معنى اسم كنان
عند الحديث عن حكم التسمية باسم كنان لا بدَّ من التعرض للمعنى، فلا يمكن لاسمٍ أن يكون جيدًا ويحبه النَّاس ويألفه إلا من خلال معناه، فالمعاني هي العطر الأول لحروفها، لهذا سيتم استعراض معنى أو عطر اسم كنان، وهو اسم علم مذكر عربي حسب معجم معاني الأسماء، وكنان هو الغطاء والستر والوِقاء، والكُنَّةُ هي مُخدَعٌ أو رفٌّ يُشرع في البيت، وكنَّ الشيء بمعنى سكن، وكنَّنَ الشيء أي بالغ في حفظه وإخفائه وستره، والكَنَّةُ هي امرأة الابن أو امرأة الأخ، وبعد التنبيه إلى المعاني والمشتقات التي يحملها هذا الاسم لا بدَّ من التنبيه إلى حكم التسمية باسم كنان وسيتحدث هذا المقال عن ذلك بالتفصيل.[١]
حكم التسمية باسم كنان
ربما يتبادر إلى ذهن أي باحثٍ عن أسباب تحريم بعض الأسماء وتحليل أخرى، لماذا يكون اسم المتكبر حرامًا واسم لطيف حلال مع أنَّ الاسمين هما من أسماء الله تعالى، لهذا فلا بدَّ من توضيح بعض النقاط الحساسة جدًّا في باب الأسماء ما حُرِم منها وما كُرِه وما اسُتحب وما الأسباب وراء هذا كله، عندما يتأمل الرجل كلمة المتكبر وكلمة لطيف سيجد فارقًا بسيطًا هو أنَّ هذا الاسم "المتكبر" من الأسماء التي اختصَّ بها الله وحده ولا يجوز لمخلوقٍ أن يشترك معه في هذه الأسماء أما اسم لطيف هو من الأسماء المشتركة بين الخالق والمخلوق، كما يحرم التسمية باسم مضاف إلى تعبيد لغير الله مثل عبد النبي وعبد إلياس، وتحرم التسمية بالأسماء التي اختصَّ بها النبي مثل سيد ولد آدم وإمام المرسلين إذ إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أحد الأنبياء الذين أطلق الله عليهم لقب أولو العزم من الرسل، وتكره من الأسماء ما كان فيها معاني لا تفرح القلوب أو النفوس كما ورد في قصصٍ مع النبي لتغييره أسماء بعض الأشخاص إلى ما استُحب منها وقد سمى ابنه إبراهيم على اسم النبي إبراهيم -عليه السلام- وبالنظر إلى اسم كنان فإن معانيه لا تحوي أيًّا من الإشكاليات التي قد تجعل الاسم محرمًا أو مكروهًا لهذا فهو من الأسماء المجازة المباحة التي لا حرج فيها، ويستحب التسمي بأحب الأسماء إلى الله وهما اسما عبدالله وعبد الرحمن، ثم ما عبد من الأسماء وأسماء الصحابة الكرام من سعد ومعاذ وعبادة وأوس، وهكذا يكون قد توضح حكم التسمية باسم كنان والله في ذلك أعلى وأعلم.[٢]
حكم التسمي بأسماء الله الحسنى
بعد أن تم الحديث عن حكم التسمية باسم كنان لا بدَّ من الإشارة إلى أمر هام جدًّا وهو التسمي بأسماء الله الحسنى أو إطلاقها على بعض المحال التجارية، مثل أن يطلق الرجل على بقاليته اسم "الرحمن" وقد درجت هذه العادة كثيرًا في الآونة الأخيرة ظنًّا منهم أنهم يتبركون بهذا الاسم وهذا مما يحرم في الشريعة الإسلامية بشكلٍ قاطع لأن اسمي الله والرحمن اختصَّ بهما الله وحده دونًا عن غيرها من الأسماء المشتركة التي تطلق على الشخصيات بشكلٍ نسبيٍّ لا بالشكل المطلق الذي اختصَّ به الله تعالى، قال تعالى في كتابه العزيز: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ومما يخطئ الناس في تقديره إطلاقهم على بعض الناس أن هذا الرجل صاحب وجه "رحماني" وهذا لا يجوز أبدًا لأن هذا الاسم لله الرحمن وحده، وأسماء الله هي فقط للدعاء له سبحانه وعلى المسلم أن يحترم أسماء الله ولا يجعلها محل امتهانٍ يتداوله النّاس لأغراضٍ تجاريةٍ ودعايات لا معنى لها، وقال النووي في شرح مسلم: وَاَعْلَمُ أَنَّ التَّسَمِّيَ بِهَذَا الاسم - يعني ملك الأملاك - حرام، وَكَذَلِكَ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُخْتَصَّةِ بِهِ كَالرَّحْمَنِ وَالْقُدُّوسِ وَالْمُهَيْمِنِ وَخَالِقِ الْخَلْقِ وَنَحْوِهَا، وأضاف على ذلك ابن القيم في تحفة المورود: والمقصود أنه لا يجوز لأحد أن يتسمى بأسماء الله المختصة به، وَأما الْأَسْمَاء الَّتِي تطلق عَلَيْهِ وعَلى غَيره كالسميع والبصير والرؤوف والرحيم فَيجوز أَن يخبر بمعانيها عَن الْمَخْلُوق وَلَا يجوز أَن يتسمى بهَا على الْإِطْلَاق بِحَيْثُ يُطلق عَلَيْهِ كَمَا يُطلق على الرب تَعَالَى. وهكذا يكون قد توضح حكم التسمية باسم كنان والإشارة ببعضٍ من الومضات إلى قداسة أسماء الله تعالى.[٣]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى كنان في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأسماء المكروهة والممنوعة"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-08-2019. بتصرّف.
- ↑ " تحديث الصفحة ما حكم تسمية محل خضروات باسم ( الرحمن ) وشركة استيراد باسم ( اللطيف )؟"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-08-2019. بتصرّف.