محتويات
حكم التأخر عن خطبة الجمعة
يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع، فيه تؤّدى فريضة صلاة الجمعة والتي لا تكون إلّا مرةً واحدةً في الأسبوع، وذلك بصلاة ركعتين وإقامة خطبة الجمعة، فما هو حكم التأخُّر عن خطبة الجمعة تكاسلاً؟ وما حكم التأخُّر عن خطبة الجمعة لعذر؟ وهل يختلف الأجر مع وقت الحضور؟ وما هي مقاصد حضور خطبة الجمعة؟ هذه التساؤلات سيُجيب عنها المقال.
حكم التأخر عن خطبة الجمعة تكاسلاً
قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ)،[١] ويتبيّن من الآية السابقة وُجوب حضور خطبة الجمعة والاستماع إليها لكونها ذكراً لله -تعالى-،[٢] فإن حصل وتأخَّر المسلم عن حضورها بدون عذر، وفاته الاستماع إليها أثِمَ شرعاً وفاته خيرٌ عظيم، إلّا أنّ صلاته صحيحة عند كثيرٍ من أهل العلم.[٣]
حكم التأخر عن خطبة الجمعة لعذر
إذا تأخَّر المسلم عن حضور خُطبة الجمعة لعذرٍ ما، وفاته الاستماع إلى جزء منها، أو حضر بعد إقامة الصلاة، أو بعد فوات ركعة من الجمعة، فإنّه يُصلِّي مع الإمام ركعتي الجمعة ولا يَقضي ركعتين غيرهما لِما فاته من الخطبة.[٤][٥]
هل يختلف الأجر مع وقت الحضور؟
هناك العديد من الأحاديث الدّالّة على استحباب مبادرة المسلم إلى صلاة الجمعة والتبكير والإسراع إليها، ومنها ما يأتي:[٥][٦]
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ).[٧]
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بابٍ مِن أبْوابِ المَسْجِدِ مَلائِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، فإذا جَلَسَ الإمامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي البَدَنَةَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي الكَبْشَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي الدَّجاجَةَ، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي البَيْضَةَ).[٨]
فيظهر من خلال الحديثين السابقين أنّ الله -تعالى- كلّف ملائكةً خاصَّة بكتابة أجر السبق والتبكير إلى صلاة الجمعة، فمَن حضر في الساعة الأولى كان له أجر التصدّق بناقة، وفي الساعة الثانية أجر التصدّق ببقرة، وفي الساعة الثالثة أجر التصدّق بكبش، وفي الساعة الرابعة أجر التصدّق بدجاجة، أمّا مَن حضر بعد صعود الإمام على المنبر فلا يناله شيء من أجر السبق والتبكير لانطواء صحف الملائكة وانتهاء المهمة التي كُلِّفوا بها.[٩]
مقاصد حضور خطبة الجمعة
تجدر الإشارة إلى أنّ جمهور أهل اللغة ذهبوا إلى أنّ المراد من لفظ الجمعة هو الفوج والمجموع، وقد سُمّي يوم الجمعة بهذا الاسم لاجتماع الناس فيه بُغية الصلاة،[١٠] أمّا الهدف والمَقصَد من حضور المسلمين لخطبة الجمعة فهو لقاؤهم بإمامهم من أجل أن يعظهم ويأمرهم بالمعروف ويدعوهم إلى ما فيه من الخير والصلاح لهم وينهاهم عن المنكر.[١١][١٢]
المراجع
- ↑ سورة الجمعة، آية:9
- ↑ ابن عثيمين، تعليقات ابن عثيمين على الكافي لابن قدامة، صفحة 221، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 11849. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى اللجنة الدائمة، الرياض:رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، صفحة 239، جزء 8. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات موقع الإسلام، صفحة 144. بتصرّف.
- ↑ ابن بطال (1423)، شرح صحيح البخارى (الطبعة 2)، الرياض:مكتبة الرشد، صفحة 481، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:881 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:850 ، صحيح.
- ↑ موسى لاشين (1423)، فتح المنعم شرح صحيح مسلم (الطبعة 1)، القاهرة:دار الشروق، صفحة 53-54، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن اليماني (1434)، آثَار الشّيخ العَلّامَة عَبْد الرّحمن بْن يحْيَي المُعَلّمِيّ اليَماني (الطبعة 1)، مكة المكرمة:دار عالم الفوائد، صفحة 322، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الحجيلان (1423)، خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية (الطبعة 1)، السعودية:وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 136. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 11881. بتصرّف.
