محتويات
حكم التسمية قبل الغسل في الحمام
يجوز ذكر الله ومنه التسمية في القلب في الوضوء أو الغُسل ونحوه في بيت الخلاء أو ما يُعرف بالحمّام،[١] أمّا ذكر الله أو التسمية باللسان والتسمية في بيت الخلاء فاختلف العلماء في حكم ذلك، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما:[٢]
- جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة: قالوا بكراهة ذكرالله -تعالى- في بيت الخلاء عموماً، واستدلوا بعدّة أدلةٍ: منها ما ورد عن المهاجر بن قنفذ -رضي الله عنه-: (أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ يبولُ فسلَّمَ عليهِ فلم يردَّ عليهِ حتَّى تَوضَّأ ثمَّ اعتذرَ إليهِ فقالَ إنِّي كَرِهْتُ أن أذكرَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إلَّا علَى طُهْرٍ أو قالَ علَى طَهارةٍ)،[٣] ووجه الدلالة من الحديث أنّه لم يردّ السلام في بيت الخلاء وكره ذكر الله في الخلاء، وأنّه لو كان جائزاً لردّ عليه عند قضاء حاجته.[٤]
- المالكية: قالوا بجواز وعدم كراهة ذكر الله داخل بيت الخلاء، دون أي حرجٍ أو إثمٍ أو بأسٍ، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ)،[٥] فالحديث يدلّ على أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يذكر الله في كلّ أحواله ولم يُستثنَ من ذلك وقت الخلاء، واستدلّوا أيضاً بأنّه لم يرد أيّ دليلٍ ينهى عن ذكر الله في بيت الخلاء.
حكم التسمية قبل الغسل
اختلف أهل العلم في حكم التسمية قبل الغُسل، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما فيما يأتي:[٦]
القول الأول: استحباب التسمية قبل الغسل
ذهب جمهور العلماء من الشافعية والحنفية والمالكية إلى استحباب التسمية أول الغُسل وأنّها من فضائل الأعمال التي يُندب للمسلم مراعاتها في غُسله، واستدلوا بعدة أدلة منها:[٧][٦]
- ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا صلاةَ لمن لا وضوءَ لَهُ، ولا وضوءَ لمن لم يذكرِ اسمَ اللَّهِ تعالى عليهِ)،[٨] فإن كانت التسمية مشروعةً قبل الوضوء فمن باب أولى أن تُشرع في الغُسل؛ لأنّ الوضوء حدثٌ أصغر بينما الغُسل حدثٌ فيه زيادةٌ عن الحدث الأصغر.
- يُستدلّ على استحباب التسمية قبل الغُسل بأنّها مشروعةٌ في أمورٍ كثيرةٍ عبادةً كانت أو غيرها، فيُسنّ قولها عند الغُسل كذلك.
- ورد عن يعلى بن أميّة أنّه قال: "بينما عمرُ بنُ الخطَّابِ يغتسِلُ إلى بعيرٍ، وأنا أسترُ عليه بثوبٍ، إذ قال عمر: يا يَعلَى، أصبُبُ على رأسي؟ فقلتُ: أميرُ المؤمنين أعلمُ، فقال عُمَرُ بن الخطَّاب: واللهِ لا يزيدُ الماءُ الشَّعرَ إلَّا شعثاً، فسمَّى اللهَ ثمَّ أفاض على رأسِه".
القول الثاني: وجوب التسمية قبل الغسل
ذهب الحنابلة إلى القول بوجوب التسمية قبل الغُسل وذلك قياساً على وجوب التسمية في الحدث الأصغر عندهم فتجب من بابٍ أولى في الطهارة من الحدث الأكبر.[٦]
المراجع
- ↑ محمد صالح المنجد، "ذكر الله في الحمام"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
- ↑ دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 77-89. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن المهاجر بن قنفذ، الصفحة أو الرقم:17، حديث صحيح.
- ↑ دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 77-83. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:373، صحيح.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 455-461. بتصرّف.
- ↑ "المطلب الأوَّل: التَّسميةُ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:101، حديث صحيح.