حكم الإسقاط النجمي

كتابة:
حكم الإسقاط النجمي


حكم الإسقاط النجمي

يعد الإسقاط النّجمي عملية مبناها افتراض وجود جسد ثاني للإنسان، بحيث يكون الإسقاط النّجمي بخروج هذا الجسد الثانيّ الإشعاعي في ظروف معينة، وقد افترض أصحاب من يزعمون بالقول بالإسقاط النّجمي بدعاوى باطلة لا أصل لها لا في الشّرع ولا في العلم حتى قالوا بأن الجسم المادي مرتبط بالجسد الثاني والمسمّى عندهم "بالجسم النجمي" بخيط وهمي وهذا ضرب من التقول بغير علم.[١][٢][٣]


كما ادّعوا بأن الإنسان قادر على التحكم في انفصال جسده بغير نوم ولا خيال، وأنّ روحه تتجول في أرجاء العالم والفضاء وهذا باطل لا يمكن تخيّل قوله من عاقل، وبناءً على هذه الخرافات والكذب من كلام الفلاسفة والمنجمين فإنّ أهل العلم المعاصرين منهم عبد الرحمن بن ناصر البراك وغيره قالوا بعدم جواز تعلّم هذا العلم ولا تعليمه ولا حتى ممارسته.[١][٢][٣]


الإسقاط النجمي بين الحق والباطل

إنّ المسمّى بالإسقاط النّجمي فيه ارتباط بين علم التنجيم الذي فيه صلة بالنّجوم والكواكب والأحوال الفلكية وتأثيرها وبين علم الروحانية وهو ما يُعنى به الفلاسفة، وعلى هذا فالإسقاط النّجمي فيه حقّ وباطل والفاصل في ذلك النّصوص الواردة في القرآن الكريم والسنّة النّبوية الشريفة فما وافقها فهو حق وما خالفها فهو باطل على النّحو الآتي:[١]

  • دلّت بعض النصوصٍ من الكتاب والسنّة على أنّ الإنسان جسم وروح، فالجسم ما قال الله فيه: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}،[٤] أمّا الروح فهي التي تنفخ في الجسد فيصير بها حيًا ويحصل له مقومات الحياة من الإحساس والحركة، ويكون بفعل ملك الأرحام بأمرٍ من الله تعالى، وهذا ما دلّ عليه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خلقُهُ في بَطنِ أمِّهِ في أربعينَ يومًا ثمَّ يَكونُ علقةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يَكونُ مضغةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يرسلُ اللَّهُ إليهِ الملَكَ فينفُخُ فيهِ الرُّوحَ)،[٥] وهذه الروح هي من عالم الغيب إذ لا يعرف حالها وحقيقتها إلّا بما ورد عنها من نصوص شرعيّة وما يظهر من آثارها على البدن.
  • ورد في القرآن الكريم والسنّة النّبوية ما يدل على اتصال الروح بالجسد وانفصالها عنه، فكما ذكر سالفًا بأنّ نفخ ملك الأرحام في الجسد يكون هو أول اتصال لها، وانفصالها يكون بالنّوم، وأعظمها يكون بالموت، وذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}.[٦]
  • إن تسمية الجسم النّجمي ليس لها أصل إنّما هو راجع لاعتقاد المنجمين الباطل بأنّ لكل نّفس نجم وإنّها إنّما تنشأ من تساقط النّجوم، وما زعموه من مزاعم باطلة لا أصل لها شرعًا ولا علمًا كما أسلفنا القول.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "الإسقاط النجمي"، اسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الإسقاط النجمي ضرب من التقول بلا برهان"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "ما رأيكم فيما يُطلق عليه " الخروج من الجسد " ؟ وهل هو واقع أم خيال ؟"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2022. بتصرّف.
  4. سورة المؤمنون، آية:12-14
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2643، حديث صحيح.
  6. سورة الزمر، آية:42
3317 مشاهدة
للأعلى للسفل
×