حكم الاستدانة في ثمن الأضحية

كتابة:
حكم الاستدانة في ثمن الأضحية

حكم الاستدانة في ثمن الأضحية

تعدّدت آراء العلماء في حكم الأضحية؛ هل هي واجبة أم مستحبة، منهم من قال بوجوبها وهذا القول ضعيف ولم يرد به دليل قوي، واشترطوا بوجوبها الغِنى، ومنهم من قال بالاستحباب، ولكن لا يجب الاستدانة من أجل شراء الأضحية، لأنها ليست واجبة بالاتفاق على غير الغني.[١]

لكن هل يستحب أن يقترض أم لا؟ قال العلماء أنه يستحب أن يقترض إذا كان يرجوا الوفاء، كأن يكون موظفاً، واقترض حتى يأخذ راتبه، أما إذا كان لا يرجوا الوفاء فالأولى والأفضل ألا يقترض، ولأنه يشغل ذمته بدين في غير واجب عليه، وشيخ الإسلام ابن عثيمين يقول إن كان له وفاء يستدين، وإن لم يكن لا يستدين، وهذا ويقول الشيخ بوجوبها.[١]

القدرة من شروط الأضحية

الأضحية لها شروط عديدة منها القدرة عليها، فلا اسم للعاجز وفي حد القدرة تفصيل عند المذاهب وهي:[٢]

  • مذهب الحنفية

قالوا القادر عليها هو من يملك مائتي درهم، أو يملك من العروض ما يساوي في قيمته مائتي درهم، يزيد عن مسكنه وثيابه وما يحتاجه، وإذا كان له عقار يستخدمه وينتفع منه، يلزمه الأضحية إذا دخل عليه قوت عامه منه، وزاد معه النصاب الذي ذكر للأضحية، وقيل تلزمك إذا دخل منه قوت شهر، وإذا كان العقار وقف تلزمه إذا دخل منه قيمة النصاب وقتها.

  • مذهب الحنابلة

القادر عليها هو الذي يملك ثمنها، أو يستطيع الدين إذا كان يمكنه وفاء دينه.

  • مذهب المالكية

القادر عليها الذي لا يحتاج ثمنها لأمر ضروري خلال العام، وإذا احتاج إليها خلال عامه فلا تسن له، وإذا استطاع الدين يستدين وقيل لا يستدين.

  • مذهب الشافعية

قالوا الذي يقدر عليها الذي يملك ما يزيد عن حاجته وحاجة ما يعول، في العيد، وأيام التشريق، ومن الحاجة ما جرت به العادة في أيام العيد من كعك وغيرها.

  • مذهب الحنفية

قالوا أن يكون مقيماً، فإنها لا تجب على المسافر، فإن كانت تطوع أجزأته، وإذا اشتري ما يضحي به قبل حلول وقته وأراد أن يسافر فيبيعها قبل أن يسافر، ولا تجب عليه الأضحية، وكذلك لو اشتراها وقت حلولها وسافر قبل الذبح فلا تجب عليه، وتجب على الحاج إن كان في مكة فهو من أهلها.

العلاقة بين الأضحية وشكر الله

إراقة الدم وشكر المنعم عز وجل تكون من وجهين هما:[٣]

  • الأضحية وسيلة للتوسعة على أهل البيت، وعلى النفس، وإكرام للجار والضيف، وإدخال السرور والفرح على قلب الفقير، وهذه من مظاهر إظهار نعمة الله عز وجل على العبد، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾.[٤]
  • المبالغة في تصديق الله عز وجل وأن ما خلقه من الأنعام، لتكون نفعاً للإنسان ويذبحها وتكون طعام، وتكون تذكية هذه الأنعام قربة في بعض الأحيان.

المراجع

  1. ^ أ ب محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 4534. بتصرّف.
  2. عبدالرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 644. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 76. بتصرّف.
  4. سورة الضحى، آية:11
2554 مشاهدة
للأعلى للسفل
×