حكم التسمية باسم مايا

كتابة:
حكم التسمية باسم مايا

معنى اسم مايا

في اللغة العربية نجد كثيرًا من الأسماء التي دخلت على هذه اللغة بفعل تمازج الحضارات، وانصهار كثير منها في بوتقة الحضارة الإسلاميّة، ومن تلك الأسماء المنتشرة اليوم كثيرًا بين الفتيات هو اسم مايا، وهو -كما يُقال- اسم علم مؤنّث لاتيني، من أصول عبريّة، وهو مُحوّل عن اسم مريم، ولكنّه عند الرّومان هو اسم ربّة الرّبيع، وهي زوجة البركان، وقديمًا كان شعبٌ اسمه المايا يعيش في أمريكا الوسطى، كالمكسيك، وسيتحدّث هذا المقال على حكم التسمية باسم مايا.[١]

أحكام المولود في الإسلام

للمولود في شريعة الإسلام أحكام لا يتمتّع بها غيره من المولودين، فله حق الاسم، وأن يكون الاسم حسنًا، وأمور كثيرة لا حصر لها، ولكن سيُوقف على بعض منها فيما يأتي:[٢]

  • إنّ أوّل ما ينبغي للأهل أن يفعلوه مع مولودهم الجديد هو التّحنيك، وهو سُنّة عن رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، وهي أن يمضغ والده تمرة ثمّ يضعها في فمه، ويمكن الاستعاضة عن ذلك بعسل النّحل، فعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُؤْتَى بالصِّبْيانِ فيُبَرِّكُ عليهم ويُحَنِّكُهُمْ".[٣]
  • بعد التّحنيك يأتي حقّ الطّفل في العقيقة؛ وهي قُربةٌ إلى اللّٰه تعالى، وفدية للمولود، وتقوية لأواصر المحبّة والودّ بين الأهل والأقارب والجيران، وفيها مساعدة للفقراء، وجبر لخواطرهم، فقد سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ العقيقَةِ؟ فقالَ: "لا أُحِبُّ العُقُوقَ"، وكأنَّهُ كَرِهَ الاسْمَ، قالُوا: يا رسولَ اللهِ يَنْسُكُ أحدُنَا عَن وَلَدِهِ؟ فقالَ: "مَن أحبَّ منكُم أن يَنسُكَ عن وَلَدِهِ فلْيَفْعَلْ: عنِ الغُلامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ وعنِ الجارِيَةِ شَاةٌ".[٤]
  • ومن حقّ المولود أن يُحلق شعر رأسه كاملًا إذا كان ذكرًا فقط، وأمّا الأنثى فلم يرد في ذلك قول عن رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، وحلق شعر المولودة الأنثى محلّ خلاف بين العلماء، فالمالكيّة والشّافعيّة يجيزون ذلك، وأمّا الأحناف والحنابلة فلا، ويُتصدّق بوزن شعره فضّة، ومن تصدّق ذهبًا فلا حرج في ذلك، فعن سمرة بن جندب عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "كلُّ غلامٍ مرتهن بعقيقته، تُذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمَّى".[٥]
  • وأخيرًا من أكبر حقوق المولود أن يُنتقى له الاسم الحسن، وخير الأسماء عبد اللّٰه وعبد الرّحمن، وأسماء الصّحابة والأنبياء وأمّهات المؤمنين وبنات رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، فعن أبي الدّرداء أنّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّكم تُدْعَوْن يومَ القيامةِ بأسمائِكم وأسماءِ آبائِكم فحسِّنوا أسماءَكم"، واللّٰه أعلم.[٦]

حكم التسمية باسم مايا

إنّ حكم التسمية باسم مايا رهين بما يجيء به دين الإسلام من قواعد تضبط أحكام التّسمية في الإسلام، ومن تلك القواعد ألّا يكون الاسم هو اسمٌ للأصنام أو الأوثان أو الطّواغيت أو ما عُبِد من دون اللّٰه من شعوب الكفّار، كاسم بوذا، واللات، والعُزّة، وهُبل، وأسماء الفراعنة، وآلهة الرّومان واليونان قديمًا المكتوبة في أساطيرهم، والآلهة المكتوبة في أساطير العرب كعشتار ونحوها، واسمُ مايا الرّاجح فيه هو أنّه كان اسمًا لربّةٍ كانت شعوب قديمة في أمريكا اللاتينية وغيرها من دول الغرب، وهي ربّة الرّبيع -تعالى اللّٰه عمّا يقولون- التي كانت تُعبد، وهي زوج البركان، وبذلك يكون حكم التسمية باسم مايا مكروهًا، إن لم يكن مُحرّمًا، والأفضل أن يُبتعد عن هذا الاسم وأن يُختار اسم آخر؛ فالعربيّة أوسع اللّغات وأعظمها، وفيها من الأسماء العذبة ما لا حصر له، وفيها من الأسماء الكفاية ممّا يُغني عن الاستعانة بغيرها من الأسماء الأخرى، واللّٰه أعلم.[٧]

المراجع

  1. "معنى اسم مايا في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
  2. "حقوق المولود والسنن المشروعة في حقه عند ولادته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم: 286، صحيح.
  4. رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 4/305، من أحسن أسانيد حديثه.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 1522، حسنٌ صحيح.
  6. رواه ابن حبّان، في صحيح ابن حبّان، عن أبي الدّرداء، الصفحة أو الرقم: 5818، أخرجه في صحيحه.
  7. "آداب تسمية الأبناء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
2427 مشاهدة
للأعلى للسفل
×