حكم التجويد القلقلة

كتابة:
حكم التجويد القلقلة


تعريف القلقلة

تُطلق القلقلة في اللّغة على التحريك، وفي الاصطلاح الشرعي هي تحريك الصوت عند النطق بأحد حروف القلقلة حين خروجه من مخرجه، حتى يُسمع له صوتٌ عالٍ، ويبلغ عدد حروف القلقلة خمسة حروف من مجموع حروف اللّغة العربيّة، مجموعة في كلمتي: "قطب جد"، وقد اشتركت هذه الحروف الخمسة بأنّ لها صفتي الجهر والشدّة اللّتين تمنعان جريان النفس والصوت عند النطق بالحرف.[١]


ولكلّ حرفٍ من حروف القلقلة مرتبة، فمنها الشديد في القوّة، ومنها المتوسط، ومنها الأقل في الشدّة، وذلك بحسب كَوْن كلٍّ منها حرف له صفة الإطباق، أو صفة الاستعلاء، أو الاستفال، وذلك على النحو الآتي:[٢]

  • أقوى المراتب

وهو حرف الطاء؛ لأنّ فيه صفتيّ الاستعلاء والإطباق.

  • أوسطها

وهو القاف؛ لأنّه حرف استعلاء فقط.

  • أدناها

وهي حروف الباء والجيم والدال؛ لأنّها حروف استفال.


مراتب القلقلة

تتفاوت مراتب وأنواع القلقلة على النحو الآتي:

  • قلقلة كُبرى

وذلك عند النطق بحرف القلقلة حين وقوعه في نهاية الكلمة عند الوقوف عليه إذا كان مشدّدا، وذلك مثل قوله -تعالى-: (الْحَقُّ).[٣][٤]

  • قلقلة وُسطى

وذلك عند النطق بحرف القلقلة في نهاية الكلمة لكنه غير مشدّد، مثل قول الله -تعالى-: (الْعَذَابِ).[٥][٤]

  • قلقلة صغرى

وذلك عند النطق بحرف القلقلة في وسط الكلمة، مثل قوله -تعالى-: (يَقطَعونَ)،[٦] أو عند النطق بحرف القلقلة في وسط الكلام ولو كان في نهاية الكلمة، مثل قول الله -تعالى-: (قَد أَفلَحَ).[٧][٨]

  • قلقلة أصغر

وذلك إذا كان حرف القلقلة متحركاً، مثل قول الله -تعالى-: (الدَّارُ).[٩][٤]


سبب تسمية القلقلة بهذا الاسم

ذهب ابن الجوزي إلى أنّ القلقلة سُمّيت بهذا الاسم لأنّ حروفها عند تسكينها تكون ضعيفة، فاشتُبهت بغيرها من الحروف، فاحتاجت هذه الحروف إلى صوت يجعلها قوية واضحة حال نطقها ساكنة سواء وقف عليها أم لا، وذلك الصوت يكون شديداً في حال سكونه أكثر من حال كوْنه محرَّكا.[١٠]


وكذلك الحال عند الوقف على الحرف أقوى من وصله، وذكر الشيخ زكريا الأنصاري أنّ حروف القلقلة سُمّيت بهذا الاسم لأنّها تَضطرب وتهتزّ عند النطق بها ساكنة، ممّا يؤدي إلى سماع صوتٍ قويٍّ منها، وذلك بسبب شدّة الصوت عند النطق بها.[١٠]


كيفية أداء القلقلة

تعدّدت الأقوال في كيفية أداء القلقلة، وبيان ذلك فيما يأتي:[١١]

  • قيل إنّ حرف القلقلة يميل إلى حركة الحرف السابق له؛ إنْ كان مفتوحاً ما قبله فإنه يميل إلى الفتح، وإن كان ما قبله مضموماً فإنّه يميل إلى الضم، وإن كان ما قبله مكسوراً فإنه يميل إلى الكسر، وذلك من أجل مناسبة الحركات.
  • قيل إنّ حرف القلقلة يميل إلى حركة الحرف الذي يليه إن كان مفتوحاً، أو مضموماً، أو مكسوراً، وذلك من أجل مناسبة الحركات.
  • قيل إن القلقلة دائماً تميل إلى الفتح، بغضّ النظر إن كانت الحركة قبله أم بعده فتحة، أو ضمة، أو كسرة، ففي جميع الحالات يميل إلى الفتح.

المراجع

  1. على الله أبو الوفا (2003)، القول السديد في علم التجويد (الطبعة 3)، المنصورة :دار الوفاء، صفحة 170-171. بتصرّف.
  2. فريال زكريا العبد ، الميزان في أحكام تجويد القرآن، القاهرة :دار الإيمان، صفحة 81. بتصرّف.
  3. سورة البقرة ، آية:26
  4. ^ أ ب ت إبراهيم الجرمي (2001)، معجم علوم القرآن (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 225. بتصرّف.
  5. سورة البقرة ، آية:49
  6. سورة التوبة ، آية:121
  7. سورة طه ، آية:64
  8. فريال العبد، كتاب الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 80. بتصرّف.
  9. سورة البقرة ، آية:94
  10. ^ أ ب محمود عبد المنعم العبد (2001)، الروضة الندية شرح متن الجزرية (الطبعة 1)، القاهرة :المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 28، جزء 1. بتصرّف.
  11. محمود علي بسة (2004)، العميد في علم التجويد (الطبعة 1)، الإسكندرية :دار العقيدة ، صفحة 66. بتصرّف.
2687 مشاهدة
للأعلى للسفل
×