حكم الأضحية

كتابة:
حكم الأضحية

حكم الأضحية

يتساءل كثيرون عن حكم الأضحية، إذ إنّ البعض يعتقد أن حكم الأصحية فرض، بينما يعتقد البعض أن حكم الأضحية سُنّة، لكن في الحقيقة إنّ حكم الأضحية سُنّة مؤكدة، حيث تُشرع للمرأة والرجل، كما تُجزئ عن المرأة وأهل بيتها والرجل وأهل بيته، إذ إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يُضحّي في كل عام بكبشين أقرنين أملحين أحدهما عن أهل بيته وعنه، والثاني عمن لم يجد من أمته.[١]

ومن السنّة أن يأكل المضحي من أضحيته، وأن يُهدي للجيران والأقارب والأصدقاء منها، وعلى المُضحّي أن يترك أظفاره وشعره وألا يأخذ منها أو من بشرته شيئًا حتى يُضحي، وذلك لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إذا رأيتم هلالَ ذي الحجةِ، وأراد أحدكم أن يُضحِّي، فليُمسك عن شعرِهِ وأظفارِهِ).[٢][١]

وأمّا من كان وكيلاً على الأضحية فلا يلزمه ترك أظفاره وشعره وبشرته لأنّه ليس هو المُضحّي،[١] والجدير بالذكر أن حكم الأضحية حتى تكون الأضحية صحيحة يجب الالتزام بعدّة شروط وهي: أن تكون الأضحية في السن المجزئ، أي من الإبل من أتمّ الخمس سنوات، ومن البقر ما أتمّ سنتين، ومن المعز ما أتمّ سنة، ومن الضأن ما أتمّ ستة شهور.[٣]

ولا تصحّ الأضحية إذا كانت عوراء أو مريضة أو عرجاء أو هزيلة، ويُكره أن تكون الأضحية مقطوعة الذنب أو الأذن أو أن تكون أذنها مشقوقة سواء طولا أم عرضا، كما يُكره أن تكون الأضحية مقطوعة الضرع أو الإلية أو فاقد لأسنانها أو مكسورة القرن، وأفضل الأضاحي هي التي تكون سمينة وكثيرة اللحم.[٣]

الأضحية

الأضحية إحدى شعائر الإسلام، وهي ما يُذبح من الأنعام في يوم عيد الأضحى إلى آخرأيّام التشريق، والحكمة من مشروعيتها الاقتداء بالنبي إبراهيم -عليه السلام-، واتباعا لسنّة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، والأصل في الأضحية أن تكون عن المسلم الحي وأهل بيته، إذ لا يجوز إشراك الأموات فيها، وذلك لفعل النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- وإبراهيم -عليه السلام-، إلّا إذا أوصى الميّت فيُضحّى عنه.

وقت ذبح الأضحية

يبدأ وقت ذبح الأضحية ابتداءً من يوم النحر إلى غروب شمس آخر أيًام التشريق، ويُمكن أن يكون الذبح ليلا ونهارا، فقد ورد في حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (من ذَبح قبل الصلاة إنَّما يذبحُ لِنفسه، ومَن ذبح بعد الصلاةِ فقَد تم نُسكُه وأصابَ سُنَّةَ المُسلِمين).[٤][٣]

ومن الأفضل أن يتم تأخير الذبح حتى انتهاء الخطبتين، وذلك كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقد قال جندب بن سفيان البجلي -رضي الله عنه-: (صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر ثم خطب ثم ذبح، فقال: من ذبح قبلَ أن يصلي فليذبحْ أخرى مكانَها، ومن لم يذبحْ فليذبحْ باسمِ اللهِ).[٥][٣]

آداب وسنن ذبح الأضحية

الذبائح بشكلٍ عامّ من أفضل العبادات وأكثرها أجرا عند الله -تعالى-، إذ وردت العديد من النصوص في الكتاب والسنّة تأكيدا على ذلك ومنها قوله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٦]، وقوله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٧]والنّسك هنا يعني الذبح، وهذا دليلٌ على فضل الذبائح في الإسلام، للذبائح عموما سنن وشروط يجب أن تتوفر بها.[٨]

وإن المسلم الذي يُريد أن يذبح أضحيّة ويوزّعها لا بدّ له من اتباع سنّة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في توزيع الأضحية،[٨]، وعند ذبح الأضحية يتوجّب الالتزام بآداب الذبح، وذلك اتباعا لسنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن أهم آداب وسنن ذبح الأضحية ما يأتي:[٩]

  • تحديد الشفرة: يجب أن تكون السكّين المستخدمة لذبح الأضحية حادّة حتى لا تتعذب بها الذبيحة، بحيث يكون إمرارها أسهل وأسرع.
  • استقبال ذابح الأضحية للقبلة: يجب أن يكون ذابح الأضحية متجهًا للقبلة أثناء الذبح، وموجّهًا أضحيته باتجاه القبلة أيضًا، لأنّ الأضحية من القربات المقدّمة لله تعالى، والاستقبال مستحب فيها.
  • التسمية: يُستحب عند ذبح الأضحية التسمية، لكن لو تُركت التسمية سهوًا أو عمدّا فلا شيء في هذا والأضحية تحل.
  • الذبح عن طريق النّحر للإبل وقطع الحلق بالنسبة للأغنام والأبقار: يُستحب عند ذبح الإبل نحرها في منطقة الليّة أسفل العنق، أما بالنسبة للأغنام والأبقار فيكون ذبحها بقطع الحلق أعلى العنق.
  • قول: "اللهمّ منك وإليك، تقبّل مني": يُمكن أيضا قول: الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
  

المراجع

  1. ^ أ ب ت من أحكام الأضحية, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-8-2018، بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1977، صحيح.
  3. ^ أ ب ت ث الأضحية أحكام وآداب (1), ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-8-2018، بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:5556، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:985، صحيح.
  6. {الكوثر: آية 2}
  7. {الأنعام: آية 162}
  8. ^ أ ب الأضحية: معان وأحكام, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-8-2018، بتصرّف.
  9. "المبحث الثَّاني: ذَبحُ الأضْحِيَّةِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2022. بتصرّف.
4071 مشاهدة
للأعلى للسفل
×