حكم التسمية باسم إياس

كتابة:
حكم التسمية باسم إياس

معنى اسم إياس

إياس لفظ مصدر، يأتي بمعنى اليأس من أيسَ، وهو انقطاع الرجاء، والإياس: المرحلة الحرجة التي تمر بالإنسان، وتسمّى سنّ اليأس، الذي يأتي للنساء في العقد الخامس، وبعد ذلك عند الرجال، والفعل منه أيسَ من يأيَس إياسًا فهو آيسٌ، فيقال أيسَ من إصلاحه إلى انقطع منه رجاءه، وأيّسَهُ أي جعله ييأس ويقنط، وأيّسَه وأيّس به؛ أي احتقره، وأيّسَ الرجل مستَخدَمهُ إذا أذلّه، ويقال لمرضِ السّلّ إياس لأن من ابتلي به مقطوعٌ الرّجاء من شفائه، وإياس هو اسم علم متداولٌ عند العرب قديمًا، كما درج في بعض المجتمعات العربية حديثًا تيمنًا ببعض الصحابة والتابعين، وسيوضح بالتفصيل حكم التسمية باسم إياس مع لمحة عن الصحابة والتابعين الذين حملوا هذا الاسم.[١]

حكم التسمية باسم إياس

لم يُذكر عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- في سيرته أنّه كره اسم إياس، وفي الصّحابة من سمّي بهذا الاسم، وقد كان عليه -الصّلاة والسلام- يغيّر الاسم إذا كرهه، أو كان مخالفًا للشريعة الإسلامية، ولهذا لا يرى أهل العلم في حكم التسمية باسم إياس كراهةً ولا حرجًا، ولا يضرّ كون هذا الاسم يرد بمعنى اليأس والقنوط أو السّلّ، فمجرد اشتراك هذا الاسم مع هذا المعنى لا يمنع من استعماله اسمًا للمولود، وتُحْمَل التّسمية بهذا الاسم على سهولة لفظه وطلاوته وقلة حروفه؛ وهذا جيد في الأسماء، وكذلك للتيمّن ببعض الصحابة والتابعين الذين حملوا هذا الاسم، وهو من باب التمني للطفل بأن يأخذ من تقى وورع الصحابة، ويحمل بعض خصالهم، فيحسن ذكره في الدنيا كما حسن ذكر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويكون متصفًا ببعض صفاتهم الكريمة وأخلاقهم الحميدة التي ثقّفها -عليه الصلاة والسلام-، فكانوا بها قدوة الأمّة، فإن كره الوالدان تسمية المولود بهذا الاسم لمعناه ففي الأسماء متسع كبير يغني والله أعلم.[٢]

صحابةٌ وتابعون حملوا اسم إياس

يكثر بين المسلمين تسمية الأبناء بأسماء الصحابة والتابعين، وهو آدب رفيع من آداب تسمية الأبناء، حث عليه الإسلام من ضمن خير الأسماء في الشريعة، والتي كان خيرها على الإطلاق اسم عبد الله وعبد الرحمن، ثم سائر أسماء الله الحسنى المسبوقة بلفظة "عبد"، وكذلك أسماء الأنبياء والمرسلين ثم الرّجال الصالحين، وعلى رأسهم صحابة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_[٣]

وقد كان من أوائل الصحابة إياس بن البكير بن عبد ياليل، وهو من الصحابة الذين أسلموا بدار الأرقم في مكّة المكرّمة، وكان من المهاجرين الأولين إلى المدينة المنورة، فشهد غزوة بدر وغزوة أحد والخندق، وجميع المشاهد مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن التابعين إياس بن سلمة بن الأكوع الذي نقل عن الصحابة بعض الأحاديث النبوية الشريفة، وقد روى له الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما، ومنهم أيضًا إياس بن قتادة بن أوفى، وإياس بن معاوية بن قرة، وإياس بن ضبيح الحنفي رضوان الله عليهم أجمعين.[٢]

المراجع

  1. "تعريف و معنى إياس في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "حكم التسمية باسم إياس"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  3. "آداب تسمية الأبناء"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
3181 مشاهدة
للأعلى للسفل
×