حكم استخدام صابون حليب الحمار

كتابة:
حكم استخدام صابون حليب الحمار

حكم استخدام صابون حليب الحمار

من قال بالتحريم

يستند العلماء في تحريمهم استخدام الصابون المنتج بحليب الحمار إلى رأي جمهور الفقهاء في حرمة أكل لحم الحمار، ويستدلون على ذلك بما صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ ورَسوله يَنْهَيَانِكُمْ عن لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ، فإنَّهَا رِجْسٌ)،[١]إذ يدل الحديث على نجاسة لحوم الحمير، وحليب الحمير يأخذ حكم لحمها.[٢]

إذ لم يفرق أحدٌ من العلماء بين لحم الحمير وألبانها في الحُرمة، فيكون بذلكَ استخدامه في أي منتج كان محرمٌ شرعاً،[٢]كما أنّ الحمير المقصودة هنا هي الحمير الأهلية الّتي يركبها الناس، ويخرج منها الحمر الوحشية، فهي مباحة اللحم ويدخل فيه اللبن.

وقدّ صحّ عن الصحابي الصعب بن جثامة الليثي -رضي الله عنه- أنّه أهدى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حماراً وحشياً، وهو بالأبواء (أو بودان) -وهما منطقتان بين مكة والمدينة-، فرده عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما في وجه الصحابي، قال له: (إنا لم نرده عليك، إلّا أنّا حُرُم).[٣]

والمعنى أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفضه لأنّه كان مُحرِماً لا لأنّه حراماً لذاته، [4] يُستثنى من التحريم إذا كان استخدامه للتداوي، حيث لم يوجد له بديل، وذلك لأن التداوي بما ينطوي على نجاسة بطريقة أو بأخرى مباحٌ للحاجة والضرورة.[٤]

من قال بالإباحة

ظهر في الفقه الإسلامي مصطلح يضبط إمكانية استعمال النجاسات في صنع الأدوية والمنتجات المختلفة، وهو ما يعرف بعملية الاستحالة، والاستحالة هي عملية يتغير معها الشيء إلى شيء آخر، فتتغير معها صفاتها الأصلية، أمّا علمياً فهي عمل تفاعلاتٍ كيميائية لتحويل مركب المادة من شيء لآخر.[٥]

بالتالي ينقلب الشيء من نجس محرم إلى طاهر مباح، والضابط في ذلك أن تذوب المادة فيما يوضع عليها من مواد فلا يبقى من لونها أو رائحتها أو قوامها شيئا، وعليه يكون استخدام الصابون المصنوع من حليب الحمار مباح،[٦]وهذا ما ذهبت إليه دائرة الإفتاء الأردنية.[٧]

منتجات أخرى تغير حكمها بفعل الاستحالة

الاستحالة كما مر سابقاً هي تغيير عينُ الشيءِ إلى عينٍ أخرى بفعل التفاعلات الكيميائية الّتي تقلب المواد النجسة إلى موادٍ جديدة طاهرة وبالتالي مباحة، ونذكر من هذه الأشياء المنقلبة بالاستحالة ما يأتي:[٨]

  • الجيلاتين

يتكون الجيلاتين في الغالب استحالة عظام الحيوانات النجسة أو جلدها، فيصبح بها طاهراً ومباحاً للأكل.

  • الصابون

الناتج من استحالة شحوم الحيوانات؛ كالخنازير، أو الحمير، أو الميتة، فيكون استعماله بها جائزاً.

  • المراهم والكريمات ومواد التجميل

التي قد يكون دخل في تركيبها شيء من شحوم الحيوانات النجسة، فيجوز استعمالها إذا انقلب عينها تماماً وتغيرت أوصافها بفعل الاستحالة.

  • الأجبان

التي تنعقد بفعل لإنفحة ميتةِ الحيوانات الطاهرة مأكولة اللحم، فتصبح بالاستحالة مباحة للأكل.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1940، صحيح.
  2. ^ أ ب الجصاص، شرح مختصر الطحاوي، صفحة 535. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن الصعب بن جثامة الليثي، الصفحة أو الرقم:1193، صحيح.
  4. الخطيب الشربيني، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، صفحة 518. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، موسوعة صناعة الحلال، صفحة 465. بتصرّف.
  6. خالد المشيقح، فقه النوازل في العبادات، صفحة 30-31. بتصرّف.
  7. لجنة الإفتاء (23-3-2021)، "حكم استخدام حليب الحمار في تصنيع مادة الصابون"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2022. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، موسوعة صناعة الحلال، صفحة 470-471. بتصرّف.
4841 مشاهدة
للأعلى للسفل
×