محتويات
حكم التقليد الأعمى
هذا بيانٌ لما جاء في حكم التقليد الأعمى:
- حذّر الإسلام من التقليد الأعمى والتبعيِّة المطلقة التي يقوم بها الإنسان بدون وعي ولا إدراك أو تقويم، بل جاء الإسلام ليحثَّ الإنسان على حرية الفكر، وذلك في شؤون الحياة المختلفة، وعليه دراستها دراسةً واعيةً ودقيقة.[١]
- يجب على الإنسان أن لا يكتفي بتقليد الآخرين في آرائهم بعشوائية ومن غير إدراك لما يفعله، وأن لا يكون تابعًا لغيره من البشر، وذلك في فكره ورأيه، بل يجب عليه أن يَحْزِمَ أمره ويكون له موقف ثابت في هذا الأمر.[٢]
- يعتبر التقليد الأعمى من المبادئ التي تنافي الوصول إلى الحقيقة، حيث نعى وحذَّر الله -سبحانه وتعالى- الكفار على فعلهم لذلك.[٣]
- كان للقرآن الكريم موقفًا يَقِفُهُ ضد التقليد الأعمى، فقد اعتبره خطأً يؤدي الإنسان إلى أسوأ حال.[٣]
- يعتبر التقليد الأعمى القاعدة الكبرى لجميع الكفار من أولهم إلى آخرهم، فهم لا يقومون ببناء دينهم وشريعتهم على ما جاء به الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-، وإنما يبنون دينهم وشريعتهم على أصول قد أحدثتها أنفسهم ولا يقبلون التحول عنها.[٤]
- إنَّ منهج التربية الإسلامية يقوم بتربية أتباعه على أنَّ كل مسلم مسؤول وأمينًا عن شريعة الله -عز وجل- وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن يكون أمينًا على نفسه وعقله ومصيره في الدنيا والآخرة، ويحذر من اتباع طريق التقليد الأعمى فهو يزجُّ صاحبه ويدخله في ظلمات الجهل والضلال.[٥]
- إنَّ حرية التفكير وتقدير المرء لنفسه وعقله وذاته هي التي تميزه عن غيره من المخلوقات.[٦]
الأسباب المؤدية إلى التقليد الأعمى
إنَّ الأسباب التي تؤدي الإنسان إلى اتباع طريق التقليد الأعمى هي ما يأتي:[٧]
- أول سبب من الأسباب المؤدية إليه هو جهل الإنسان بالدين.
- أن يتعصب الإنسان لزمن آبائهم وأسلافهم، كالتعصب في تقليدهم في الشرك وعبادة الأصنام.
- الغلو في الشيوخ والكبراء.
- التأثير الذي ينتج على فكر الإنسان من متابعته للثقافات الأجنبية والافتتان بالغرب.
التقليد الأعمى وحكمه في القرآن والآيات التي دلّت عليه
يتجلَّى في القرآن الكريم العديد من الآيات الكريمة التي حذرت من اتباع الناس طريق التقليد الأعمى، وذكر بعض منها في ما يأتي:[٨]
- ذمَّ القرآن الكريم التقليد الأعمى، وجاء ذلك في قوله -تبارك وتعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ* وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ).[٩]
- وقال -تبارك وتعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ).[١٠]
- وجاء ذلك في قوله -عز وجل-: (قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ).[١١]
- وقوله -تبارك وتعالى-: (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ* قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ).[١٢]
المراجع
- ↑ علي علي صبح، كتاب التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف، صفحة 177. بتصرّف.
- ↑ علي علي صبح، كتاب التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف، صفحة 178. بتصرّف.
- ^ أ ب جامعة المدينة العالمية، كتاب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم _ جامعة المدينة، صفحة 65. بتصرّف.
- ↑ صالح الفوزان، كتاب شرح مسائل الجاهلية، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر (8/4/2020)، "التحذير من التقليد الأعمى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2022.
- ↑ جامعة المدينة العالمية، كتاب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم _ جامعة المدينة، صفحة 65. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن علي الزاملي، كتاب الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية، صفحة 173. بتصرّف.
- ↑ "من أدلة القرآن في ذم التقليد الأعمى"، طريق الإسلام، 17/9/2018، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:170-171
- ↑ سورة المائدة، آية:104
- ↑ سورة يونس، آية:78
- ↑ سورة الأنبياء، آية:52-53