معنى اسم وسن
الاسم هو فاتحة المرء في أيامه القادمة التي قدَّرها الله له فكان نصيبه على الأرض بضعًا من السنين يحمل فيها أعماله التي ستقرر حياته الباقية بالإضافة إلى الاسم الذي سيحمله إلى الأبد، فيُنادى به يوم القيامة بين النَّاس من رب العباد، لهذا على المرء أن يُحسن الاختيار في هذه المسألة، ووسن هو واحدٌ من تلك الأسماء وهو اسم علم مؤنث عربي حسب معجم معاني الأسماء، والوسن هو بداية النعاس، وهذا الرجل وَسِنٌ أي ناعس، ووَسِنَ الرجل أي أخذه النعاس كثيرًا، والسَّنةُ هي الأرض المجدبة، والسُّنَّة هي السيرة حميدةً كانت أو ذميمة، والسَّنةُ هي الغفوة القصيرة، وبناءً على المعنى سيتوضح حكم التسمية باسم وسن.[١]
حكم التسمية باسم وسن
الأسماء هي إحدى النعم التي امتنَّ الله بها على عباده ليتعارفوا بين بعضهم فيها قال تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[٢] وإذا شرَّع الله التعارف بين النَّاس سيكون المفتاح هو الأسماء ولا بدَّ عند اختيار هذا المفتاح أن يكون حسنًا طيبًا جيدًا مستحسنًا عند الله ثم بين النَّاس أجمعين، لأنه في بعض الأحيان من الممكن أن يقع المرء في المحذورات الشرعية من الأسماء أو في أخطاء عظيمةٍ قد تودي به إلى أبواب لا يعرف طريقة للخروج منها، وعند الاطلاع على معنى اسم وسن سيتبين أنه مشتقٌّ من النعاس والنوم وهذا قد يؤثر على نفسية صاحب الاسم فيكون كسولًا ولا يضفي عليه حياةً طيبةً يتنعم فيها، إلا أنَّه من الباب الشرعي فهو اسمٌ مباحٌ جائزٌ لا حرج فيه، لكنه يحمل معنًى غير محبب ويستحب للرجل أن يبدّي الأسماء التي حضَّ عليها النبي من أسماء الأنبياء والصالحين أمثال اسماعيل وموسى وعيسى، وهكذا يكون قد توضح حكم التسمية باسم وسن، والله في ذلك أعلى وأعلم.[٣]
الطريق إلى الولد الصالح
بعد الحديث عن حكم التسمية باسم وسن سيتم الإشارة إلى بعض الأمور الهامة المتعلقة بالوالد والمولود، فإنَّ خير ما يُكافئ به الله -عزَّ وجل- الإنسان بأن يعطيه ابنًا بارًّا يكون عونًا له في الدارين الأولى والأخرى، فيمتنَّ عليه به لكن على المرء دائمًا أن يأخذ بالأسباب فيكون واعيًا تجاه الطرائق التي تنتج له ابنًا بارًّا، وسيتم ذكر بعضها فيما يأتي:[٤]
- اختيار الأم: إنَّ من أهم حقوق الولد على أبيه أن يختار له أمًّا صالحةً تربيه تربيةً حسنةً فتجعل منه منارةً على مدى الأيام، ويُقال قديمًا وراء كلِّ رجلٍ عظيمٍ امرأة، فها هو سفيان الثوري تقول له أمه العظيمة ذات العقل الرزين: يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي. فكانت تعمل وتكفيه مؤونة العمل حتى يتفرغ لما هو أعظم منه.
- الدعاء: إنَّ الدعاء هو مخ العبادة وما عُبد الله بأعظم من الدعاء فهو يغير القدر وبه ترتفع أقوامًا وتُذلُّ أخرى، ويسود النَّاس بعضهم، فلا يحتاج الدعاء من المرء سوى قلبٍ صادقٍ وعينٍ دامعة ولسان ذاكر، فلا يتطلب الدعاء تنميق عبارة ولا سجع ولا غيرها.
- أذكار الجماع: وقد ورد دعاء يدعو به المرء عند الجماع ليكفي نفسه وولده الشياطين كما روي عن عبد الله بن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو أنَّ أحدَكم إذا أتى أَهلَهُ قالَ بسمِ اللَّهِ اللَّهمَّ جنِّبنا الشَّيطانَ وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزقتَنا فإن قَضى اللَّهُ بينَهما ولدًا لم يضرَّهُ الشَّيطانُ"[٥]
وتلحق هذه الأمور عند ولادته التأذين في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى والتحنيك والعقيقة واتباع شرع الله في أمره ونهيه وتربيته وإقامة حدود الله كما شرَّعها لنبيه الكريم، وهكذا يكون قد اتضح حكم التسمية باسم وسن وبعض الأمور الخاصة بالمواليد وتربيتهم.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى وسن في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية: 13.
- ↑ "حكم تسمية المولودة باسم وسن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "صلاح الأبناء واستقامتهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1092، صحيح.