥]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة مؤلفين، مجلة الفقه الإسلامي، صفحة 913. بتصرّف.
- ↑ عبد الرزاق الكندي، المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة، صفحة 286. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبد الرزاق الكندي، المفطرات الطبية المعاصرة داسة فقهية طبية مقارنة، صفحة 282. بتصرّف.
- ↑ عبد الرزاق الكندي، المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة، صفحة 283. بتصرّف.
- ^ أ ب يوسف القرضاوي (25/4/2021)، "حكم الاكتحال وأخذ الحق والدواء أثناء الصوم"، موقع سماحة الشيخ يوسف القرضاوي، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "التغذية بالحقن"، كلنا معا، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.