حكم الاغتسال للعمرة

كتابة:
حكم الاغتسال للعمرة

حكم الاغتسال للعمرة

إنَّ حكم الاغتسال أو الغسل للإحرام بالعمرة أو الحج من السنَّة؛ فلا يجب على المسلم أن يغتسل قبل الإحرام بالعمرة أو الحج، كما أن تركه لا يوجب عليه إثم أو ذنب، والإحرام في مثل هذه الحالة صحيح؛ قال ابن المنذر في كتاب الإجماع: "وأجمعوا على أن الاغتسال للإحرام، غير واجب"، والأفضل دون شكّ أن يغتسل المسلم قبل الإحرام لكي ينال أجرًا بإحيائه لهذه السُّنَّة.[١]

جاء في الموسوعة الفقهية: "وَوَقْتُ هَذَا الاِغْتِسَال مُوَسَّعٌ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ فِي الأْظْهَرِ مِنْ مَذْهَبِهِمْ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْحَنَابِلَةِ وَالشَّافِعِيَّةِ، وَثَمَرَةُ الْخِلاَفِ أَنَّهُ لَوِ اغْتَسَل ثُمَّ أَحْدَثَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، يَنَال فَضِيلَةَ السُّنَّةِ، وَلاَ يَضُرُّهُ ذَلِكَ، وَأَلْحَقَ الشَّافِعِيَّةُ هَذَا الْغُسْل بِغُسْل الْجُمُعَةِ، فَدَل عَلَى أَنَّهُ مُوَسَّعٌ، كَمَا هُوَ حُكْمُ غُسْل الْجُمُعَةِ، أَمَّا الْمَالِكِيَّةُ فَقَيَّدُوا سُنِّيَّةَ الْغُسْل بِأَنْ يَكُونَ مُتَّصِلاً بِالإْحْرَامِ".[١]

مفهوم الاغتسال

إنَّ الاغتسال والغُسل مصطلحان يحملان معناً واحداً؛ فالغسل اسم من الاغتسال، ويُعرَّف الغُسل في اللغة بأنَّه: إفاضة الماء على شيء ما، أمَّا في الشرع فهو: إفاضة الماء على كامل البدن بنيَّة معينة،[٢] والغُسل بضم الغين هو غسل الجسد كاملًا، وهو اسم يطلق الماء الذي يتمُّ الاغتسال به،[٣] وجدير بالذكر إنَّ للغسل موجبات عديدة، وهي:[٤]

  • خروج المني بشهوة

سواء كان هذا الخروج في الصحو أو في النوم.

  • انقطاع دم الحيض والنفاس.
  • إسلام الكافر.
  • موت المسلم.
  • الجماع؛ ولو لم ينتج عنه إنزال للمني.

شروط العمرة

للعمرة شروط يجب أن تتحقق كلُّها حتَّى تجب على المسلم؛ وإذا اختلَّ واحدٌ من هذه الشروط فلا تجب العمرة حينها، وقد استدلُّ العلماء في وجوب العمرة بالحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنها-؛ أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:

(الإسلامُ: أنْ تَشهَدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وأنْ تُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَحُجَّ وتَعتَمِرَ، وتَغتَسِلَ مِنَ الجَنابةِ، وأنْ تُتِمَّ الوُضوءَ، وتَصُومَ رمضانَ. قال: فإذا فَعَلْتُ ذلكَ فأنا مُسْلِمٌ؟ قال: نَعَم، قال: صَدَقْتَ).[٥][٦]

أمَّا شروط وجوب العمرة على المسلم فهي:[٦]

  • أن يكون المسلم بالغًا.
  • عاقلًا ليس مجنونًا.
  • حرًّا وليس عبدًا.
  • مستطيعًا؛ من حيث القدرة المادية والجسدية.

ويوجب الشرع على المكلَّف المحقق للشروط عمرة واحدة وحج واحد فقط، واستدلَّ أهل العلم على هذا بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حين قال: (خَطَبَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتَّى قالَهَا ثَلَاثًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: لو قُلتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَما اسْتَطَعْتُمْ).

(ثُمَّ قالَ: ذَرُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، وإذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَدَعُوهُ).[٧][٦]

واجبات العمرة

واجبات العمرة تختلف عن أركانها، وتختلف أيضًا عن الأمور المستحب فعلها، أو ما تُسمَّى بالمندوبات عند أداء العمرة،[٨] فواجبات العمرة توجب على من المعتمر أن يفعل ما يأتي:[٩]

  • الإحرام من الميقات الخاص به

إذ إن لكل بلد ميقات ينبغي أن يحرم أهله منه؛ فميقات أهل مصر رابغ، وميقات أهل اليمن يلملم، وميقات أهل نجد قرن المنازل، وميقات أهل المدينة أبيار علي التي هي ذو الحليفة، وميقات أهل العراق ذات عرق.

  • أن يتجرَّد الرجل المعتمر من المخيط.
  • الحلق أو التقصير.

ومن الجدير بالذكر أن الحلق أو التقصير يعد ركن من أركان العمرة عند أتباع المذهب الشافعي، كما ويُعد السعي من واجبات العمرة عند أتباع المذهب الحنفي، بينما هو ركن عند المالكية، والشافعية، والحنابلة. ومن ترك شيئًا من واجبات العمرة فإن عليه دم.[١٠]

المراجع

  1. ^ أ ب "حكم الاغتسال للإحرام ووقته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  2. "تعريفُ الغُسل"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  3. "كتاب مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  4. "www.alukah.net"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  5. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:597 ، صححه الألباني.
  6. ^ أ ب ت "كتاب آداب العمرة وأحكامها - حطيبة"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1337، حديث صحيح.
  8. "تعريف (المندوب والواجب والمكروه والسنة المؤكدة)"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  9. أركانها واجباتها ومستحباتها "العمرة...أركانها..واجباتها..ومستحباتها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  10. "صفة العمرة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×