حكم الاحتلام للصائم في رمضان

كتابة:
حكم الاحتلام للصائم في رمضان

مفهوم الاحتلام

الاحتلام في اللغة مصدر الفعل احتلم الذي من معانيه البلوغ؛ أيّ: بلوغ الصبي مبلغ الرجال، وكذلك يُطلق على ما يراه النائم في نومه من المباشرة،[١] وهو عند أهل العلم اسم لما يراه الرجل في نومه من مباشرة امرأة قد يصاحبه إنزال للمني وقد لا يصاحبه، فإذا صاحبه إنزال وجب على الرجل الاغتسال، وإن لم يُنزِل فلا غسل عليه، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: "إنَّما المَاءُ مِنَ المَاءِ"،[٢] وكثيرً ما يسأل الصائمون أيّام رمضان عن حكم الاحتلام للصائم في رمضان، فيخافون أن يكون ذلك مظنّةً لإفساد الصيام، وسيقف هذا المقال في الفقرة القادمة مع حكم الاحتلام للصائم في رمضان ليزيل اللبس عن هذه المسألة.[٣]

حكم الاحتلام للصائم في رمضان

إنّ الصيام ركن من أركان الإسلام، وقاعدة من قواعده المتينة التي يقوم عليها، والتي لا يكتمل إسلام المرء إلّا بها، وحين فرض الله -سبحانه- الصيام أنزل معه الضوابط من المباحات والمفسدات وما يجرحه وما يزيد من ثوابه، وثمّة سؤال يسألة الصائم عن حكم الاحتلام للصائم في رمضان أو في أوقات الصيام عمومًا؛ والراجح في هذه المسألة أنّ الاحتلام في رمضان -وهو خروج المني من غير قصد حين يكون الرجل نائمًا- غير مفسد للصيام عند الفقهاء؛ وذلك لحديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يرويه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- جاء في كثير من كتب الحديث النبوي من غير ما طريق عن أبي سعيد حتّى تقوّى بكثرة رواياته يقول فيه صلّى الله عليه وسلّم: "ثلاثٌ لا يُفطِّرنَ الصَّائمَ: الحجامةُ، والقَيءُ، والاحتلامُ"،[٤] وهو حديث صحيح المعنى كما ذهب بعض أهل العلم، وقد يرى النائم أنّه يباشر امرأة في المنام فيرى في منامه أنّه قد أنزَلَ، فإذا استيقظ لا يجد على ثيابه شيئًا من المني، فهو إذًا لم يُنزِل حقيقة وإن رأى ذلك في المنام؛ ففي هذه الحال لا اغتسال عليه، وأمّا لو استيقظ ووجد منيًّا عليه ولم يرى شيئًا في منامه ففي هذه الحال يجب عليه الاغتسال كما ذهب إلى ذلك أهل العلم،[٥] وأمّا ما يُفسد الصيام في رمضان وغيره فهو الاستمناء؛ أي: هو إنزال المني بشهوة وعن عمد، ففي هذه الحال يبطل صيام الصائم، والله أعلم.[٦]

حكم الاحتلام للمعتكف

بعد الوقوف على حكم الاحتلام للصائم في رمضان يتوقّف المقال أخيرًا مع فقرة حكم الاحتلام للمعتكف، والثابت عند أهل العلم أنّ الاحتلام لا يفسد اعتكاف المعتكف، والجمهور على أنّه يجوز للمعتكف الخروج من المسجد -وهو مكان الاعتكاف- لكي يغتسل ثمّ يعود، وذهب الأحناف أنّه إن كان يستطيع الاغتسال في المسجد من دون أن يلوّثه فلا يجوز له الخروج وعليه الاغتسال في المسجد، وأمّا إن خشي تلويث المسجد فلا بأس عليه من الخروج للاغتسال ثم العودة، وذهب جماعة من الفقهاء أنّه يجوز له الخروج من المسجد حتّى ولو أمِنَ عدم تلويث المسجد، ومنهم من يُحرّم الاغتسال في المسجد مُطلقًا ويوجِبُ الخروج للاغتسال، فإن لم يستطع الخروج من المسجد للاغتسال فعليه أن يتيمّم، والله أعلم.[٧]

المراجع

  1. "احتلام "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2020. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 343، حديث صحيح.
  3. "معنى الاحتلام"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2020. بتصرّف.
  4. رواه رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1957، حديث صحيح المعنى.
  5. "أَثَرُ الاِحْتِلاَمِ فِي الْغُسْل"، WWW.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2020. بتصرّف.
  6. "أحكام الصيام"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2020. بتصرّف.
  7. "أثر الاحتلام في الاعتكاف"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2020. بتصرّف.
3439 مشاهدة
للأعلى للسفل
×