حكم التسمية باسم يحيى

كتابة:
حكم التسمية باسم يحيى


حكم التسمية باسم يحيى

تُندب التسمية باسم نبيّ الله يحيى -عليه الصلاة والسلام- من باب الاقتداء به، فقد سمّاه الله -تعالى- به، كما قال في كتابه: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا)،[١]واسم يحيى من الحياة، وتجدر الإشارة إلى أنّ اختيار الأسماء الحسنة للأولاد من حقوقهم الواجبة على والدَيهم، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّكُم تُدعَونَ يومَ القيامَةِ بأسمائِكُم وبأسماءِ آبائِكُم فأحسِنوا أسماءَكُم)،[٢]أسماء الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام- من أفضل الأسماء.[٣][٤]


مراتب الأسماء الحسنة

استنبط أهل العلم مراتب الأسماء الحسنة باستقرائهم للنصوص الشرعية، فيما يأتي بيان تلك المراتب:[٤][٥]

  • المرتبة الأولى: التسمية باسمي: عبد الله وعبد الرحمن على وجه الخصوص، استدلالاً بما ثبت في الصحيح من أنّهما أحبّ الأسماء إلى الله -تعالى-، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ).[٦]
  • المرتبة الثّانية: الأسماء التي فيها تعبيدٌ لله -تعالى- بأيّ اسمٍ من أسمائه، ومثالها: عبد الخالق وعبد الرحيم وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أنّ حديث: (خير الأسماء ما عُبّد وحُمّد) إسناده ليس صحيحاً إلّا أنّ معناه صحيحٌ.
  • المرتبة الثالثة: أسماء الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-، وأفضلها اسم النبيّ محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ أسماء أُولي العزم من الرسل، وهم: إبراهيم وموسى وعيسى ونوح -عليهم الصلاة والسلام-، ثمّ بقيّة أسماء الأنبياء.
  • المرتبة الرابعة: أسماء الصالحين من عباد الله، فيُستحبّ التسّمي بأسماء الصالحين، وأكثر أسماء الصالحين استحباباً أسماء الصحابة والصحابيات -رضي الله عنهم-، ثمّ سائر الصالحين.
  • المرتبة الخامسة: التسمّي بالأسماء التي تحمل معنى حسناً، فقد ندب الشرع التسمية بالأسماء الحسنة، ودعا إلى تجنّب الأسماء التي تحمل معانٍ سيئةٍ أو منفرةٍ.


محاذير في تسمية المولود

ذكر أهل العلم بعض المحاذير التي ينبغي للوالدين تجنّبها عند اختيار اسم المولود، بيان بعضٍ منها فيما يأتي:[٧][٨]

  • تحرّم التسمية بالأسماء التي تحمل معنى العبودية لغير الله -تعالى- من بشرٍ أو شجرٍ وغير ذلك من الأسماء التي فيها تعبيدٌ مضافٌ لغير الله -سبحانه-؛ كعبد النبيّ وعبد شمس ونحوها.
  • تحرّم التسمية بالأسماء التي يختص بها الله -تعالى- وحده، كاسم الرحمن والرحيم ونحوها من الأسماء الخاصة بالله -سبحانه- والتي لا تليق إلّا به.
  • تُكره التسمية بالأسماء التي تنفر منها النفس لسوء معناها؛ لِما قد يتعرّض له المولود للأذى النفسي والسخرية منه بسبب اسمه.
  • تُكره التسمية بأسماء الملائكة، وتحرّم تسمية الإناث بأسمائهم.
  • يُكره كلّ اسمٍ مضافٍ إلى لفظي: الدِّين والإسلام، مثل: نور الدين، وسيف الإسلام، ونحوها من الأسماء التي تحمل معاني التزكية، وكان الإمام النوويّ -رحمه الله- يكره تلقيبه بمحي الدِّين، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية كره تلقيبه بتقي الدِّين.

المراجع

  1. سورة مريم، آية:7
  2. رواه ابن القيم ، في تحفة المودود، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:79، الحديث إسناده حسن.
  3. محمد صالح المنجد، "سبب تسمية يحيى عليه السلام بهذا الاسم، ومعناه"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد صالح المنجد، "آداب تسمية الأبناء"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  5. محمد سلامة الغنيمي، "تسمية المولود ( رؤية تربوية )"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2132، صحيح.
  7. محمد صالح المنجد، "الأسماء المحرمة والمكروهة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022. بتصرّف.
  8. حسام الدين عفانة، فتاوى د حسام عفانة، صفحة 10. بتصرّف.
3950 مشاهدة
للأعلى للسفل
×