حكم التسمية باسم بتول

كتابة:
حكم التسمية باسم بتول

معنى اسم بتول

بتول اسم عربيّ مؤنّث، وقد عرفت به السّيدة مريم العذراء، لأنّها أنجبت دون أن تتزوّج، فسمّيت بالبتول، تشريفًا وتنزيهًا لها من اتّهامات اليهود لها، ابن البَتول: عيسى بن مريم -عليهما السّلام- فبتول هي المرأة العذراء والمنقطعة عن الزّواج للعبادة، ويقال: شابٌّ بتول، هو النّاسك والمتعبّد لله تعالى، والبتول من الفعل بتل أي فعل، وبتلهُ، قطعهُ، وفصلهُ عن غيره، والتّبتّل أيضًا الاعتكاف للعبادة، والانقطاع عن النّاس وترك المنكرات،[١] لقوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }،[٢] وبعد هذا التّعريف باسم بتول، سيتمّ التّعرّف في الفقرة التّالية على حكم التّسمية باسم بتول.

حكم التسمية باسم بتول

حكم التسمية باسم بتول جائز ولا مانع من تسمية البنت باسم بتول، وذلك لما يحمله هذا الاسم من معنى الصّلاح والانقطاع للعبادة، فكما سبق في المقدمة، معنى اسم بتول الانقطاع عن النّساء وهجر الزّواج، وهذا لقب للسّيّدة مريم العذراء عليها السّلام، وقد أطلقه البعض على غير العذراء وعلى غير المنقطعة عن الرّجال، كالسّيّدة فاطمة –رضي الله عنها- حيث لقّبت بالبتول، أي: المنقطعة عن نساء زمانها شرفًا وفضلًا، أو لانقطاعها عن الدّنيا لعبادة الله تعالى، كلّ هذه المعاني تدلّ على النّقاء والطّهارة، وتعدّ من خيرة المعاني، ولذلك حكم التسمية باسم بتول، جائز بل يحبّذ هكذا اسم، وما شابهه من الأسماء التي تحمل معانٍ جميلة، تدلّ على الخصال الحميدة.[٣]

اختيار اسم المولود

للأبناء على الآباء حقوق كما للآباء على أبنائهم حقوق، وحقوق الأبناء على الآباء تنقسم إلى قسمين: حقوق ماديّة وحقوق معنويّة، فأمّا الحقوق الماديّة حقوق الأبناء على الآباء كالإرضاء والكساء والإنفاق، والحقوق المعنويّة كاختيار الأم الصّالحة وحفظ النّسب واختيار الاسم الحسن وغير ذلك، ومدار البحث هنا حول اختيار الاسم الحسن للمولود، فيتوجبّ على الآباء أن يختاروا الأسماء الحسنة لأبنائهم، الأسماء العربيّة الأصيلة التي تحمل معاني العفّة والطّهر، ومعاني الأصالة والعراقة والفخر والاعتزاز، معاني الكرم والطّيبة، أن يختاروا أسماء كأسماء الأنبياء والصّحابة والصّالحين، لا أن يتخيّروا لأبنائهم أسماء بحسب مزاجهم واستخفافهم ونزواتهم، لأن الاسم مرتبط بصاحبه طيلة حياته، وبعد مماته، فإن كان الاسم قبيحًا فإنّه سيسوءه في كبره، إذ إنّ للاسم تأثيره النّفسيّ على صاحبه إيجابًا أو سلبًا، وذلك تباعًا لحسن الاسم أو قبحه، قال –صلى لله عليه وسلّم-: "إنكم تُدعونَ يومَ القيامةِ بأسمائكُم وأسماءِ آبائكُم فأحسِنوا أسماءكُم"،[٤] وهكذا يلاحظ ممّا سبق بأن الإسلام عُنيَ عناية فائقة بأمر تحسينِ اسمِ المولود تقديرًا منه لمدى أهميته، وإدراكًا لضرورته.[٥]

المراجع

  1. "بتول"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.
  2. سورة المزمل، آية: 8.
  3. "حكم تسمية البنت باسم بتول"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 8/436، إسناده جيد.
  5. "اختيار الاسم الحسن للمولود"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
2425 مشاهدة
للأعلى للسفل
×