حكم التسمية باسم روان

كتابة:
حكم التسمية باسم روان

معنى اسم روان

إنّ من أكثر الحضارات والثّقافات احتكاكًا بالحضارة والثّقافة العربيّة هي الفارسيّة؛ فنظرًا للتّقارب الشّديد بين المنطقة العربيّة والفارسيّة جُغرافيًّا، ونظرًا لما كان من سطوة للفرس على العرب قديمًا، ولِما كان من انصهار للثّقافة الفارسيّة في بوتقة الحضارة الإسلاميّة بعد فتح فارس بعد معارك عدّة كالقادسيّة ونهاوند؛ صارت الثّقافتين معًا أشبه بالثّقافة الواحدة، وقد استعارت الفارسيّة من العربيّة الحروف، ومفردات بلغَت نسبتها في المعجم الفارسيّ ما يزيد على 70%، وكذلك استعارت العربيّة من الفارسيّة أسماء وصفات كثيرة، ومن الأسماء التي استعارتها اسم روان، وهو بمعنى الجارية الرّاكضة، أو السّريعة الرّوح، وسيتحدّث هذا المقال فيما يأتي على حكم التسمية باسم روان.[١]

حكم التسمية باسم روان

لمعرفة حكم التسمية باسم روان فيجب أوّلًا معرفة أنّ الاسم للإنسان هو بمنزلة الشّعار أو العنوان لهذا الشّخص أو ذاك، وإذا كان الاسم قبيحًا، فيُسنّ تغييره لما روي من أحاديث عن رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- أنّه كان يُغيّرُ الأسماء ذات المعاني القبيحة، أو التي تتنافى مع عقيدة الإسلام، فعن هانئ بن يزيد بن نهيك -أبي شريح- أنَّهُ لمَّا وفدَ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- معَ قومِه سمعَهم يَكنونَه بأبي الحَكمِ، فدعاهُ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال: "إنَّ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- هوَ الحَكَمُ وإليهِ الحُكمُ فلمَ تُكنّى أبا الحَكَمِ"؟ قال: إنَّ قومي إذا اختلفوا في شيءٍ أتوني فحَكمتُ بينَهم فرضِيَ كلا الفريقينِ، فقال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: "ما أحسنَ هذا"، قال: "فما لَك منَ الولدِ" فقال: لي شريحٌ ومسلمٌ وعبدُ اللَّهِ، قال: "فمن أَكبرُهم"؟ قال: قلتُ: شريحٌ، قال: "فأنتَ أبو شريحٍ"،[٢] وأمّا إذا كان الاسم ذا معنًى حسن ولو كان غير عربيّ فلا بأس به، ومن هذه الأسماء اسم روان، وهو اسم فارسيّ ولكنّ معناه جميلٌ وعذب، فلا بأس من التّسمية به؛ لأنّه ما من محذور في الشريعة الإسلامية يمنع التسمية به؛ فهو وإن كان اسمًا أجنبيًّا، فهو لا يدلّ على عقيدة قوم كافرين، ولا يرتبط بديانة معيّنة، وبذلك يخرج من دائرة الشّبهة، ويصبح مباحًا، واللّٰه أعلم.[٣]

أحكام التّسمية بالأسماء الأجنبيّة

بعد معرفة حكم التسمية باسم روان فليس ثمّة حرجٌ من الوقوف على أحكام تسمية الأبناء بالأسماء الأجنبيّة؛ أي: كلّ ما هو غير عربي، والأسماء الأجنبيّة اليوم تغزو مجتمعات الإسلام؛ فيجب معرفة ضوابط التّسمية بتلك الأسماء، ومن تلك الضّوابط:[٤]

  • ألّا يكون للاسم الأجنبيّ المُراد التّسمية به خصوصيّة دينيّة تختصّ بها ديانة مُعيّنة، سواء كانت من الديانات السماوية، أم الوثنية، أو غيرها.
  • ألّا يكون القصد من وراء تلك التّسمية هو الميوعة والتّبعيّة والذّوبان الفكريّ أمام حضارة الآخر، فالتّبعيّة مرضٌ يهدم أعظم المجتمعات مهما تعالت.
  • ألّا يكون الاسمُ قبيح المعنى؛ ومن المعلوم عند كثير من الغرب أنّهم قد يسمّون أبناءهم بأسماء كلابهم، أو حيواناتهم التي يربّونها كالخنزير، وقد يستحسن العربيّ وقع هذا الاسم على سمعه فيُسمّي ابنه به من دون أن يقف على حقيقة معناه.

وتكثر تسمية المسلمين أبناءهم بأسماء غير عربيّة إذا كانوا يعيشون في بلاد الغرب، أو أن يكون المسلم من أصول غير عربيّة؛ فهؤلاء ينبغي لهم تحرّي معنى الاسم قبل التّسمية به، فإن كان معناه جميل ولا بأس به فلا حرج من التّسمية به، واللّٰه أعلم.

المراجع

  1. "معنى اسم روان في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.
  2. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الصغرى، عن هانئ بن يزيد بن نهيك أبي شريح، الصفحة أو الرقم: 819، أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد.
  3. "حكم تسمية المولود بأسماء أجنبية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.
  4. "حكم التسمي بأسماء غير عربية"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.
2679 مشاهدة
للأعلى للسفل
×