مفهوم التشاؤم والتطير
التشاؤم والتطيّر من طرق التفكير التي جلبها الإنسان إلى نفسه لإعتقاده بوجود الشر، فالتشاؤم لغةً: مصدر تشاءم، نقول تشاءم بـ وتشاءم وتشاؤمًا فهو متشائم وهو خلاف اليُمن، واصطلاحًا: هي حالة نفسية توصل بالإنسان إلى اليأس والنظر إلى الأمور بنظرة سيئة، وقيل هو توقع الشر، على عكس التفاؤل، أمّا التطيّر لغةً: مصدر تطيَّر يتطيَّر، تطيُّرًا فهو مُتطيِّر، ويسمى الطيرة أو الطيّر، وفي الاصطلاح: هو التشاؤم بكل ما هو مرئي أو مسموع،[١] قد جاء في فتح الباري أنْ التطيّر والتشاؤم شيئًا واحد، و أضيف التطيّر إلى الطير؛ لأن غالب التشاؤم عند العرب كان بالطيّر فكانوا يتشاءمون بالسوانح والبوارح من الطيور، فمن آراد منهم أمرًا جاءوا بالطير فإنْ ذهب يمينًا اعتبروه خيرًا لهم، وإنْ ذهب شمالًا كان شرًا لهم، وذهب بهم الحال إلى التشاؤم بالزمان والمكان،[٢] وعليه إذًا ما حكم التشاؤم والتطير وكيفية التخلص منهم؟ هذا ما سيتم التعرف عليه في هذا المقال.[٣]
حكم التشاؤم والتطير
لقد كان التشاؤم والتطيّر عند العرب وأهل الجاهلية إلى أن استمر عند البعض في وقتنا الحاضر، فما حكم التشاؤم والتطير في الشريعة الإسلامية، إنَّ التشاؤم والتطيّر مما جاءت الشريعة على نفيه والنهي عنه، وذلك لما ورد في كتاب الله وسنة نبيه، حيث قال تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}[٤] وقال سبحانه: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}،[٥] ومما جاء في تفسير هذه الآيات أنَّ الله -عزّ وجلّ- وصف أعداء الرسل بالتشاؤم على وجه التقبيح لهم، ومما جاء في السُّنة حديث رسول الله أنّه قال: "لا عدْوَى، ولا طِيَرَةَ، ولا هامَةَ، ولا صفَرَ"،[٦] وقد عُدَّ التشاؤم والتطيّر من الشرك لحديث رسول الله حيث قال: "الطِّيَرَةُ شِركٌ، الطِّيَرَةُ شِركٌ، الطِّيَرَةُ شِركٌ، وما منا إلا، ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتَّوَكُّلِ"،[٧] وإنّما جُعل هذا الأمر من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون بأنَّ ما تطيّروا به هو الذي جلب النفع أو دفع الضُّرَ عنهم؛ وبذلك يكونوا أشركوا مع الله -عزّ وجلّ- حيث قال ابن القيم: "ومن امتنع بها عما عزم عليه فقد قرع باب الشرك"، وبذلك يكون حكم التشاؤم والتطيّر النهي وقد يُدخل العبد في الشرك، بدليل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تَطَيَّرَ ولا من تُطُيِّرَ له".[٨][٩]
كيفية التخلص من التشاؤم والتطير
إنَّ التطيّر له صورٌ وأشكال متعددة قد توصل بصاحبه إلى الشرك الأكبر -والعياذ بالله- فمن الناس من يتشاءم بالأيام ومنهم من يتشاءم بالأشخاص والأماكن وبعضهم بالحيوانات والنباتات والألوان وما إلى ذلك، لكنّ الشريعة الإسلامية أوجدت لكل ذلك طرقًا للتخلص من التطيّر منها:[١٠]
- التوكل على الله حق التوكل.
- أنْ يُلحَ العبد بالدّعاء بأن يجنبه الله التطيّر ويقول: "اللَّهمَّ لا خَيرَ إلَّا خيرُكَ ولا طيرَ إلَّا طيرُكَ ولا إلَهَ غَيرُكَ".
- أنْ لا يأتي بأفعال بالمتطيّرين؛ لقول رسول الله: "أَقِرُّوا الطَّيْرَ على مَكِنَاتِهَا".[١١]
- استحضار أدلة النهي عن التطيّر، والاقتناع بأنّ لو به خيرًا لما حُرّم.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى التطير والتشاؤم"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
- ↑ " باب الطيرة"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-28. بتصرّف.
- ↑ "التشاؤم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
- ↑ سورة يس، آية:18
- ↑ سورة النمل، آية:47
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:7531، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3098، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمران بن حصين، الصفحة أو الرقم:5435، صحيح.
- ↑ "التطير"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
- ↑ "التطير"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أم كرز، الصفحة أو الرقم:2835، صحيح.