حكم التسمية باسم خالد في الإسلام

كتابة:
حكم التسمية باسم خالد في الإسلام

حكم التسمية باسم خالد في الإسلام

يعتمد الحكم الشرعي على المعنى اللغوي للكلمة؛ لمعرفة ما هو معناها في أصل اللغة العربية، ويجوز التسمية باسم خالد لأنّ معناه لا يخالف الشرع -كما سيتبيّن- لاحقاً، وهناك العديد من الصحابة الذين تسمّوا بهذا الاسم.

ويرجع اسم إلى الجذر اللغوي (خ ل د)، وهو جذر يدل على ثبات الشيء، ويدل أيضاً على الملازمة، وهو كذلك بمعنى الإقامة، ومنه جنة الخلد؛ أي جنة الإقامة، لأنهم لا يموتون فيها ولا يخرجون منها، وقيل معنى الخلد: القرط في الأذن؛ لأنه يلازمها ولا ينفك عنها، ويقال رجل مخلد: إذا تقدم بالعمر، ولم يظهر عليه الشيب، وفُسّر الخلد بالبال لأنه مستقر في القلب وثابت.[١]

ودار الخلد هي الآخرة لأنها دار يبقى أهلها فيها، والخلد من أسماء الجنة، ويُقال للرجل إذا لم تسقط أسنانه من الهرم رجلٌ مخلد، ويقال للحجارة والجبال والصخور خوالد لطوال بقائها، ويُقال أخلد إلى صاحبه إذا أطال ملازمته.[٢]

ومن الأسماء العربية المشتقّة من الجذر (خ ل د) غير اسم خالد: خُوَيلدٌ وخَالِدَةُ ومَخْلَدٌ، وخُلَيْدٌ، ويَخْلُد، وخَلَّادٌ، وخَلْدَةُ وخُلَيْدَةُ،[٣] وبناء على ما سبق يكون معنى اسم خالد: إذا أقام ولم يغادر،[٤] ويأتي بمعنى الباقي،[٥] ويأتي اسم خالد: بمعنى حالة الخلود والبقاء،[٦] والخالد باقي الذكر.[٧]

عدم تغيير النبي لاسم خالد

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قام بتغيير بعض أسماء الصحابة -رضي الله عنهم- إلى ما هو أحسن منها، ولم يثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه غير اسم خالد إلى اسم آخر مع اشتهار اسم خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وقد عِلم النبي -صلى الله عليه وسلم- باسمه، ومع ذلك لم يغيره، ومن الصحابة الذين غير النبي -صلى الله عليه وسلم- أسماءهم ما يأتي:[٨]

  • الحسن والحسن كان اسمهما حرباً؛ فسماهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحسن والحسين.
  • الصحابي بحير؛ سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- بشير.
  • الصحابي حسيل؛ سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- حسين.
  • صحابي اسمه حرام؛ فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- حلال.
  • الصحابي الكلاح؛ غيّر النبي -صلى الله عليه وسلم- اسمه إلى ذؤيب.

والمقصود من هذه النقول بيان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يغير اسم أي رجل اسمه خالد، مع أن الصحابة الذي كان اسمهم خالد كانوا أكثر من اثنين وستين صحابياً،[٩] وهذا يدل على جواز التسمي باسم خالد لعدم وجود مخالفة شرعية فيه.

الصحابة الذين كان اسمهم خالد

اشتهر عددٌ كبيرٌ من الصحابة باسم خالد، وكان أشهرهم خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وقد لقّبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بسيف الله المسلول؛ تزكيةً له ولم يغيّر اسمه إلى اسم آخر،[١٠] ومن أسماء الصحابة الآخرين -رضي الله عنهم-:[١١]

  • خالد بن إساف.
  • خالد بن أسيد.
  • خالد بن بجير.
  • خالد بن إياس.
  • خالد بن البرصاء.
  • خالد بن بكير.
  • خالد بن ثابت.
  • خالد بن جبل.
  • خالد بن الحارث النصري.
  • خالد بن حزام -رضي الله عنهم جميعاً-.

المراجع

  1. ابن فارس، مقاييس اللغة، صفحة 207. بتصرّف.
  2. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 164. بتصرّف.
  3. المرتضى الزبيدي، تاج العروس، صفحة 64. بتصرّف.
  4. كراع النمل، المنجد في اللغة، صفحة 78. بتصرّف.
  5. الصحاري، الإبانة في اللغة العربية، صفحة 57. بتصرّف.
  6. نشوان الحميري، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، صفحة 1896. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 676. بتصرّف.
  8. عبد الله بن إبراهيم، الصحابة الذين غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم، صفحة 14. بتصرّف.
  9. خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة 65154449_9267_40fc_b568_7d41f3faf7a7
  10. أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 926. بتصرّف.
  11. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 192. بتصرّف.
7277 مشاهدة
للأعلى للسفل
×