محتويات
الاستنشاق
فيما يأتي توضيح لبعض المسائل المتعلقة بالاستنشاق:[١]
- مفهوم الاستنشاق
هو إدخال الماء في الأنف، وتطهيره به، بمعنى أن يستنشق الماء فيدخله إلى أصول أنفه.[٢]
- حكم الاستنشاق في الوضوء
الاستنشاق هو سنة من سنن الوضوء عند جمهور العلماء، بينما ذهب بعض العلماء إلى أنه فرض؛ فعن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه-: (أنه أفرغ من الإناء على يديه فغسلهما، ثم غسل -أو مضمض واستنشق- من كفة واحدة، ففعل ذلك ثلاثاً، فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين، ومسح برأسه، ما أقبل وما أدبر، وغسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: هكذا وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).[٣]
- حكم الاستنشاق في الغسل من الجنابة
تعددت آراء العلماء في حكم الاستنشاق في الاغتسال من الجنابة؛ فذهب فريق إلى أنه فرض في الاغتسال، وذهب الفريق الآخر إلى أنه سنة من سنن الاغتسال من الجنابة.
- حكم الاستنشاق في غير رمضان
من المستحب المبالغة في الاستنشاق لغير الصائم، وهذه المبالغة في الاستنشاق تعتبر سنة من سنن الوضوء، ففاعلها يؤجر ويثاب عليها؛ لأنه فعل سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٤] فعن لقيط بن صبرة، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرني عن الوضوء؟ قال: (أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائماً).[٥]
حكم المبالغة في الاستنشاق في رمضان
يكره للصائم المبالغة في الاستنشاق في رمضان؛ وذلك لكي لا يدخل إلى جوفه الماء،[٦] ولحديث لقيط بن صبرة عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرني عن الوضوء؟ قال: (أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائماً)،[٥] وللمبالغة في الاستنشاق في رمضان حالتان:[٧]
إذا بالغ في الاستنشاق من غير قصد
أي أن الصائم نسي وبالغ في الاستنشاق، أو أخطأ فبالغ، أو كان جاهلاً بذلك؛ فقد تعددت آراء العلماء في حكم صيامه؛ فذهب فريق من العلماء إلى أن الصوم يبطل؛ لأنه قصر بالاحتراز عن المبالغة.
وذهب فريق من العلماء إلى أنه لا يبطل صومه؛ لأنه دخل بغير اختياره؛ وذلك قياساً على غبار الطريق وغربلة الدقيق، كما استدلوا أيضاً بقول الله -عز وجل-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا).[٨]
إذا بالغ في الاستنشاق في الصوم متعمداً
إذا بالغ في الاستنشاق في رمضان، وكان متعمداً فإنه يفطر؛ وذلك لأنه ذاكر لصومه عالماً بالكراهة متعمداً بالفعل، ولقول الله -عز وجل-: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).[٩]
ولحديث لقيط بن صبرة عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرني عن الوضوء؟ قال: (أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائماً).[٥]
المراجع
- ↑ مجموعة مؤلفين (1404)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 126، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ محمد رواس قلعجي حامد صادق قنيبي (1408)، معجم لغة الفقهاء (الطبعة 2)، صفحة 65، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن زيد، الصفحة أو الرقم:191 ، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1424)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 20، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت رواه محمد الترمذي، في سنن الترمذي، عن لقيط بن صبرة، الصفحة أو الرقم:788، حديث صحيح.
- ↑ الدكتور مُصطفى الخِنْ، الدكتور مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1413)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة 4)، دمشق:دار القلم، صفحة 61، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين (1404)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 152، جزء 19. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:286
- ↑ سورة الأحزاب، آية:5